
اكتسب التمويل الجماعي خلال السنوات الماضية شهرة واسعة كوسيلة للتواصل المباشر بين أصحاب المبادرات للباحثين عن تمويل والأشخاص المهتمين بدعم هذه المبادرات، حيث يتم صرف ملايين الدولارات حول العالم سنوياً خلال منصات التمويل الجماعي عبر الإنترنت ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع نمواً أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة، أما في العالم العربي بشكل عام فقد سجلت منصات التمويل الجماعي نجاحات محدودة نوعاً ما على الرغم من توفيره لطريقة سهلة لدعم المشاريع في الدول الأكثر احتياجاً.
وفي هذا الإطار فقد شارك الباحث رأفت أبوشعبان -أخصائي تطوير الأعمال في حاضنة الأعمال بالجامعة الإسلامية- بورقة بحثية محكمة في مؤتمر “التكنولوجيا الإنسانية العالمي” الذي عقدته جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) برعاية برنامج العلوم التطبيقية لوكالة ناسا، وجامعات وشركات أمريكية، وقد عقد في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
حيث شارك في هذا المؤتمر السنوي مئات من الباحثين من (38) دولة حول العالم، ويُعنى المؤتمر بالأبحاث والتطبيقات التكنولوجية التي تساعد في التنمية البشرية في دول العالم، وتحمل الورقة المشاركة للباحث أبو شعبان عنوان: ” التمويل الجماعي كرافعة للإبداع في العالم العربي”، ويشار إلى أن الدكتور وسيم الهابيل- رئيس قسم إدارة الأعمال في كلية التجارة في الجامعة الإسلامية، والدكتور سيف الدين عودة- كبير الباحثين في سلطة النقد الفلسطينية- قد ساعدا الباحث في إثراء البحث ونتائجه.
وتتناول الورقة البحثية واقع التمويل الجماعي في المنطقة العربية مقارنة بالدول المتقدمة والدول النامية، وأصناف هذا النوع من التمويل، ومميزاته وعيوبه، وأثره على المشروعات حول العالم، بالإضافة إلى العقبات الموجودة في المنطقة العربية التي تحد الإستفادة من هذا النوع من التمويل، وقد قام الباحث أبو شعبان بتحليل حوالي (255) حملة للتمويل الجماعي من المنطقة العربية، بالإضافة إلى (420) حملة من عينة أخذت من (9) دول نامية ومتقدمة تمثل عينة عالمية، وشمل التحليل (3)منصات للتمويل الجماعي تستخدم في العالم العربي، هي: ((Indiegogo, Zoomaal, Eureeca.
وخلص البحث إلى عدة مخرجات، أهمها: أن فلسطين هي الأولى عربياً بعدد حملات التمويل الجماعي، بينما تعتبر لبنان الأكفأ في جمع التمويل، حيث قامت الحملات العربية بتجميع ما قيمته (2) مليون دولار أمريكي خلال السنوات القليلة الماضية عبر المنصات المذكورة، وأوضحت النتائج بأنه وعلى الرغم من تركز حملات التمويل الجماعي العربية في المشاريع الإغاثية والخيرية، فإن عدداً محدوداً من المشاريع المختصة بالتكنولوجيا قامت بتجميع ما يقارب من (70) ألف دولار على منصة واحدة فقط، مما يؤثر على سعة المجال أمام المشاريع التكنولوجية مستقبلاً، كما بينت النتائج أن وضع التمويل الجماعي في المنطقة العربية أفضل مما عليه الحال في دول كبرى، مثل: الصين، والبرازيل، لكن يوجد فارق سلبي كبير بين المنطقة العربية ودول متقدمة أخرى، مثل: الولايات المتحددة، وبريطانيا، وألمانيا.
وأوصت الورقة الباحثين عن تمويل لمشاريعهم الريادية، أو الخيرية بأن يكونوا واقعيين في تحديد المبلغ المطلوب جمعه، والاهتمام بعدد الممولين حيث يتم التمويل في المنطقة على هيئة دفعات صغيرة من كل شخص، إلى جانب الاهتمام بمجالات التكنولوجيا والتصميم والأفلام، وهي مجالات نامية في المنطقة العربية ولديها فرصة في حصد تمويل جيد عند عرض الأفكار بطريقة سليمة
للمزيد عن الدراسة ونتائجها يرجى مشاهدة العرض التقديمي عن نتائج البحث (باللغة الإنجليزية) عبر الرابط التالي
https://www.youtube.com/watch?v=7Kf4dVlRoS0
رابط المؤتمر