
أكد معالي الأستاذ الدكتور – يوسف رزقة – وزير الإعلام الفلسطيني – في كلمته إلى الندوة الإعلامية “الحريات الصحفية في العالم بين الاحترام والانتهاك”, والتي نظمها قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزة, بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة على حق الصحفي في الحصول على المعلومات بالطرق المشروعة, وحقه في الحماية والرعاية القانونية, إضافة إلى حق الصحفي في قانون عصري يأخذ بالحسبان الملاحظات التي تم تسجيلها على قانون المطبوعات والنشر لعام 1995م, وأشار أ. د. رزقة إلى أنه بالرغم من الثغرات الموجودة في القانون, والتي تحتاج إلى معالجة إلا أنه يعد, قياساً بما هو موجود في دول العالم الثالث, قانوناً متطوراً لصون حرية الرأي والتعبير, ولفت إلى أن الممارسات الخاطئة في التطبيق لا تضر القانون, وإنما تسئ إلى مرتكبيها, وشدد أ. د. رزقة على حق الصحفي في الوصول إلى المعلومات والقرارات الحكومية بيسر وسهولة دون تمييز بين صحفي وآخر, ودون تدخل من الشرطة والمرافقين, وتحدث عن حق الصحفي في وزارة إعلام فاعلة وجادة قادرة على القيام بالصلاحيات المتاحة لها بما يكفل خدمة حقيقية ورعاية له ولسائر الإعلاميين, وأضاف إلى حاجة هذه الحقوق إلى آليات عمل, وإرادة تجسدها واقعياً عملياً في فلسطين, ووعد أ. د. رزقة بأن تبذل الوزارة ما في وسعها بإشراك الأطراف ذات الصلة بما فيه تحقيق النجاح في هذا المجال.
وقد حضر الندوة الإعلامية التي عقدت في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة الإسلامية – أ. د. جواد الدلو – أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية, د. أحمد يوسف – المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني, د. عبدالله السعافين – مدير مكتب قناة الحرة الفضائية بمدينة رام الله – من خلال مشاركته الهاتفية, أ. أحمد الترك – عضو هيئة التدريس بقسم الصحافة والإعلام ومدير الندوة, وأعضاء هيئة التدريس بقسم الصحافة والإعلام, وعدد من الأكاديميين, وممثلي وسائل الإعلام المختلفة, وجمع من طلاب وطالبات قسم الصحافة والإعلام.
واقع حرية الصحافة في فلسطين
وتحدث أ. د. الدلو عن واقع حرية الصحافة في فلسطين مستعرضاً ثلاث مرتكزات تتعلق بها, وهي: البيئة القانونية, وانتهاكات السلطة لحرية الصحافة, وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي إطار حديثه عن البيئة القانونية استعرض أ. د. الدلو بعضاً من بنود وفقرات قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني الصادر في تاريخ 25 يونيو 1995م, وأوضح أ. د. الدلو وجود أكثر من (110) مؤسسة إعلامية حالياً في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية, منها حوالي (70) محطة راديو وتلفزيون, ونوه إلى حاجة تلك المؤسسات إلى قانون ينظم عملها, ويحدد شروطها, وآليات ترخيصها إلى جانب الجهة الرسمية التي تتابعها.
وذكر أ. د. الدلو أن قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني الصادر عام 1995, يكفل حرية الرأي والتعبير بموجب المادة (51), ووفق ما جاء فيها بنص المادة الثانية, إضافة إلى أنه يكفل حرية الصحافة باعتبارها أحد صور حرية الرأي والتعبير وفقاً للمادة الثالثة.
وأشار أ. د. الدلو إلى قرارات وإجراءات اتخذتها السلطة التنفيذية للحد من حرية الرأي والتعبير, منها: الاعتداء بالضرب وإطلاق النار على الصحفيين, وإغلاق المؤسسات الإعلامية, ومنع تغطية أحداث معينة, إضافة إلى مصادرة أجهزة ومعدات.
وحول الانتهاكات الإسرائيلية لحرية الصحافة في فلسطين, استعرض أ. د. الدلو صوراً متعددة: من بينها: قتل الصحفيين وإطلاق النار عليهم, والاحتجاز والاعتقال, والاعتداء على الصحفيين بالضرب, ومنعهم من الحركة والتنقل داخل الوطن, والوصول إلى أماكن الأحداث, ومنعهم من السفر للخارج, ومنع دخول الصحف إلى قطاع غزة, علاوة على منع الصحفيين الأجانب من الوصول إلى قطاع غزة, وقصف المؤسسات الإعلامية, وتدمير أجهزة ومعدات الصحفيين.
الإعلام الأمريكي وحرية التعبير
وبين د. يوسف, في معرض حديثه عن الإعلام الفلسطيني وحرية التعبير وصورة القضية الفلسطينية, الحرية الواسعة التي تحظى بها وسائل الإعلام الأمريكية, ودلل على ذلك بوجود أكثر من (3000) صحيفة, (150) محطة تلفزيونية تستحوذ معظم القضايا الإعلامية.
وأشار د. يوسف إلى التعريف بالقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية والذي سلك طريقه إلى وسائل الإعلام الأمريكية من خلال كتابات الشخصيات الفلسطينية عن القضية, والتي نجحت في تحقيق البعد الإنساني للقضية الفلسطينية, وإيجاد مساحة من التعاطف في وسائل الإعلام الأمريكية معها, واستدراك د. يوسف حديثه إلى التغيرات التي طرأت على هذه الصورة خلال انتفاضة الأقصى ومنها: تصوير الفلسطيني على أنه إنسان معتدي.
حرية التعبير في الإعلام الأوروبي
بدوره, ذكر د. السعافين, في إطار حديثه عن حرية التعبير في الإعلام الأوروبي وصورة القضية الفلسطينية, أن علاقة الصحافة بالنظام السياسي في أوروبا تنقسم إلى قسمين, أما الأول فيتعلق بالصحافة والسياسة الداخلية للدولة وتظهر فيه الصحافة كسلطة رابعة للدولة, وعن القسم الثاني: فقد أوضح د. السعافين أن المشهد يبدو فيه مختلفاً حيث يظهر فيه التجرؤ على وسائل الإعلام.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية في الإعلام الأوروبي لفت د. السعافين إلى أنها عرضة للمد والجزر, وأكد على أن القضية الفلسطينية أنصفت في الإعلام الأوروبي خلال السنوات الثلاث الأولى من انتفاضة الأقصى, ووقف د. السعافين على أحداث الحادي عشر من سبتمبر كنقطة تحول كبرى في مسار ذلك الإنصاف, وأرجع د. السعافين ظهور صورة القضية الفلسطينية في الإعلام العربي بشكلها الراهن إلى جملة من الأسباب, وهي: الصورة النمطية المسبقة, ودور إسرائيل في التأثير على الإعلام الأوروبي, وغياب الاستراتيجية المقابلة.
وشدد أ. الترك على أن تطوير مناخ حرية الإعلام يحتاج إلى تضافر كل الجهود, معرباً عن مدى الحاجة إلى حرية نموذجية يعيشها الصحفي الفلسطيني, وأضاف أنه إذا تحققت الحرية للصحفي والإعلامي فإنها ستتحقق لكل الوطن, وأشاد أ. الترك بالتضحيات الجسام التي قدمها الإعلاميون والإعلاميات, ومنها المخاطرة بحياتهم لتغطية أقصى أشكال القهر التي تعترض الشعب الفلسطيني.
وتخلل الندوة عرض فيلم يبرز الانتهاكات بحق الصحفيين, ومدى حرصهم على نقل رسائلهم الإعلامية, وجرى في نهاية الندوة فتح باب المناقشات والمداخلات.