انطلقت في فرع الجامعة الإسلامية في الجنوب أعمال المؤتمر العلمي المعنون: ” اللاجئون الفلسطينيون بين الحق المعلوم والمصير المجهول” والذي تستمر أعماله يومي الخامس والسادس من آيار / مايو الجاري، وقد بدأت أعمال المؤتمر بجلسة افتتاحية انعقدت في قاعة مؤتمرات فرع الجامعة الإسلامية في الجنوب، وحضرها الأستاذ محمد حسن شمعة –نائب رئيس مجلس الأمناء، والدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، والأستاذ الدكتور محمد عسقول –نائب الرئيس للشئون الإدارية، والدكتور وليد المدلل –عميد فرع الجنوب، والدكتور سلمان أبو ستة –رئيس جمعية أرض فلسطين والذي شارك عبر البث المباشر “الفيديو كنفرنس”، وجمع كبير من قادة المجتمع المدني، ولفيف من وجهاء العشائر، و الباحثين والمحللين والأكاديميين، وعدد كبير من طلبة الجامعة.
قضية فلسطين وقف إسلامي
بدوره، عبر الأستاذ شمعة عن فخره بحضور تلك الفعالية التي تأتي إحياءً للذكرى الستين للنكبة، موضحاً الواقع التاريخي لأرض فلسطين، والتي كانت سبباً لحسم الصراعات الكبرى على مر العصور، وأكد الأستاذ شمعة على قدسية أرض فلسطين المستمدة من القرآن الكريم والسنة، وبين الأستاذ شمعة أن قضية فلسطين قضية إسلامية، وأن أرضها وقف إسلامي لا يحق لأي جيل من الأجيال التفريط فيها.
رسالة تحمل هم الشعب الفلسطيني
من جانبه، أكد الدكتور شعث أن قضية العودة قضية تمس كيان وهوية الشعب الفلسطيني، موضحاً ما يمثله المؤتمر من نجاحات في ظل أجواء الحصار بتقديمه أوراق عمل تتناول مختلف جوانب القضية الفلسطينية بمشاركات محلية ودولية.
وتحدث الدكتور شعث عن إسهامات الجامعة الإسلامية في معالجتها لأسباب النكبة على المستوى العلمي والمعرفي من ناحية، وعلى مستوى المنظومة الأخلاقية من ناحية أخرى وبين الدكتور شعث أن الجامعة تهتم ببناء مجتمع قوي متمسك بحقوقه وواجباته.
معرفة التاريخ الحقيقي
من ناحيته، أوضح الدكتور المدلل أن مرور ستون عاماً على النكبة يعزز في ذاكرة الفلسطينيين معرفة التاريخ الحقيقي والرواية الحقيقية للشعب الفلسطيني.
ولفت الدكتور المدلل إلى أهمية وجود جيل أكثر تشبتاً بحق عودته في كل مكان من الشتات الفلسطيني، مشيراً إلى أن الشعار الذي رفعه المؤتمر قد ارتفع في باريس ولندن، وفي عواصم العالم ليؤكد حق الفلسطينيين في أرضهم ومقدساتهم.
صمود الشعب الفلسطيني
هذا، وأثنى الدكتور أبو ستة على جهود الجامعة الإسلامية في إحياء المؤتمرات التي تعزز من مكانة الفلسطينيين وتؤكد على حقهم في العودة وتقرير المصير.
ولفت الدكتور أبو ستة إلى أن عمليات التهجير والشتات والتي هدفت إلى التطهير العرقي لم تؤثر في صمود الشعب الفلسطيني، واستشرف الدكتور أبو ستة المستقبل بالاستدلال بالكثافة السكانية ودورها في تأكيد الحق الفلسطيني بأرض فلسطين.
مواقف أطراف الصراع من قضية اللاجئين الفلسطينيين
وبخصوص الجلسات العلمية لليوم الأول من أيام المؤتمر، فقد تناولت الجلسة الأولى مواقف أطراف الصراع من قضية اللاجئين الفلسطينيين، ترأس الجلسة الأستاذ الدكتور أسعد أبو شرخ، وقدمت إلى الجلسة مجموعة من الأبحاث العلمية، حيث تحدث الأستاذ عدنان أبو عامر –عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية- عن الموقف التفاوضي من قضية اللاجئين كمدخل تاريخي، وتطوره، وبرامجه.
وسلط كل من الدكتور وليد المدلل –عميد فرع الجنوب، أستاذ العلوم السياسية، والأستاذة آمنة القرم –الباحثة في الدراسات الأمريكية- الضوء على دور الولايات المتحدة الأمريكية وموقفها تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر تتبع الملامح الأساسية والتغيرات الداخلية والدولية.
وقدم الدكتور داود عبد الله –مدير مركز العودة الفلسطيني بلندن- بحثاُ بعنوان: “تفرع الدوافع والجذور التاريخية لقانون العودة الإسرائيلي” وأفاض من خلالها بالحديث عن الهجرة والطرد، والحرب الديموغرافية، وتطرق الأستاذ حسام أحمد –المختص بشئون اللاجئين- إلى حق العودة على أجندة منظمة التحرير الفلسطينية.
وشارك الدكتور عبد الحكيم حلاسة –من مركز التخطيط الفلسطيني بغزة- ببحث حول المواقف الأوروبية من قضية اللاجئين الفلسطينيين، وأوضح الدكتور حلاسة إمكانية كسب المواقف الإيجابية من الدول الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية عامة وقضية اللاجئين الفلسطينيين خاصة؛ كونها تستند لقرارات دولية ولها أمثلة في مناطق مختلفة من العالم.
ولخص الدكتور حلاسة الأساليب العلمية والناجحة التي لا بد للدول الأوروبية من إتباعها للمحافظة على المصالح العربية الأوروبية المشتركة في: التواصل مع الحركات والجمعيات الأوروبية المناهضة للعولمة، ودعم الشخصيات الفلسطينية القيمة في أوروبا والمعرف عنها انتمائها الصادق للقضية الفلسطينية
وتحدث الأستاذ حسام شاكر –باحث فني، عن حق العودة ومشهد الشتات الفلسطيني في أوروبا في ستينية النكبة، مبيناً الخلاصات التطويرية، بعد الستينية كخيارات للتفعيل ومتطلبات للتطوير باعتبار ذكرى ستينية النكبة محطة زمنية هامة مؤهلة لتطوير جهود الشتات الفلسطيني في ما يتعلق بقضية حق العودة.
وتناول كل من: الدكتور المدلل، والأستاذ كمال حمدان –الباحث في الشئون الإسرائيلية- الموقف الإسرائيلي من حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وبينا الحلول المقترحة التي طرحتها إسرائيل لقضية اللاجئين الفلسطينيين والقوانين الرسمية ضد عودة اللاجئين الفلسطينيين.
ودعا الباحثان إلى ضرورة وحدة الصف الفلسطيني، واستعادة الحوار والتفاهم الداخلي وإصلاح الوضع الداخلي، وإعادة تشكيل المؤسسات والأطر على أسس سليمة، وتعزيز ثبات وصمود الشعب في شتى المواقع.
الخطط والمشاريع للالتفاف على حق العودة
وفيما يتعلق بالجلسة الثانية للمؤتمر والتي تناولت محور الخطط والمشاريع للالتفاف على حق العودة، فقد ترأس الجلسة الدكتور عطا الله أبو السبح –وزير الثقافة السابق، وقدمت إلى الجلسة مجموعة من ملخصات الأبحاث العلمية، وقدم الدكتور يوسف إبراهيم –من جامعة الأقصى- بحثاً بعنوان “مشاريع الالتفاف على حق العودة”، بينما استعرض الأستاذ عبد الحميد الفراني –عضو هيئة التدريس غير المتفرغ بقسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية- مشاريع الالتفاف على حق العودة منذ عام 1949-2008م.
أما الأستاذ يوسف حجازي –باحث، فقدم بحثاً علمياً حول الخطط والمشاريع للالتفاف على حق العودة، وصنف الأستاذ حجازي الفلسطينيين حسب الوضع القانوني في بلدان الشتات، والوضع القانوني في الأراضي المحتلة وأراضي السلطة الفلسطينية، وتطرق الأستاذ الدكتور أسعد أبو شرخ –من جامعة الأزهر بغزة- إلى مشاريع الحديثة الالتفاف على حق العودة.