نظم مجلس طالبات الجامعة الإسلامية بالتعاون مع اللجنة العلمية بكلية العلوم في الجامعة أمس ندوة تثقيفية حول “انفلونزا الطيور”, وقد حضر الندوة التي عقدت في قاعة المؤتمرات الكبرى د. عبد المنعم لبد – رئيس اللجنة العلمية بكلية العلوم, د. عبد الرؤوف المناعمة – رئيس قسم التحاليل الطبية, د. ماهر الحولي – رئيس لجنة الإفتاء في الجامعة الإسلامية د. عمرو الحسيني – نائب مدير عام الرعاية الأولية بوزارة الصحة, رندة شمالي – رئيس مجلس طالبات الجامعة الإسلامية, وأعضاء مجلس الطالبات, وجميع كبير من طالبات الجامعة.
بدوره, تحدث د. المناعمة عن الأنواع التي ينتمي إليها فيروس انفلونزا الطيور, موضحاً كيفية تكاثر الفيروس وانتقاله, واستعرض الموجات المتعددة لانتشار هذا الوباء, موضحاً أن الموجة الأولى لانتشار الوباء تعود إلى عام 1918 عندما انتشرت الانفلونزا الأسبانية, التي أودت بحياة نحو (40) مليون شخص, وتلا ذلك الانفلونزا الآسيوية, وانفلونزا هونغ كونغ.
انتقـال العـدوى
وحول كيفية انتقال العدوى من الحيوان للإنسان، بيّن د. المناعمة أن العدوى تنتقل من خلال استنشاق هواء ملوث من مخلفات الطيور، أو عن طريق وصول الفيروس إلى العين بالتلامس، وأوضح د. المناعمة أن العدوى تنتقل من خلال القرب من الطيور، أو التعامل المباشر معها من خلال استنشاق مخلفاتها الجافة، وذكر أن الطيور المهاجرة تساعد على انتشار المرض بين البلدان، حيث أن الطيور المصابة قد تنقل العدوى إلى الطيور الداجنة في البلدان التي تصل إليها.
وشدد د. المناعمة على أن خطورة المرض تكمن في انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر، مشيراً إلى أن حدوث طفرة في سلالة فيروس انفلونزا الطيور من خلال اختلاطه داخل جسم نفس الشخص بسلالة الانفلونزا البشرية، إضافة إلى إمكانية حدوث العدوى بالسلالتين داخل الخنازير يمكن أن يصاب بها الإنسان.
وفيما يتعلق بمدى تحمل الفيروس البقاء في البيئة, أوضح د. المناعمة أن الفيروس يبقى على الأسطح الصلبة لفترة تتراوح بين 24 – 48 ساعة, ومن 8 – 12 ساعة على الملابس والورق, ويمكث الفيروس في المياه التي تصل درجة حرارتها إلى (22) درجة مئوية أربعة أيام, بينما يبقى في المياه التي تصل درجة حرارتها (صفر) درجة مئوية لمدة ثلاثين يوماً, وأضاف أنه يُقضى على الفيروس في درجة حرارة (60) درجة مئوية لمدة ثلاثين دقيقة, كما يقضى عليه في درجة حرارة (75) درجة مئوية لمدة ثلاثين ثانية.
عوامل انتشار الفيروس
وبخصوص عوامل انتشار انفلونزا الطيور في بعض الدول ذكر د. المناعمة أنها تتمثل في: تربية الحيوانات قريباً من الأماكن السكنية, وحرية تسويق الدواجن الحية, والانتشار السريع للتربية المكثفة للدواجن, وعدم ضبط منافذ البلدان, إضافة إلى عدم تبليغ السلطات البيطرية في الوقت المناسب, ونقص الخبرة في التعامل مع ظروف مشابهة, وما يرافقها من ضعف في النواحي الاقتصادية, وعدم وجود برنامج تعويض للمزارعين.
أعراض الإصابة
وأوضح د. المناعمة إلى أن أعراض الإصابة بفيروس انفلونزا الطيور تتمثل في: ارتفاع درجة الحرارة والاحتقان في الحلق, والصداع, والإجهاد, وصعوبة التنفس, ورهاب الضوء, ويصاحب ذلك آلام في المفاصل والعضلات.
وعن علاج الإصابة بانفلونزا الطيور عند الإنسان, أشار د. المناعمة إلى أنه لا يوجد علاجات فعالة, منوهاً إلى أن العلاجات الموجودة يمكن أن تقلل من حدة المرض, واستدرك في حديثه إلى عدم وجود تطعيم فعال ضد المرضى, أن توفير تطعيم ضد السلامة المتوقع ظهورها.
ووقف د. المناعمة على مجموعة من القواعد العامة للوقاية من المرض, حث من خلالها على التقيد بقواعد حفظ الصحة, وغسل اليدين, والجسد, ونظافة الوسط المحيط, مشدداً على نظافة الخضار والفواكه, وعدم أكل اللحوم غير المطهوة جيداً.
الاستراتيجيات
من جانبه, عرض د. الحسيني متطلبات حدوث وباء انفلونزا الطيور, وأجملها في ضرورة خروج سلالة جديدة من الفيروس, لا يكون الجمهور قد اكتسب مناعة ضدها, إلى جانب كون هذا الفيروس قادراً على التكاثر في الإنسان, وكذلك امتلاك الفيروس قدرة على الانتقال من شخص لآخر بشكل فعال.
وتناول د. الحسيني التعريف الطبي للحالات البشرية المصابة بفيروس انفلونزا الطيور, ومنها: الحالات المشتبهة, والحالات المحتملة, والحالات المؤكدة.
وبشأن الوضع الراهن في فلسطين, ومدى تهيئه للتعامل مع انفلونزا الطيور ذكر د. الحسيني أن وزارة الصحة تتوفر لديها المواد اللازمة لإجراء الفحص الدقيق والأخير, لافتاً إلى أن الوزارة دربت الأطباء العاملين في الحقل الطبي على التعريف الطبي, وآلية التبليغ, وتم تشكيل الفرق الميدانية لتنشيط الرصد الوبائي للمرض, وأشار د. الحسيني إلى أنه جرى تشكيل لجنة مشتركة ضمت عدة جهات منها: وزارات الصحة, والزراعة, والإعلام, والحكم المحلي.
واستعرض د. الحسيني أهم الاستراتيجيات الخاصة بالتصدي لانفلونزا الطيور, مثل: إيجاد مركز قيادة مشترك للتنسيق, وتحديد السياسات, واليقظة, ومتابعة الأحداث, وأكد على أهمية تدريب الأطباء البيطريين والبشريين على التشخيص والعلاج, علاوة على التثقيف الصحي للمواطنين, ومربي الطيور, والصيادين, ودعا إلى تخزين الأدوية المضادة للفيروسات, ومنع استيراد الطيور من الدول الموبوءة.
القيم الوقائية
وأثنى د. الحولي على القيم الوقائية التي تزخر بها التعاليم الإسلامية, ومنها التوجيهات الطبية التي أمر بها الإسلام, وجعلها جزءاً من الدين, وفي صدارتها النظافة, وطالب د. الحولي بالمحافظة على نظافة الغذاء, والأواني, والطعام, والأيدي, والملابس, ومصادر المياه باعتبارها من أهم طرق الوقاية التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم, ووقف د. الحولي على القيود التي وضعتها الشريعة الإسلامية للمصابين بالأمراض المعدية, متحدثاً عن أهمية الالتزام بقواعد الحجر الصحي.