كونك تعيش على كوكب الأرض فهذا يعني أنك تعاصر التنافس اللامحدود إلى أن تتفرد بالتميز والعمق، هذا التنافس الذي وصل بثنائيين من أصحاب المشاريع المحتضنة في مشروع ريادة إلى إنشاء مدينة متكاملة للاستشارات في كافة مجالات الحياة، لتكون الأولى على مستوى فلسطين، والعالم في مجال التوجه الاجتماعي وصناعة المستشارين.
سليمان اللوح، وتسنيم الشيخ خليل (25) عام، أصحاب المشروع الريادي “المسهب”، وهو أحد المشاريع المحتضنة في مشروع “ريادة” بحاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، قررا إنشاء “المسهب” للاستشارات، كونه سوق الاستشارات هو الأكثر نموًا اليوم في العالم بحسب تقرير فوربس لعام 2016.
مشروع “ريادة” يأتي ضمن المشاريع التي تنفذها حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، ويعمل على دعم الأفكار الشبابية الإبداعية بمجال تكنولوجيا المعلومات والمجالات ذات العلاقة، وتموّله مؤسسة “Human Appeal UK”، وبإشراف مؤسسة التعاون.
يقول اللوح خريج الهندسة المدنية: “وجهنا فكرة المشروع إلى قطاع الاستشارات الذي يتجاوز البعد المكاني والزماني لمنطقة غزة، فأردنا تصدير أفكارنا للعالم وقدراتنا ومهاراتنا بتقديم استشارات جيدة للعالم، وتحسين الوضع الاقتصادي في منطقة غزة”.
وعن فكرة التطبيق يضيف اللوح –مدير البرمجيات وقواعد البيانات في مشروع المسهب: “حاولت المزج بين القدم والحداثة وبين “علم الغبار” والخوارزميات في عصر المأمون واشتقاق الأرقام، والتخفيف من الكم الهائل من الورق والأحمال؛ لإيجاد طريقة مشابهة لتلك التي اخترعها الخوارزمي”.
ويتابع: “بدأنا التجربة الأولى من خلال بعض الأرقام والحواسيب الآلية داخل البرنامج، ثم انتقلنا لفكرة أكثر تطوراً وهي فكرة شبكة الاستشارات، التي تجمع أكبر عدد من الأشخاص الذين لا يمتلكون الخبرة في مجال تقديم الاستشارات”.
أما اختيار اسم “المـسـهـب” للتجمع، فيبين اللوح أن اختيار الاسم جاء لسببين رئيسيين، هما: ما يجعل من الشركة موجودة هدفها الرئيس تقديم المعرفة بإسهاب لطالبيها والخدمات المعرفية والمهاراتية التي يحتاجها الناس في حياتهم، إضافة إلى صناعة علامة تجارية فارقة في الوطن العربي تتناسب بين مخارج الحرف العربي، والحس الغنائي لكلمة المُسهب التي تعمل على جذب الانتباه من المستخدمين والزبائن المحتملين.
ويحمل المشروع اسم “”Almoshebعلى كافة النطاقات على الشبكة الإلكترونية، إضافة إلى التطبيق المتوافر على المتجر الإلكتروني الذي يحمل ذات الاسم باللغتين العربية والإنجليزية.
ويوضح اللوح أن المسهب يعمل بشكل أساسي على صناعة مستشارين، يستطيع من خلاله الاستشاري تطوير خبرته كشخص أكاديمي، بحيث يوفر له التجمع أفراد يطلبون بعض الاستشارات منه، الأمر الذي يصقل خبرة ومهارة الشخص في مجال تخصصه.
ويشير اللوح إلى أنه سيكون عبارة عن حلقة وصل بين الأشخاص الذي يطرحون استشاراتهم مقابل مبلغ مالي رمزي، والأشخاص أصحاب الخبرة الذين سيقدمون الاستشارات.
أما عن آلية اختيار المستشار، يؤكد اللوح أنه سيكون لكل مستشار عضوية خاصة به، بحيث تعرض هذه العضوية السيرة الذاتية لكل مستشار على حدى، يصنعها له التطبيق، وتكون بمثابة منصة تسويقية له، والانتقال لعالم المناظرات وتطوير قدرات المستشار.
وأهم ما يميز تطبيق المُسهب أنه لا يوجه المستفيد إلى مستشار محدد إنما يقدم له كافة الخيارات من المستشارين، وأسعار متفاوتة يحددها كل مستشار لنفسه، ويترك حرية الخيار للمستفيد للتوجه للمستشار الذي يريد.
ويؤكد سليمان أنه بإمكان المستفيد من الاستشارات أن يقدم طلب مراجعة بأن الاستشارة لم تجدِ نفعاً، ليتم بعدها دراسة الطلب، مع إمكانية استرداد المبلغ المالي.
أما الشيخ خليل –مطور الأندرويد في المشروع تقول :”سينطلق التطبيق في بداياته لمجال الصحة النفسية فقط في قطاع غزة، إلى حين تحقيق نجاح يصل ل2% من السوق المحلي، لننتقل بعدها للسوق العالمي وفي كافة المجالات”.
توضح الشيخ خليل أنه يستطيع المستفيد طلب الخدمة من خلال نظام الدفع pay pal، وشحن الرصيد من خلال بطاقات الشحن، التي ستتواجد في مراكز الاتصالات، ولاحقاً سيتعامل التطبيق مع الدفع عبر Master card.
ويتحدث الثنائي عن الصعوبات التي واجهوها خلال فترة إنشاء المشروع التي تمثلت في مسألة الاستضافات كون المشروع يحتاج تقنيات حديثة غير متوفرة البرمجيات على السيرفرات الموجودة في غزة، الأمر الذي اضطر الفريق لبناء سيرفرات خاصة.
وتطرّقا إلى مشكلة عدم وجود شركات محتوى متخصصة تعمل على إدارة المحتوى الخاص بالشبكة بأسعار منطقية ومقبولة، استطاعوا مواجهتها من خلال بناء فريق محتوى كامل يتبع شركتنا لحل هذه المعضلة والمشكلة.
وفي إجابتهما حول طموحهما المستقبلي للمشروع، يشير الثنائي إلى أنهما يسعيان لتكون شركة استشارات عملاقة ليس بالنطاق المحلي فحسب؛ بل والعربي والإقليمي والدولي.