
أكد الدكتور مفيد المخللاتي –عميد كلية الطب بالجامعة الإسلامية- أن رفع مستوى الأداء الطبي في أي بلد، وتشجيع البحث العلمي في مجال الطب وعلومه لا يتم إلا من خلال كلية الطب، وشدد الدكتور المخللاتي على أن نشأة كلية الطب في الجامعة جاءت تجسيداً لدورها الريادي في خدمة المجتمع الفلسطيني، والنهوض بالمستوى العلمي والثقافي والحضاري، إلى جانب العمل على مواكبة التطور التكنولوجي، والاتجاهات الحديثة في التعليم العالي.
الثقافة الصحية والممارسة المهنية
وأوضح الدكتور المخللاتي أن الكلية تهتم بتعليم وتدريب الطلاب والأطباء وباقي المختصين في فلسطين في مجال الطب والعلوم الطبية، والارتقاء بالسلوك الصحي الوقائي في المجتمع الفلسطيني، ونشر الثقافة الصحية في المجالات المختلفة، وأشار الدكتور المخللاتي إلى أن الكلية تسعى لتقديم خدمات صحية عالية النوعية في المستويات المتدرجة من المستوى الأول وحتى الثالث، إضافة إلى تأسيس مستوى ممتاز من البحث العلمي والقيام بالأبحاث العلمية الأساسية والسريرية التي تهدف إلى خدمة المواطن الفلسطيني، ونشر الأبحاث، والتأليف، والترجمة، وذكر الدكتور المخللاتي أن الكلية تولي أهمية للأمراض المحلية والبيئية في فلسطين، وتقديم أفضل الخدمات الاستشارية في مجال الطب والعلوم الطبية.
وبين الدكتور المخللاتي اهتمام الكلية بالتعاون مع كليات الطب الأخرى والجهات الطبية المعنية لتحديد وتوحيد المفاهيم الطبية، ومعايير العمل الطبي في فلسطين؛ لتكون مرجعاً للعاملين في هذا المجال، وصولاً إلى ممارسة طبية مهنية راقية.
مخاض دام عشرة أعوام
وبشأن المختبرات العلمية لكلية الطب، ذكر الدكتور المخللاتي أن فترة مخاض كلية الطب دامت عشرة أعوام، جرى خلالها إعداد البنية التحتية اللازمة، وخاصة في مجال الكادر التعليمي والمختبرات العلمية، وأوضح أن المختبرات تم احتضانها في كلية العلوم في الجامعة فكانت مختبرات متطورة في الكيمياء العضوية، والكيمياء الحيوية، والأحياء، والفيزياء الطبية، ومختبرات علم الأجنة، والأحياء الجزيئية، وعلم الأحياء الدقيقة، والطفيليات، ومختبر حيوانات التجارب، وأكد الدكتور المخللاتي أن المختبرات العلمية تم تجهيزها وتشغيلها من قبل أساتذة ومدرسين وفنيين متميزين تخرجوا من أرقى الجامعات العالمية.
وبخصوص المختبر الأحدث في كلية الطب بالجامعة الإسلامية، تحدث الدكتور المخللاتي عن مختبر تشريح جسم الإنسان، وبين أن تدريس مساق التشريح يعتبر أحد المشاكل الرئيسة التي تواجه تدريس علوم الطب الأساسية في كليات الطب بشكل عام، والفلسطينية على وجه الخصوص، ولفت إلى أن الجامعة الإسلامية تغلبت على هذه المشكلة من خلال الاستعانة بخبرات أساتذة الطب في بعض الجامعات الغربية، وبعض الجامعات المصرية، وعلى رأسهم البروفيسور عبد المنعم البربري –أستاذ التشريح بكلية الطب في جامعة المنوفية بجمهورية مصر العربية، وأضاف الدكتور المخللاتي أنه بناء على العديد من الاستشارات العلمية، فقد تم الاتفاق على إنشاء مختبر التشريح وفق أحدث المواصفات العالمية.
وأوضح الدكتور المخللاتي أن المختبر يضم مختبر حاسوب متخصص يعرض نماذج ثلاثية الأبعاد ومتحركة، بحيث يستطيع كل طالب أن يجلس على جهاز حاسوب خاص به ويقوم بنفسه بالاطلاع على التفاصيل الدقيقة لتشريح جسم الإنسان، إضافة لذلك فقد تم تجهيز المختبر بمجموعة كبيرة من المجسمات الصناعية كأجزاء جسم الإنسان، وذكر الدكتور المخللاتي أن المختبر أنشئ بتمويل من الهلال الأحمر القطري بتكلفة وقدرها (120) ألف دولار.
(300) سرير في شتى التخصصات
وكشف الدكتور المخللاتي أن الجامعة تبذل جهوداً حثيثة من أجل إنشاء المستشفى الجامعي التابع لكلية الطب، والذي من المقرر أن يضم قرابة (300) سرير في شتى التخصصات الطبية؛ وذلك بغرض تقديم الخدمة الطبية المتميزة والمتخصصة لأبناء قطاع غزة، فضلاً عن تخفيف معاناة السفر للخارج لتلقي العلاج الطبي.
علاقات وطيدة وتعاون مثمر
وفيما يتعلق بعلاقات كلية الطب في الجامعة الإسلامية ذكر الدكتور المخللاتي أنه رغم مرور عام فقط على إنشاء الكلية إلا أنها استطاعت تشكيل شبكة علاقات محلية وعربية ودولية واسعة، وتحدث الدكتور المخللاتي عن زيارات متعددة قامت بها وفود مختلفة للكلية، منها: زيارة مجموعة من الأطباء البريطانيين من مؤسسة الحمامة والدولفين البريطانية، حيث ألقى الوفد عدة محاضرات أمام طلبة الكلية كما قاموا بإهداء مراجع طبية في مجال تشريح جسم الإنسان، وتابع الدكتور المخللاتي أن الكلية استقبلت وفداً من مؤسسة أطباء العالم الفرنسية، ووفداً آخراً من أطباء بلا حدود.
وأكد الدكتور المخللاتي على علاقات التعاون التي تربط الكلية مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، والذي أهدى الكلية مجموعة كبيرة من الكتب والمراجع الطبية، علاوة على علاقات الكلية مع مؤسسة العون الطبي الدولي لفلسطين ومقرها بريطانيا.
وأشاد الدكتور المخللاتي بعلاقة الكلية مع اتحاد الأطباء العرب بالقاهرة، والذي تبرع لطلبة الكلية بشراء كتب ومراجع طبية، الأمر الذي مكن الكلية من توفير جميع الكتب والمراجع الطبية لطلاب وطالبات الكلية مجاناً، علاوة على مساهمة الاتحاد في تطوير مختبر وظائف الأعضاء بالكلية، إضافة إلى علاقات التعاون الذي تربط الكلية باتحاد الجمعيات الطبية الإسلامية “فيما”.
حداثة ونشاط
وبين الدكتور المخللاتي أنه على الرغم من حداثة الكلية إلا أن لها نشاطاً بحثياً، في إشارة منه إلى تشكيل لجنة البحث العلمي في الكلية، والتي يترأسها الأستاذ الدكتور ماجد ياسين، ونوه الدكتور المخللاتي إلى تواصل الكلية مع أولياء أمور الطلبة، وإطلاعهم المتجدد على مستوى أبنائهم الأكاديمي، من منطلق تعزيزهم، إلى جانب تكريم الأوائل.
ووقف الدكتور المخللاتي على المنح الدراسية التي يستفيد منها طلبة الكلية، مثل: منحة أوائل الثانوية العامة، ومنحة حفظة القرآن الكريم، ومنحة الامتياز، ومنحة أبناء العاملين، فضلاً عن المنح الخارجية الخاصة بطلبة الكلية والتي تقدمها الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمملكة العربية السعودية.