يوم دراسي بكلية أصول الدين حول إدارة الأزمة الاقتصادية في غزة في ضوء القرآن والسنة

يوم دراسي بكلية أصول الدين حول إدارة الأزمة الاقتصادية في غزة في ضوء القرآن والسنة

 

نظم قسم الحديث الشريف وعلومه بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية يوماً دراسياً حول إدارة الأزمة الاقتصادية في غزة في ضوء القرآن والسنة، وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور معالي الدكتور علاء الدين الرفاتي –وزير الاقتصاد والتخطيط، والدكتور عماد الدين الشنطي –عميد كلية أصول الدين، والدكتور محمد المظلوم –رئيس قسم الحديث الشريف وعلومه، والدكتور أحمد عودة –رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، والدكتور رائد شعث –أستاذ الحديث المساعد، عريف اليوم الدراسي، وحضره لفيف من المختصين والمهتمين، وجمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بالكلية.

الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، وقف معالي الدكتور الرفاتي على الحلول التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية في اتجاه مواجهة الأزمات والمشاكل التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع الاقتصادي، منها: تبني سياسة “إحلال الوارادت” التي تُعنى بالاعتماد على الانتاج المحلي والبعد عن الاستيراد عن الخارج، مبيناً أن ذلك يسهم في إيجاد فرص عمل للخريجين والعاطلين عن العمل، ويعالج مشاكل الفقر والبطالة، وأضاف معالي الدكتور الرفاتي الحل الثاني يتمثل في سن قانون تطبيق الزكاة الذي يعتمد على العدالة في توزيع الثروة بين أبناء الشعب الفلسطيني على اعتبار أن الزكاة هي الوسيلة التي شرعها الله عز وجل لمواجهة الفقر، وأوضح معالي الدكتور الرفاتي أن الإسلام أعلى من قيم العمل والإنتاج كأساس للبدء في حل المشكلة الاقتصادية، وأشار إلى أن الابتعاد عن قيم العمل والرضا والانتاج سبب أساسي من أسباب زيادة المشاكل والأزمات التي تعاني منها الأمة.

من جانبه، لفت الدكتور الشنطي إلى أن الهدف الرئيس من عقد اليوم الدراسي يكمن في الاسهام في التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية مادياً ومعنوياً من خلال الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، ونوه الدكتور الشنطي إلى أن أغلب الشعوب تعاني في الوقت الحالي من أزمات اقتصادية لكنها ليست بحجم ما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني من تشديد الحصار والفقر وزيادة معدلات البطالة، وتابع الدكتور الشنطي حديثه قائلاً: “يحاول أعداء الإسلام من خلال هذه الأزمة الاقتصادية أن ينالوا من رزق الناس من أجل التنازل عن الأرض والقدس والثوابت الوطنية، وغفلوا أننا نستمد قوتنا وعزتنا من الله عز وجل”.

من ناحيته، قدر الدكتور المظلوم للباحثين والمشاركين بأوراقهم العلمية في أعمال اليوم الدراسي الجهود العلمية التي تقدموا بها للإسهام في تقليص حدة الأزمة الاقتصادية التي يعاني من أبناء الشعب الفلسطيني من خلال وضع الحلول والتوصيات العلمية والعملية، وتحدث الدكتور المظلوم عن الإنجازات التي حققتها كلية أصول الدين على صعيد تخريج طلبة العلم، ورفد المجتمع بالكفاءات، وافتتاح البرامج الأكاديمية والنوعية، والإسهام في تقدم العلاج والحلول للمشاكل التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني.

من ناحيته، ذكر الدكتور عودة أن عقد الدراسي جاء بهدف تقديم حلول واقتراحات من القرآن والسنة لإدارة الأزمة الاقتصادية والحد من سلبياتها وتداعياتها، وتناول الدكتور عودة أهم المحاور الرئيسة لليوم الدراسي، منها: بيان التأصيل الشرعي لتشخيص الأزمات وإداراتها من خلال القرآن والسنة، والوقوف على الإجراءات العملية العاجلة لإدارة الأزمة الاقتصادية والمشاريع الصغيرة نموذجاً”، واستعرض دور المرأة المسلمة في معالجة الأزمة الاقتصادية في ضوء السنة النبوية.

الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بالجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقد اليوم الدراسي على مدار جلستين علميتين، حيث ترأس الجلسة العلمية الأولى الأستاذ الدكتور محمد مقداد –مساعد نائب رئيس الجامعة لشئون البحث العلمي والدراسات العليا، وشارك الأستاذ مروان الدهدار –خبير التنمية البشرية، عضو هيئة التدريس بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية- بورقة عمل حول إدارة الأزمة الاقتصادية، واعتبر أن مواجهة الأزمات والحالات الطارئة سواء بالاستعداد لها أو توقعها أو التعامل معها إذا ما حدثت مطلب مهم لأي إدارة واعية تعمل بمنهجية إدارية سليمة، وأكد الأستاذ الدهدار على ضرورة استكمال وتطوير الأجهزة والمعدات التي تستخدم في مواجهة الأزمات والكوارث بأنواعها المختلفة، وقدم الدكتور أيمن أبو سويرح –مدير كلية الشريعة والقانون بالجامعة- ورقة عمل بعنوان: “الأزمة الاقتصادية .. أسبابها وتداعياتها”، وأوضح أن السبب الرئيسي للأزمات المالية المتعاقبة منذ أكثر من قرنين من الزمان وأخرها الأزمة الحالية سببها إقصاء نظام الذهب والفضة كنقدين ثابتين واستبدالهما بالعملات الورقية غير المغطاة بهما.

وتحدث الدكتور رمضان الصيفي –المشرف الإعلامي بمركز القرآن الكريم والدعوة الإسلامية، عن التأصيل الشرعي للأزمات وإدارتها في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، وطالب وزارة التربية والتعليم بوضع مناهج تعليمية في المدارس الثانوية والجامعات حول إدارة الأزمات.

الجلسة الثانية
وبخصوص الجلسة العلمية الثانية لليوم الدراسي، فقد ترأسها الأستاذ الدكتور زكريا الزميلي –أستاذ التفسير في كلية أصول الدين، واستعرض كل من الأستاذ الدكتور نعيم الصفدي –أستاذ الحديث، والدكتور رأفت نصار –أستاذ الحديث المساعد –ورقة عمل حول التكافل الاجتماعي من خلال الزكاة والصدقات وأثره في علاج الأزمة الاقتصادية، ولفتا إلى وجوب أداء الزكاة امتثالاً لأمر لله، وطلباً لمرضاته، ورغبة في ثوابه، وخوفاً من عقابه، على اعتبار أن الزكاة طهارة للمجتمع من عوامل الهدم والتفرقة والصراع والفتن، ووقف الدكتور زكريا زين الدين –أستاذ الحديث المساعد- على الإجراءات العملية العاجلة لإدارة الأزمة الاقتصادية والمشاريع الصغيرة نموذجاً”، وشجع الشباب على التخطيط وإقامة المشاريع الصغيرة التي تحد من نسبة البطالة والفقر، وتحدث الدكتور صبحي اليازجي –أستاذ التفسير المساعد- عن إدارة الأزمة الاقتصادية من خلال سورة يوسف، ودعا إلى تشكيل لجنة مختصة في إدارة الأزمات وذلك لتجنب وقوع الأزمة من باب الوقاية، والقدرة على إدارة الأزمة أثناء حدوثها لكيفية التعامل معها، وبعد وقوعها، وأشارت الدكتورة ليلى إسليم –أستاذة الحديث المساعد- إلى دور المرأة المسلمة في معالجة الأزمة الاقتصادية في ضوء السنة النبوية، ولفتت إلى أهمية توعية أفراد المجتمع بدور المرأة المسلمة في مساعدة أسرتها ومجتمعها من جانب، وتفعيل دور الجمعيات النسائية في المجتمع من خلال إعداد خطط تشغيلية ومهنية من جانب آخر.
 

x