
أوصى المشاركون في ملتقى رجال الإصلاح والقضاء الرابع الذي أقامته رابطة علماء فلسطين- فرع خان يونس في قاعة المؤتمرات الخاصة بفرع الجامعة الإسلامية جنوب قطاع غزة، بضرورة تكثيف الجهود لكافة مؤسسات المجتمع المدني المعنية، ولجان الإصلاح والعشائر، والجهات الشرطية والقضائية، من أجل حماية السلم المجتمعي في قطاع غزة وحراسته, ويأتي ذلك خلال اللقاء الذي عقدته رابطة علماء فلسطين فرع خان يونس بالتعاون مع الجامعة الإسلامية فرع الجنوب، وحضر الملتقى كلٌ من: العقيد كمال أبو ندى- ممثلاً عن وزارة الداخلية والأمن الوطني، وسماحة الشيخ إحسان عاشور- مفتي محافظة خان يونس، والأستاذ محمد سليمان الفرا- رئيس رابطة علماء فلسطين فرع خان يونس، والشيخ طارق الأسطل- رئيس دائرة الإصلاح بالمحافظة، وأعضاء من الهيئتين الأكاديمية والإدارية بفرع الجنوب، وعدد من أعضاء لجان الإصلاح ولجان العشائر والوجهاء في محافظة خان يونس، وأعضاء من الأجهزة الشرطية والأمنية التابعة لوزارة الداخلية، وحشد من الطلبة والمهتمين.
من جانبه، بين الشيخ الأسطل أهمية عقد هذا الملتقى الذي يناقش السبل الكفيلة بحراسة السلم المجتمعي في قطاع غزة، واعتبار ذلك واجب شرعي وعمل وطني، يتوجب تكاثف جهود كافة المعنيين للقيام به وتثبيته وصيانته، وأضاف الملتقى الرابع يناقش هذه القضية من الناحية القانونية والشرعية، ودعا الشيخ الأسطل كافة المعنيين من رجال الإصلاح والعشائر ورجال الشرطة والقضاء للقيام بدورهم بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم المجتمعي، وتمنى أن يخرج هذا الملتقى بتوصيات تسهم في الحفاظ على السلم المجتمعي وحراسته من المفسدين والعابثين.
بدوره، أوضح الأستاذ الفرا أن نجاة الفرد المسلم وسلامة المجتمع تكون في البُعد عن أسباب الريبة ومحاسبة المفسدين, مبيناً أن من مقاصد الشريعة الإسلامية الحفاظ على أعراض المسلمين وصيانتها من الأذى، وإيجاد أسباب قوة المجتمع المسلم المتمثلة في: قوة ارتباطه بالله، وترابط أبنائه وتماسكهم وتآلفهم وتعاضدهم، ودعا الأستاذ الفرا في رسالة وجهها لرجال الإصلاح وأعضاء لجان العشائر والمعنيين إلى ضرورة الابتعاد عن مواطن الشبهات خلال عملهم في الإصلاح بين الناس امتثالاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكد الأستاذ الفرا أن اتقاء الشبهات واجب شرعي، وطالب الجهات المختصة للقيام بواجباتها تجاه أصحاب الشبهات.
وتحدث العقيد أبو ندى عن مجريات الحالة الأمنية السائدة في قطاع غزة، والدور الذي تقوم به وزارة الداخلية من خلال أجهزتها الشرطية والأمنية والقضائية لملاحقة الجريمة والحد منها ومن أثارها السلبية على المجتمع، وقدم العقيد أبو ندى شرحاً مفصلاً عن حجم وأعداد الجرائم التي وقعت خلال العام الماضي والعام الحالي في قطاع غزة، مطالباً كافة الجهات المعنية إلى التحرك الجاد والفعال في مكافحة الجريمة والقضاء على أسبابها من خلال قيام كل جهة بدورها المنوط بها.
وأشار الشيخ عاشور إلى الدور المنوط برجال الإصلاح في المجتمع الفلسطيني ومدى أهميته في الحفاظ على السلم المجتمعي والحد من انتشار الجريمة، وطالب رجال الإصلاح بزيارة الدواوين، والالتقاء بالمواطنين وتوعيتهم وكذلك تكثيف جهودهم في الإصلاح بين الناس والابتعاد بقدر الإمكان عن مواطن الشبهات خلال عملهم.