أوصى أكاديميون ومتحدثون شاركوا في يوم دراسي نظمه قسم اللغة العربية بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية بدراسة المتناصات التراثية والتاريخية والرموز الشعرية في دواوين الشاعر الراحل صالح فروانة، وأكدوا على ضرورة الاهتمام بالتدقيق اللغوي لدواوين شعراء فلسطين قبل نشرها حفاظاً على سلامة اللغة العربية، وشجعوا الشعراء على النظم على القوالب الوزنية المختلفة خاصة الشعر العمودي الذي يحتفظ بجماله وحيويته وإيقاعه وأصالته التراثية، وطالبوا تضمين المناهج الفلسطينية قصائد لشعراء فلسطينيين، ودعوا إلى التوجه نحو الدراسات النقدية والأدبية واللغوية والبلاغية وعدم الاقتصار على الدراسات الأدبية النقدية.
جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمه قسم اللغة العربية بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية تحت عنوان: “صالح فروانة .. شاعراً”، وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور سعادة الدكتور أحمد بحر- النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، والأستاذ الدكتور وليد عامر- عميد كلية الآداب، والدكتور عمر فروانة- عميد كلية الطب، نجل الشاعر الراحل صالح فروانة، والأستاذ الدكتور نبيل أبو علي- أستاذ الأدب والنقد، نائب رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني، والدكتور يوسف عاشور- رئيس قسم اللغة العربية، وعدد من الأدباء، والشعراء، وقادة الفكر والثقافة، ولفيف من المختصين والمهتمين، وجمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بقسم اللغة العربية.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، أشار سعادة الدكتور بحر إلى أن سيرة وحياة الشاعر الراحل فروانة أثمرث معلماً، ومربياً متميزاً يشار إليه بالبنان، وكان صاحب رسالة عظيمة ومهمة كبرى أهلته لأن يكون مربياً من الطراز الأول، ونوه سعادة الدكتور بحر إلى أن الحديث عن الشاعر الراحل فروانة هو حديث عن رحلة العبور نحو المجد والصعود إلى العلا التي استحقها بكل جدارة.
ووقف سعادة الدكتور بحر إلى أهم ما يميز الإسهامات الشعرية للشاعر الفقيد فروانة من تأسيسها على قيم وثوابت رصينة، وبنائها على أركان متكاملة من الفضائل والضوابط الشرعية والأخلاقية التي لايصلح العمل إلا بها لتكتمل معها عناصر المشهد، وتحوز الإبداع الأدبي والتذوق الجمالي والنفسي كما الرقي القيمي والأخلاقي والإنساني.
من جانبه، لفت الأستاذ الدكتور عامر إلى أن اليوم الدراسي يتناول شخصية وطنية، تختصر في ذاتها تاريخ فلسطين، وأوجاع وهم أبناء الشعب الفلسطيني، وأوضح الأستاذ الدكتور عامر أن الشاعر الراحل فروانة وقف حارساً بشعره على أدق تفاصيل القضية الفلسطينية من خلال حديثه عن المجاهد، والوطني، والمتخاذل، والمتنازل، والمتمسك بقضيته وثوابته المقدسة، وأضاف إن رحل الشاعر فروانة عنا فإن روحه وشعره سيبقى حياً يرفع من معنوياتنا وهاماتنا عالياً.
وشجع الأستاذ الدكتور عامر طلبة قسم اللغة العربية أن يسيروا على درب الشاعر الفقيد فروانة، وأن يتعلموا من سيرته الطيبة، وأن يكونوا خير خلف لوطنهم ومقدساتهم من خلال إحياء الشعر العربي الأصيل، وإبراز معاناة أبناء شعبهم.
بدوره، عبر الدكتور فروانة عن اعتزازه وفخره بتكريم قسم اللغة العربية للشاعر الراحل صالح فروانة، وقدم عرضاً مختصراً عن نشأته، وحياته، وأعماله، وأهم انجازاته، وتحدث الدكتور فروانة عن الدروس التي تعلمها من والده الشاعر الراحل صالح فروانة، منها: قواعد اللغة العربية، فهم معاني الأبيات الشعرية والنثرية، والتعرف على البناء القرآني لبعض الآيات الكريمة، وتحليل وجوه العظمة في بناء وتراكيب آيات القرآن الكريم، واستعرض الدكتور فروانة جانباً من النصائح والإرشادات التي كان يوجهها للمدرسين الجدد من خلال انتقائه للأساليب الرصينة غير الجارحة.
من ناحيته، بين الأستاذ الدكتور أبو علي أن اليوم الدراسي يستعرض أعمال الشاعر الراحل فروانة بالدراسة والتحليل، وأفاد أن اليوم الدراسي يعقد على مدار جلستين علميتين، ويناقش عدة موضوعات، منها: ثنائية الأمل والألم في ديوان مفردات فلسطينية، والقسم في شعر صالح فروانة، وتراسل الأجناس الأدبية في شعر صالح فروانة، وسيميائية العنوان في ديوان مفردات فلسطينية، والبنية اللغوية والتراكيب النحوية لدى الشاعر صالح فروانة.
وأفاد الدكتور عاشور أن الشعر يمثل ديوان العرب، وسجلهم النفيس لذي حفظ تراثهم، وتاريخهم وآدابهم وأخلاقهم، وأنه متحفهم الناطق الذي دونوا فيه أخبار أبطالهم ووقائع بطولاتهم، وما تفردت به قرائح حكمائهم من حكم بليغة، وأمثال بديعة، وأوضح الدكتور عاشور أن دراسة الشعر في العربية هو دراسة لخصائص العرب؛ لأنهم بالشعر كانوا يوثقون ويؤرخون، حتى أصبح تداوله ميزة يتمايز بها أولو الرياسة، وأصبحت روايته اختصاصاً شائعاً في مجتمعاتهم، وتابع الدكتور عاشور حديث قائلاً: ” بقدر ما يكون للشاعر من شاعرية في ميزان الشعر، بقدر ما يكون لجماعته من وزن في المجتمع، وبقدر ما تكون فحولته في صياغة المعاني، وصناعة القوافي”.
الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بالجلسات العلمية لليوم الدراسي ، فقد انعقد اليوم الدراسي على مدار جلستين علميتين، حيث ترأس الجلسة العلمية الأولى الأستاذ الدكتور عبد الخالق العف- عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بالجامعة، وشارك الأستاذ الدكتور محمد علوان- عميد المكتبات في الجامعة- بورقة عمل حول ثنائية الأمل والألم في ديوان مفردات فلسطينية، وقدم الأستاذ الدكتور محمود العامودي- عميد كلية الآداب السابق، عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية- ورقة عمل بعنوان: “القسم في شعر صالح فروانة”، وتحدث الأستاذ الدكتور كمال غنيم- عميد شئون الطلبة بالجامعة- عن تراسل الأجناس الأدبية في شعر صالح فروانة، وعرض الدكتور إبراهيم بخيت- عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بالجامعة- ورقة عمل بعنوان: “الجملة المنفية في مفردات فلسطينية”، وتطرق الدكتور عمر فروانة- عميد كلية الطب- إلى الوطن في شعر صالح فروانة.
الجلسة الثانية
وبخصوص الجلسة العلمية الثانية فقد ترأسها الأستاذ الدكتور العامودي، ولفت الأستاذ الدكتور أبو علي إلى سيميائية العنوان في ديوان مفردات فلسطينية، ووقف الأستاذ الدكتور نعمان علوان- رئيس جامعة الأمة- على الصورة في شعر صالح فروانة، وتناول الأستاذ الدكتور جهاد العرجا- رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي- التراث في شعر صالح فروانة، وعرج الأستاذ الدكتور العف على رموز الكائنات الحية في ديوان مفردات فلسطينية، ونوه الدكتور أسامة حماد- عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بالجامعة- إلى البنية اللغوية والتراكيب النحوية لدى الشاعر صالح فروانة.