
سماح عبد الحليم شاهين، تبلغ من العمر (34) عاماً، وتسكن في مخيم البريج في شقة مع أسرتها المكونة من (4) أفراد، وهي غير متزوجة، تعاني من خلع ولادة في اليد اليسرى، تتقاضى من الشئون الاجتماعية مبلغ بسيط قيمته (750) شيكلاً كل ثلاثة شهور، ولظروف معينة لم تكمل دراستها الثانوية ولكن كان لديها الرغبة والإصرار على الحصول على شهادة الثانوية العامة واستكمال الدراسة الجامعية، وبالفعل حصلت على شهادة الثانوية العامة ودرست دبلوم سكرتاريا وبعد التخرج كان لديها أمل في الحصول على عمل لائق يساعدها في إثبات ذاتها، والعيش حياة كريمة، ولكن للأسف تقدمت للعديد من الوظائف للعمل كسكرتيرة ورفضت بسبب إعاقتها، وتم إعلامها بأنها غير لائقة للعمل بسبب الإعاقة، وعلى الرغم من أن ذلك قد أثر سلباً على وضعها النفسي إلا إنها لم تفقد الأمل بأن تتاح لها فرصة لتطوير مهاراتها في مجال يساعدها في الحصول على عمل.
لم تستسلم سماح لإعاقتها ولحديث من حولها عن وضعها الصحي، وظل الأمل بداخلها كبيراً، وما كان لها إلا أن تنتظر من يتفهم وضعها ويأخذ بيدها نحو تحقيق طموحاتها وآمالها، وبالفعل كان لها ما تمنت عندما أُعلن عن مشروع “تمكين” لتدريب وتشغيل مجموعة من ذوي الإعاقة الذي نفذه برنامج “إرادة” بالجامعة الإسلامية بدعم من البنك الإسلامي للتنمية وبإدارة UNDP، فقد سارعت للتسجيل وتعبئة طلب التدريب، والتحقت ببرنامج الحفر على الخشب باستخدام الكمبيوتر، وبعد تدريب (6) شهور استطاعت سماح أن تتميز في هذا التخصص، وأن تتأهل للمرحلة الثانية، حيث تم دعمها مع فريقها المكون من اثنين من ذوي الإعاقة من قبل المشروع، وتجهيز ورشة حرفية خاصة بهم في خانيونس، وتم تزويدهم بالماكينات والمعدات والمواد الخام لبدء العمل.
وقد استطاعت سماح وفريقها تنفيذ العديد من أوامر الإنتاج لزبائن من المجتمع المحلي، وهي عبارة عن ديكورات خشبية متنوعة ظهر فيها إبداع سماح وفريقها وتميزهم، كما أنهم استطاعوا أن يغيروا نظرة المجتمع السلبية نحوهم من خلال اظهار قدرتهم على الإنتاج كغيرهم من الأصحاء وأشاد من حولهم بمستوى جودة منتجاتهم.
وسعياً لتوسيع مجال عملها، وبعد انقضاء (6) شهور استطاعت سماح أن تجهز معرضاً في منطقة غزة لعرض منتجات ورشتهم الحرفية وتسويقها.
من خلال المشروع أصبح لسماح مصدر دخل ساعدها للاعتماد على نفسها، وقد انعكس ذلك ايجابياً على وضعها النفسي وظروفها الاجتماعية والاقتصادية.