لا شك أن ظاهرة تعاطي الترامادول انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة في كثير من البلدان بشكل عام وبشكل خاص في قطاع غزة، ويعتقد أن الجرعات الزائدة من عقار الترامادول لها تأثيرات خطيرة على أعضاء جسم الإنسان بالإضافة إلى ما تحدثه من مشاكل اجتماعية واقتصادية ونفسية للشخص المتعاطي ومن حوله.
وهدفت الدراسة التي أعدتها الطالبتان هند الصواف، وإكرام حميد- الخريجتان من قسم العلوم الطبية المخبرية بكلية العلوم الصحية، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة- عميد كلية العلوم الصحية، والأستاذ نور تيم، هدفت إلى التحقق من تأثير تعاطي الترامادول على صحة الفرد وخاصة أضراره على وظائف الكبد والكلى، ودراسة العوامل الاقتصادية والاجتماعية المحيطة بالشخص المتعاطي.
ولفتت الخريجتان الصواف وحميد إلى أنه لتحقيق هدف الدراسة تم جمع عينات دم من (50) شخصاً ممن يتعاطون الترامادول، تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 35 سنة متواجدون في مراكز علاج الإدمان أو السجون، وأضفتا أنه بعد أخذ الأذونات لإجراء هذه الدراسة من الجهات المختصة، وتوزيع نماذج موافقة للمشاركة في البحث على جميع المشاركين، تم جمع البيانات الشخصية والاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى البيانات المتعلقة بتعاطي الترامادول، وتم جمع بيانات من (50) شخصاً من غير المتعاطين للترامادول كعينة ضابطة، وكانت الفترة الزمنية التي أجريت فيها هذه الدراسة ما بين شهر نوفمبر 2013 وحتى مايو 2014.
وأضحت الخريجتان الصواف وحميد أنه تم مخبرياً قياس مستويات كل من ALT, AST, ALP, LDH, Total Bilirubin, Direct Bilirubin Bilirubin, Blood urea Nitrogen, Creatinine and uric acid , على أمصال العينات, بعد استثناء وجود مرض التهاب الكبد الفيروسي من أنواع A,B,C عند كل من المتعاطين والعينة الضابطة.
وبينتا أنه من خلال تحليل لبيانات (56%) من متعاطي الترامادول تراوحت أعمارهم ما بين (21-25), وباقي الفئات العمرية (15-21) و (25-35) توزعت على (44%)المتبقين، وأن (50%) منهم أنهوا المرحلة الثانوية من التعليم، وكان (55%) من عينة الدراسة غير متزوجين، و (96%)مدخنين، و(82%) من العمال.
وأفادتنا أن النتائج المخبرية أظهرت زيادة ذات دلالة إحصائية في نشاط انزيم ALT وهو إنزيم خاص بالكبد، و AST وهو إنزيم موجود بنسبة جيدة في الكبد، إضافة لأعضاء أخرى عند متعاطي الترامادول بالمقارنة مع نتائج العينة الضابطة، وتابعتنا أظهرت النتائج زيادة ذات دلالة إحصائية في مستويات حمض اليوريك عند متعاطي الترامادول مقارنة مع العينة الضابطة, هذه الزيادة قد تكون بسبب زيادة تكسر القواعد النيتروجينية بيورين وبيريميدين المكونة للحمض النووي بسبب تدمير الخلايا، أو قد تكون بسبب خلل في الكليتين قلل من قدرتها على إخراج هذه المادة.
وذكرت الخريجتان الصواف وحميد أن الدراسة خلصت إلى أن تعاطي الترامادول يؤدي لزيادة نشاط انزيمي ALT و AST عند متعاطي الترامادول أي أنه يؤدي إلى خلل في وظيفة الكبد، ويؤدي لزيادة مستويات حمض اليوريك. وأوصت الدراسة في توظيف نتائج هذه الدراسة لعمل حملات توعية بمخاطر تعاطي الترامادول صحة الإنسان.