ترى في لوحاته العمق والجمال

خريج من الجامعة الإسلامية يحترف بناء اللوحات الفنية كما الخرائط المعمارية

خريج من الجامعة الإسلامية يحترف بناء اللوحات الفنية كما الخرائط المعمارية

 

أن تكون مهندسًا معماريًا فنانًا يعني ذلك أن تستطيع إيجاد توليفة من الجمال والفراغات والنسب الصحيحة لكون ٍمحكم البناء، فأسس الهندسة المعمارية تسند اللوحات الفنية بخطوطها ودقة قياساتها، هذا المزيج من الدقة والفن صنع جمال لوحات المهندس الخريج من الجامعة الإسلامية حازم أبو طويلة.


صاحب الفضل

خريج كلية الهندسة المعمارية الفنان أبو طويلة (37) عامًا، صاحب اللوحات العميقة، والذي احترف رسم اللوحات المختلفة يقول: “كان الفضل الأول لوالدي في اكتشاف موهبتي، فساعدني في تطوير خيالي وقدرتي على تكوين الفراغات والمجسمات الكرتونية والمساحات والألوان”.

ويضيف: “انتبه والدي –رحمه الله- لسعة خيالي فكان يقضي ساعاتٍ طويلة في القص واللصق رغم عدم إلمامه بهندسة العمارة، ذلك الأمر ساعدني كثيرًا في رسم معالم تخصصي الجامعي والمهني المستقبليين”.

ويثني الفنان أبو طويلة على دور رجلٍ لم يعرف عنه سوى اسمه “نورس”، تعرّف عليه في إحدى الأنشطة الفنية، فقدّمه لمجموعة إلى الفنانين التشكيليين في غزة ليقدموا له النصائح والملاحظات لتكون بمثابة نقلة نوعية للوحاته من مرحلة الطفل الذي يرسم لنفسه إلى مرحلةٍ احترافية.

وكان للجامعة دور في صقل موهبة الفنان أبو طويلة، فسنحت الفرصة أمامه لنشر رسوم الكاريكاتير الخاصة به على مجلة العمران وخلال النشرة المعمارية الصادرتين عن كلية الهندسة.


رسالة وهوية

عندما تنظر للوحات الفنان أبو طويلة ترى جانب من العمق والجمال غير المألوف، ويوضح أبو طويلة أن السبب في ذلك يرجع لتغلغل العمل في روح المُشاهد.

ويستخدم الفنان أبو طويلة الخلفية الداكنة في لوحاته كجزء من مشروع فني يعمل به منذ ما يزيد عن عام، يعبّر عن مرحلة انتقالية في حياته الشخصية والفنية، وذكر الفنان أبو طويلة أنه استخدم الألوان الزيتية، وأقلام الرصاص والفحم، وألوان الأكرليك التي فضّلها عن غيرها، والرسم بالديجيتال، وعمل أخيرًا بالطباشير الملون؛ نظرًا لسهولة محوه، وسرعة جفافه.

ويلفت الفنان أبو طويلة إلى أنه اختار “الإنسانية” كرسالة وهوية ثابتة في لوحاته، وصنع خليط خاص به كمصمم فنان لم يعتمد مدرسة فنية محددة، وإنما استخدم الفلسفة وما يتناسب من المدارس الفنية في كل عملٍ على حدى.

بيئة فنيّة

الفنان أبو طويلة الذي غادر غزة قبل ثلاثة عشر عامًا بعد أن ارتبط بزوجته الخريجة من كلية التجارة من الجامعة الإسلامية بغزة الشاعرة لين الوعري إلى دولة الإمارات المتحدة بعد أن وفرت له نقابة المهندسين الفلسطينيين فرصة للعمل في مدينة أبو ظبي.

ويتابع: “قررنا أنا وزوجتي بعد أحد عشر عامًا من العيش في الإمارات ذات الحداثة والتقنية المتقدمة البحث عن آفاقٍ جديدة تخدم طموحاتنا، وآفاقنا الفنية، فاخترنا إسطنبول بتاريخها العميق، وإرثها الفني، وطبيعتها الخلّابة لتكون أولى محطات رحلتنا المطوّلة لاكتشاف الذات”.

أن تحترف وزوجتك فنًا مختلفًا يعني أن تتبادلا طرح وجهات نظر فنية لبعضكما، وعن ذلك يقول أبو طويلة: “لدي وزوجتي تشابهٌ في الخلفية الثقافية وحب الاطّلاع وزيارة المعارض الفنية العالمية”، مشيراً إلى أنه صمّم أغلفة كتبها الشعرية الثلاثة ويعمل على الرابع في الوقت الحالي، وأكد على أنها تمثل مصدر وحي لمعظم أفكار لوحاته الفنية، ويتبادلا وجهات النظر حول الخطط الفنية والأدبية.

أما أطفاله الثلاثة فكان لبيئة الوالدين الفنية دورٌ كبير في صقل مواهبهم الفنية فتنوعت بين الموسيقى والكتابة والرسم.


وعن المعارض التي شارك فيها المهندس أبو طويلة، فيوضح أنه شارك في عددٍ من المعارض المحلية والدولية في دولة الإمارات، منها: معرض ألف ليلة وليلة، ومعرض علمي عالمي، ومعرض الفنان، ومعرض لمسة تراث، ومعرض فن الكلمة.

 

x