
محمد خالد البهتيني، يبلغ من العمر 26 عاماً، ويسكن في معسكر جباليا، وهو متزوج ولديه ولد، ويسكن في بيت العائلة المكون من (26) فرداً في بيت يحوي (7) غرفاً، يعاني محمد من إعاقة حركية بسبب خلع مفصلي في الأطراف السفلية، يعتمد هو وأسرته على المبلغ الذي يحصلون عليه من الشئون الاجتماعية وهو(1500) شيكلاً كل ثلاثة شهور، حاول محمد الحصول على فرصة عمل ولكن دون جدوى، وبسبب الإعاقة اعتبره المشغلين من أصحاب الورش الخاصة بأنه لن يكون منتجاً بل سيعيق العمل.
تأثر “محمد” كثيراً بنظرة أرباب العمل له، وما زاده ذلك إلا عزيمةً وإصراراً على إثبات نفسه وقدراته وأنه كغيره من الأصحاء بل وأفضل منهم، بل وظل يبحث عن أية فرصة عمل قد تتاح له، وكان الوعد من الله عندما أعلن عن مشروع “تمكين” لتدريب وتشغيل مجموعة من ذوي الإعاقة الذي نفذه برنامج “إرادة” بالجامعة الإسلامية بدعم من البنك الإسلامي للتنمية وبإدارة UNDP، حيث التحق “محمد” ببرنامج دهان الأثاث، وبعد شهور بسيطة أثبت “محمد” تميزه حتى أن مدربه كان يعتمد عليه، وكان “محمد” مبادراً للمشاركة في تنفيذ أوامر إنتاج لزبائن في ورشة إرادة الحرفية قبل تخرجه، وبعد تدريب (6) شهور تأهل “محمد” للمرحلة الثانية والاستفادة من المشاريع الصغيرة، حيث كان أحد الشركاء في المركز الحرفي الذي تم تجهيزه في منطقة الشمال الذي يضم ورشة دهان أثاث يعمل فيها “محمد” وزميله ثائر قاسم، وكذلك ورشة نجارة ويعمل فيها وليد شبير وكلاهما من الأشخاص ذوي الإعاقة.
من خلال المشروع تم توفير الماكينات والمعدات والمواد الخام اللازمة للمركز الحرفي، وقد استطاع “محمد” وفريقه إدارة المركز بنجاح والمنافسة بقوة في سوق العمل خاصة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة 2014م الذي نتج عنه تضرر عدد كبير من البيوت، واضطرت العديد من الأسر إلى استئجار شقق سكنية وتأثيثها بشئ بسيط، وتمكن “محمد” وفريقه توفير منتجات ذات جودة عالية، وبأسعار تتناسب مع القدرة الشرائية لسكان منطقة الشمال، والآن يتطلع “محمد” وفريقه لتطوير مركزهم وتوسيع نطاق عملهم.
ويؤكد “محمد” أن مشاركته في مركز حرفي خاص به كان له أثر ملموس في حياته، وقد ساعده في تأمين متطلبات أسرته.