نظم قسم التعليم الأساسي بكلية التربية بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع نقابة المعلمين الفلسطينيين –غزة يوماً دراسياً حول واقع المرحلة الأساسية الأولية في فلسطين وتطلعاتها المستقبلية، وأقيم اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الأستاذ الدكتور عليان الحولي –نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، وعطوفة الدكتور زياد ثابت –وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، والأستاذة الدكتورة فتحية اللولو –عميد كلية التربية، والدكتورة ختام السحار –رئيس قسم التعليم الأساسي، رئيسة اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، والأستاذ خالد المزين –ممثل نقابة المعلمين الفلسطينيين، وحضره عدد من قادة العمل التربوي، والمدراء، والمشرفون، وممثلون عن الوزارات والمؤسسات التربوية والنفسية، وجمع من أعضاء هيئة التدريس بكليات التربية في جامعات قطاع غزة، وأعضاء من هيئة التدريس والطلبة بكلية التربية بالجامعة.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، لفت الأستاذ الدكتور الحولي أن الشعب الفلسطيني يدرك منذ زمن أن جوهر بقاءه واستمراره يكمن في تنمية هويته الحضارية، وقد دفعه هذا الإدراك إلى تجنيد كل طاقاته من أجل رفع المستوى الثقافي والتعليمي لأبنائه، وأوضح الأستاذ الدكتور الحولي أن الناظر إلى واقع التعليم الفلسطيني حسب إحصاءات التعليم الفلسطيني للعام 2013م يمكن رصد بعض المشكلات والتحديات، منها: تراجع أداء المدرسة الفلسطينية في الاختبارات الوطنية والدولية، وضعف مستوى أداء بعض المعلمين، وتراجع في نسبة طلبة الفرع العلمي في الثانوية العامة.
وأكد الأستاذ الدكتور الحولي أن المرحلة الأساسية تعتبر المرحلة الأولى في قاعدة الهرم التعليمي، كونها تمثل قاعدة أساسية لتكوين البذور والجذور، والقدر المشترك من الثقافة العامة بمكوناتها من المعارف، والقيم، والمهارات، والسلوك، والحقوق والواجبات، فضلاً عن أساليب التفكير وأنماط العلاقات الاجتماعية، وذكر الأستاذ الدكتور الحولي أن أي ضعف في الصفوف الأولى يؤثر على أداء التلاميذ في الصفوف العليا، مبيناً أن عملية التعليم تعتمد على القراءة والكتابة.
تقييم العملية التعليمية
بدوره، أشار عطوفة الدكتور ثابت إلى وجود توجهات كبيرة في ضوء تقييم العملية التعليمية، والمناهج الدراسية، وأداء المدرسين، وأداء البنية التحتية العلمية، بهدف تطوير المناهج في ظل المنعطفات التي يمر بها قطاع غزة التي أثرت بشكل مباشر في مشاركة المجتمع الغزي في عملية التطوير، ونوه إلى أهمية تكامل الأدوار ما بين قطاع غزة والضفة الغربية بخصوص الإسهام في عملية تطوير المناهج التعليمية وهو ما تم التركيز عليه بتحديد (6) أشخاص من القطاع مقابل (7) أشخاص من الضفة.
وشدد عطوفة الدكتور ثابت على أن المرحلة الأساسية تعد من أخطر المراحل وهو ما يتطلب تطوير العمل في محاورها المختلفة، وتوفير كل ما تحتاجه المدارس لتوظيف الأساليب التعليمية المتنوعة التي تخدم تلك المرحلة.
تعلُم فعال
من جانبها، عبرت الأستاذة الدكتورة اللولو عن سعادتها باستضافة كلية التربية لنخبة من الباحثين، والباحثات لمناقشة وطرح أفكار جديدة تسهم في توفير بيئة تعليمية لتعلم فعال تنمي القدرات العقلية، والقيم، والاتجاهات، والمهارات، والمعارف العلمية المتنوعة، بحيث تحقق الهدف الأساسي للتربية وهو النمو الشامل والمتكامل للمتعلم، ولفتت الأستاذة الدكتورة اللولو إلى أن الواقع الفلسطيني التعليمي يحتاج إلى دراسات جادة ومؤثرة في اتخاذ القرار لكافة المجالات المرتبطة بهذه المرحلة المهمة خاصة في ظل الظروف التي يعيشها أبناء قطاع غزة من العدوان المتكرر، والحصار، ونقص الإمكانات المالية والمادية، وتدمير المدارس، والتداعيات النفسية التي تؤثر على الطفل والأسرة والمدرسة.
وأشارت الأستاذة الدكتورة إلى الحاجة الماسة لتقييم الواقع من حيث: كفاية المعلمين، والمناهج التعليمية بما تتضمن من محتويات علمية، وأنشطة، وأسئلة، وطرق تدريس، ووسائل تكنولوجية تعليمية، وطرق التقويم وأدواته، وأنظمة الإدارة، والإشراف ومدى تلبيتها لاحتياجات المرحلة الأساسية، ومدى مراعاتها للمعايير الإقليمية والعالمية، وقدرتها في تحقيق الأهداف التعليمية، ومستويات إتقانها.
محاور اليوم الدراسي
من ناحيتها، أفادت الدكتورة السحار أن اليوم الدراسي يعقد بمشاركة (25) باحثاً، يعرضون ويناقشون (17) ورقة علمية، وأضافت أن اليوم الدراسي يعالج ثلاث محاور رئيسة تتعلق بواقع ومتطلبات والمشكلات التي تواجه المرحلة الأساسية الأولية، وأثنت الدكتورة السحار على مستوى المشاركات العلمية المقدمة لليوم الدراسي من جامعات: الإسلامية، والأقصى، والكلية الجامعة للعلوم التطبيقية، ووزارة التربية والتعليم، ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أنروا”.
تطوير أداء الطلبة
وأكد الأستاذ المزين على جهود نقابة المعلمين الجادة من أجل الحفاظ على رفعة العلمية التعليمية، بما يسهم في تطوير أداء الطلبة، وتنشئة الأجيال القادرة على تحمل مسئولياتها تجاه المجتمع الذي تعيش فيه.
وبين الأستاذ المزين أن اليوم الدراسي يأتي في ظل نهضة علمية كبيرة يشهدها العالم مما يحتم الوقوف وقفة صادقة لمواجهة التحديات التي تواجه مختلف قطاعات المجتمع وخاصة القطاع التعليمي.
الجلسة الأولى
وبخصوص الجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقد على مدار ثلاث جلسات علمية، حيث ترأس الجلسة الأولى الأستاذة الدكتورة سناء أبو دقة –عميد الجود والتطوير بالجامعة، عضو هيئة التدريس بكلية التربية، وتناول الدكتور داود حلس –من كلية التربية بالجامعة الإسلامية- الكفايات التعليمية الأساسية اللازم توافرها لمعلمي الصفوف الأولية، ووقف الدكتور أيمن الأشقر –من وزارة التربية والتعليم- على أسباب تدني مستوى تحصيل طلبة المرحلة الأساسية الاولية في الرياضيات بفلسطين، ووقفت الدكتورة عطاف أبو غالي، والأستاذة إسلام أبو مصطفى –من جامعة الأقصى- على تدني دافعية العمل المدرسي لدى المعلمين من حيث المفهوم والتشخيص والعلاج، وتحدث الأستاذ معين الفار –من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”- عن التطوير المهني للمعلم القائم على المدرسة، وقدم كل من: الدكتور أسعد عطوان، والدكتور سليمان حرب –من جامعة الأقصى- ورقة عمل حول تطوير قسم تعليم المرحلة الأساسية بجامعة الأقصى بغزة، ولفت الدكتور فتحي كلوب –من وزارة التربية والتعليم- إلى واقع تدريس المهارات القرائية والكتابية المأمول بناؤها لتلاميذ الصف الأول من التعليم الأساسي في فلسطين.
الجلسة الثانية
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية فقد ترأسها الأستاذ الدكتور فؤاد العاجز –مساعد نائب الرئيس لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي، وشارك كل من الأستاذ الدكتور العاجز، والدكتور عدلي الشاعر –من وزارة التربية والتعليم- بورقة علمية حول التعليم التفاعلي المحوسب كمدخل لتحسين أداء معلم الصف الأول الأساسي، واستعرض الدكتور صلاح الناقة، والدكتور إبراهيم شيخ العيد –من الجامعة الإسلامية- ورقة عمل حول أعداد المعلم في الجامعات الفلسطينية في ضوء معايير الجودة، وقدم الدكتور أنور شلدان –من وزارة التربية والتعليم- تصوراً مقترحاً للحد من تدني مستوى المهارات الأساسية لطلبة المرحلة الأساسية الأولى، وتناول الأستاذ سامي حسونة –من وزارة التربية والتعليم –ورقة عمل حول تعزيز مهارة القراءة لدى طلبة المرحلة الأساسية، وعرض الأستاذ مراد الأغا، والأستاذ منير شقورة –من وزارة التربية والتعليم- دراسة مقارنة لبرنامج إعداد معلم التعليم الأساسي في ضوء الاتجاهات الأساسية لتربية المعلم (فلسطين، مصر، السعودية، البحرين، الأردن، قطر)، ولفتت كل من الأستاذة منى العمراني، والأستاذة هالة دغمش –من الجامعة الإسلامية- إلى تصميم الوسائل التعليمية للأطفال (المحوسبة وغير المحوسبة).
الجلسة الثالثة
وترأس الجلسة العلمية الثالثة الدكتور خليل حماد –من وزارة التربية والتعليم، وأوضح الدكتور حماد الدور الافتراضي للبيئة التعليمية في تحسين مناهج المرحلة الأساسية، وتحدثت الأستاذة سمية صايمة –من الجامعة الإسلامية- عن التعليم التكاملي في المرحلة الأساسية -تجارب عالمية، ووقفت الأستاذة صابرين أبو ليلي –وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”- على المهارات الأساسية التي يجب أن يمتلكهما معلم التعليم الأساسي، وتطرق كل من: الأستاذ عبد الله الخطيب، والأستاذ حامد القدرة –من جامعة الأقصى- على المشكلات التربوية والنفسية التي تواجه معلمي المرحلة الأساسية الدنيا وسبل الوقاية منها، وبين الأستاذ أمجد جمعة، والأستاذ علاء الدين نجمة –من وزارة التربية والتعليم- دور معلم المرحلة الأساسية الدنيا في الكشف المبكر عن الطلبة ذوي صعوبات التعليم ورعايتهم.