بعد التساؤلات التي وجهت للباحث محمد اللوح- الحاصل على درجة الماجستير في تخصص صحة البيئة بكلية العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، حول ما توصل إليه في أطروحة الماجستير حول خلو القرعيات في قطاع غزة من مادة النيماكور السامة، وفي ظل استخدام عدد كبير من المزارعين للكيماويات في الزراعة، كان لابد من الوقوف على تلك التساؤلات، للتعرف على النتائج التي توصل إليها الباحث اللوح خلال دراسته.
وفي الرسالة التي حملت عنوان :”تواجد وتوزيع متبقيات النيماكور في التربة والماء ونبات الخيار في المحافظة الوسطى، قطاع غزة، فلسطين”، يقول الباحث اللوح: “إن فكرة الرسالة جاءت لعدم وجود دراسات داخل قطاع غزة حول مادة النيماكور التي تقلق المستهلك، والتي لها علاقة بعدة أمراض، منها: الزهايمر والسرطان”.
وأشار الباحث اللوح إلى أنه أراد من ذلك بث الطمأنينة في قلوب الناس، وبيان مدى مكوث تلك المادة في التربة، إضافة إلى اثراء المكتبة العلمية ببحث حول مادة النيماكور، ويتابع: ” في شهر أكتوبر لعام 2015 أحضرنا تربة رملية، وتربة طينية من المحافظة الوسطى وتحديداً مدينة دير البلح كونها تتمتع بمساحات كبيرة من الأراضي المزروعة، ووضعنا تلك التربة في حمام زراعي”.
وبيّن الباحث اللوح أنهم زرعوا أشتال من الخيار لمدة ثلاثة شهور بتراكيز مختلفة، حسب توصية من وزارة الزراعة، وهي: التركيز الحقلي، ونصف التركيز الحقلي، وضعف التركيز الحقلي.
ولفت الباحث اللوح إلى أنهم خلال ثلاثة شهور أخذوا عينات الماء الراشح من خلال التربة، وعينات أخرى من أعماق مختلفة من التربتين الرملية والطينية وصلت من صفر-15 سنتيمتر من تراكيز مختلفة.
وأضاف “نتيجة للعوامل الفيزيائية، والكيميائية من خلال عملية التأكسد مع بعض العناصر، بالإضافة لوجود البكتيريا التي تلتهم المبيد وتعمل على تكسره، والعوامل الحيوية، اتضح بعد ثلاثة شهور أن تأثير مادة النيماكور تقل مع عوامل الزمن، وتصل للحد الذي سمحت به منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة”.
ونوّه الباحث اللوح إلى أن ما حصل من نتائج مع الخيار، فانه تم اسقاط تلك النتائج على مجموعة القرعيات التي ينتمي لها الخيار، وأفاد الباحث اللوح أنه في حال التزام المزارعين بالكميات المضافة، وبالفترة الزمنية التي سيضيف فيها المادة فإنها لا تحدث ضرراً على المستهلك؛ كون المبيد يحتاج إلى ثلاثة شهور ليتلاشى، مؤكداً على أن التراكمية والضرر يحدث عند التعرض لهذه المادة عن طريق الغذاء، والاستنشاق، واللمس.
وأوصى الباحث اللوح باستبعاد النيماكور في الزراعة، خصوصاً عائلة القرعيات، وأنه في حال استخدامه للضرورة يجب استخدامه وقت الزراعة أو قبل الزراعة بمدة شهر إلى شهر ونصف حتى يأتي وقت المحصول ويكون قد اضمحل أو تلاشى المبيد.
وذكر الباحث اللوح أنه خلال فترة اجراء التعديلات على البحث، قام بفحص ست عينات عشوائية من الخيار المزروع في مدينة دير البلح، وبعد التحليل الكيميائي، تبيّن أنه لا يوجد أي آثار لمادة النيماكور فيها.
ورجّح الباحث اللوح أن العينات العشوائية قد تكون لم تتم معاملتها بالنيماكور، أو أنها تجاوزت الفترة الزمنية التي تسمى بفترة الأمان والتي يضمحل فيها المبيد حتى يتلاشى من البيئة.
ويستخدم المزارعون في قطاع غزة مبيد النيماكور بديلاً عن الغاز الزراعي لتطهير الأرض والذي يقل تواجده في الأسواق بسبب الحصار “الإسرائيلي” المفروض على قطاع غزة.
يُشار إلى أن النيماكور هو مبيد عالي السمية يستخدمه المزارعون لمكافحة آفة النيماتودا “كائنات دقيقة الحجم تصيب كل أنواع النباتات”، وتؤدي لخسائر فادحة في المحصول كماً ونوعاً.