
نظمت كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة يوماً دراسياً بعنوان: “الضريبة والزكاة وأثرهما في المجتمع”, برعاية البنك الإسلامي الفلسطيني, وقد حضر الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي أ. د. محمد عسقول – نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشئون الأكاديمية, د. أحمد شويدح – عميد كلية الشريعة والقانون, د. علاء الدين الرفاتي – عميد كلية التجارة, د. زياد مقداد – نائب عميد كلية الشريعة والقانون ممثلاً للدكتور ماهر الحولي – رئيس اللجنة التحضيرية, وفضيلة الشيخ ماهر خضير – المستشار الشرعي للبنك الإسلامي الفلسطيني, ولفيف من العاملين في وزارة المالية, وعدد من رؤساء البلديات, والباحثين, والأكاديميين, والمختصين في الشئون الاقتصادية, وجمع من طلبة الجامعة الإسلامية.
من جانبه, أكد أ. د. عسقول على حرص الجامعة الإسلامية على خدمة المجتمع المحلي والوطن, إضافة إلى التواصل مع احتياجاته المتتالية, وتحدث عن تكريم الله سبحانه وتعالى للخلق بأن شرفهم بالعبادة, واختارهم لتتحقق فيهم العبودية, وأشار إلى تحقيق الانسجام بين الغاية الكبرى من أصل الخلق, موضحاً أن كل الجوانب في الإنسان المسلم وجهت إلى الوجهة السليمة من أجل تحقيق العبادة, ولفت إلى أن اليوم الدراسي ينبع من التحرك داخل دائرة العبادة, وإن كان يعالج مواضيعاً علمية بحتة.
أهداف اليوم الدراسي
أما د. شويدح فتحدث عن الحركة البحثية والعلمية لكلية الشريعة والقانون, والتي يعد اليوم الدراسي حول الضريبة والزكاة وأثرهما في المجتمع, اليوم الخامس لها, وبخصوص الأهداف من وراء عقد اليوم الدراسي فقد صرح د. شويدح أنه من بين الأهداف: التعرف إلى الواقع الحالي للزكاة والضريبة في فلسطين, وتحديد المشكلات والعوائق التي تواجه دافع الزكاة ومأمور الضريبة, إضافة إلى التعرف على مساهمة الضريبة في دعم موازنة السلطة, والوقوف على الأموال الواجبة فيها الزكاة ومصارفها, إلى جانب وضع استراتيجية لفرض الضريبة وضوابطها في المجتمع, وتجسيد الدور المتعلق بالمؤسسات الخيرية الجامعة للزكاة,
المعاني المستوحاة من فريضة الزكاة
ووقف د. الرفاتي على المعاني المستوحاة من فريضة الزكاة, ومنها: أن الزكاة تتعدى العلاقة بين العبد وربه إلى المجتمع, موضحاً أن الأيام الدراسية العلمية تأتي لزيادة التوضيح حول مثل هذه الأمور, والتركيز على المقاصد والحكم التي فرضت من أجلها الزكاة, وشدد د. الرفاتي على أن الزكاة تعد أساس النظام الاقتصادي والاجتماعي والمالي, وأشار د. الرفاتي إلى الزكاة باعتبارها أحد أدوات السياسة المالية, التي يمكنها التأثير في النشاط الاقتصادي والتنمية الاقتصادية, والاستثمار, والإنتاج, ومواجهة العديد من مشاكل المجتمع, مثل: الفقر والبطالة, وذكر د. الرفاتي أن الزكاة تشكل ما قيمته (3 – 5%) من الناتج المحلي, وهو مقدار ليس بسيطاً, ويمكن أن يوجه لخدمة أهداف المجتمع على حد قوله.
أهمية دراسة القضايا المعاصرة
واعتبر د. مقداد انعقاد اليوم الدراسي حول الزكاة والضريبة وأثرهما في المجتمع يأتي من منطلق الاهتمام بأركان الإسلام وشعائره للحفاظ على الشخصية الإسلامية, وتوثيق الأخوة بين المسلمين، وأوضح د. مقداد الحاجة الماسة إلى معالجة الكثير من أحكامها, وأضاف أنه من الأهمية بمكان دراسة القضايا المعاصرة التي حدثت بعد تطور أنظمة التعامل المالي, مما دفع إلى ضرورة دراستها مواكبة للمعطيات الحديثة, والإفادة من الصيغ والأساليب التي كفل بها الفقه الإسلامي, بما يلائم كل عصر وبيئة, وشكر د. مقداد البنك الإسلامي الفلسطيني لرعايته لليوم الدراسي, إلى جانب رئيس الجامعة, وعمداء الدراسات العليا, والشريعة والقانون, والتجارة, وأعضاء اللجنة التحضيرية.
البنك الإسلامي الفلسطيني
بدوره, تحدث فضيلة الشيخ خضير عن حرص البنك الإسلامي الفلسطيني على التواصل مع الجامعة الإسلامية عامة, وكلية الشريعة والقانون على وجه الخصوص, ونوه إلى أن البنك قرر أن تكون معاملاته بعيدة عن المعاملات الربوية, واستعرض فضيلة الشيخ خضير التطورات الناجمة عن تطور وسائل النقل والمواصلات والاتصالات, وما أفرزته هذه التطورات من نتائج, وأوضح فضيلة الشيخ خضير أن نشأة البنوك الإسلامية جاءت مدللة على صلاحية الدين الإسلامي لكل مكان وزمان, خاصة أنها تتبع المنهج الإسلامي الذي يحقق العدالة العامة.
واقع الضريبة في فلسطين
وقد عقد اليوم الدراسي على مدار ثلاث جلسات, حيث ترأس د. على شاهين – مساعد نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشئون الإدارية – الجلسة الأولى والتي بحثت في واقع الضريبة في فلسطين، وقدم إليها بحثان, حيث تناول أ. بيان أبو شعبان – مدير عام ضريبتي الدخل والأملاك بوزارة المالية – واقع الضريبة في فلسطين, واستعرض أ. أبو شعبان مكونات الإيرادات الضريبية في فلسطين, والمكونة من: إيرادات ضريبة الدخل والجمارك, وضريبة القيمة المضافة, إلى جانب إيرادات ضريبية أخرى مثل: الأملاك والشراء.
بدوره, تحدث أ. عيد العبد ديب – مساعد مدير عام الجمارك والمكوس – عن ضريبة الجمارك, متناولاً جمارك السيارات كمثال على الرسوم الجمركية, وأوضح أ. ديب أن تجارة السيارات تعد من المهن التجارية الحرة, التي تشكل رافداً من روافد الإيرادات المغذية للضريبة العامة للدولة, مضيفاً أنها تعد من السلع الكمالية.
الزكاة بين الواقع والتطبيق
وعن الجلسة الثانية فقد ترأسها د. علاء الدين الرفاتي، وناقشت الجلسة الزكاة بين الواقع والتطبيق، وعرض خلالها بحثان فقد شارك د. أحمد شويدح – عميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية –ببحث حول فرض الضريبة بجانب الزكاة في الشريعة الإسلامية, وأوضح فيه حقيقة الضريبة والزكاة, وأوجه الاتفاق والاختلاف بين الضريبة والزكاة, مؤكداً على أنه يجمعهما عنصر الإلزام, إلى جانب أنهما يدفعان إلى هيئة عامة
بدوره, استعرض د. ماهر الحولي – أستاذ الفقه وأصوله المشارك بكلية الشريعة والقانون, ورئيس لجنة الإفتاء في الجامعة الإسلامية – الأموال التي تجب فيها الزكاة ومصارفها, وخلص د. الحولي إلى أن الزكاة نظام اجتماعي واقتصادي يتلاءم مع الفطرة الإنسانية, وشدد على أن الشريعة الإسلامية حددت الأموال التي تجب فيها الزكاة, وبينت الشروط التي يجب أن تتوفر فيها, ونصاب كل نوع منها.
التطبيق الإداري للزكاة
وفيما يتعلق بالجلسة الثالثة فقد ترأسها د. ماهر الحولي، وجرى خلالها استعراض بحثين ، حيث قدم د. علاء الدين الرفاتي مقترحاً لتنظيم وإدارة أموال الزكاة, ووقف خلاله على مدى تأثير التنظيم الإداري لأموال الزكاة في تحقيق أهدافها, إلى جانب البحث في مدى مساهمة الكفاءة في تطبيق ذلك, إضافة إلى بيان مدى مساهمة التنظيم الإداري في إبراز السياسة المالية للإسلام باعتبار أن الزكاة من أهم أدوات السياسة المالية.
بينما، بحث أ. حسن أحمد – مشرف اللجنة الاجتماعية بالجمعية الإسلامية بغزة, على دور الجمعيات الخيرية في جمع وصرف الزكاة, ذكر خلاله أن العمل الاجتماعي يعد امتداداً طبيعياً وواقعياً لسمة الدين الإسلامي, وكذلك حلقة متواصلة مع أعمال البر, التي ترسخ بها أرقى المشاعر النبيلة من حيث مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان.