تواصلت لليوم الثاني على التوالي في الجامعة الإسلامية وقائع وفعاليات مؤتمر التاريخ الشفوي: “الواقع والطموح”, والذي ينظمه مركز التاريخ الشفوي بكلية الآداب بالتزامن مع الذكرى الثامنة والخمسين للنكبة في الجامعة الإسلامية في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة الإسلامية, وتستمر فعالياته على مدار يومين, وقد عقدت جلسات اليوم الثاني بحضور عدد من الأكاديميين, الباحثين الفلسطينيين والعرب حيث وصل إلى قطاع غزة مجموعة من العلماء العرب وهم: أ.د. عبد الفتاح أبو علية-أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، أ.د. محمد عبد الرؤوف سليم-أستاذ التاريخ الحديث بكلية البنات بجامعة عين شمس، أ.د. مجاهد الجندي-أستاذ الحضارة الإسلامية بمصر، د. حسام حنودة-المتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي، إلى جانب الكتاب والمؤرخين, وطلاب وطالبات الجامعة.
من ناحيته, ذكر أ. نعمان علوان – رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أن اللجنة العلمية أصدرت بحوث المؤتمر وأعماله في كتاب مستقل مكون من مجلدين, موضحاً أن المجلد الأول اشتمل على مجموعة من البحوث وعددها ثمانية عشر بحثاً تناولت محاور متعددة, منها: أهمية التاريخ الشفوي ومناهج وتقنيات التاريخ الشفوي, وشخصيات ودراسات, وأضاف أن المجلد الثاني اشتمل على ستة عشر بحثاً تناولت محاور أصول وضوابط الرواية الشفوية, والدراسات الشفوية, إضافة إلى التعليم والمقاومة والآثار, وشدد أ. د. علوان أن الآلية التي اتبعت في إعداد الكتاب كانت وفق استراتيجية الجامعة الإسلامية في توثيق مؤتمراتها العلمية, حتى تعم فوائدها.
وأشار أ. د. علوان إلى أن اللجنة العلمية قامت بمراجعة البحوث, ومتابعتها, وتحكيمها, وتصويبها, وتعديل ما ورد في ردود المحكمين ثم تنسيقها وإخراجها في كتابين, وقد خرج المجلد الأول متضمناً الأبحاث المقدمة إلى جلسات اليوم الأول, ينما اشتمل المجلد الثاني على الأبحاث المقدمة لليوم الثاني.
إشادة بالمستوى العلمي للمؤتمر
وأثنى أ.د. سليم على الموضوعات التي يتناولها المؤتمر، ووصف الباحثين بأنهم متميزين، وملمين بمواضيع المؤتمر، وما يحيط به من دراسات أكاديمية سابقة، وأشاد أ.د. سليم بالأبحاث التي عرضت خلال الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر، مضيفاً أنها استقطبت أبحاثاً تميزت بالعمق والشمولية في وقت واحد، وعن المحاضرة التي ألقاها الأستاذ عبد الله الحوراني-شاهد على العصر أوضح أ.د. سليم أن الحوراني جعل الحضور يشعرون كأنهم يعيشون أحداث النكبة، واستمر في الحديث إلى أن وصل إلى واقع قضية اللاجئين، وحث على استشراف المستقبل بالنسبة للقضية الفلسطينية، وبخصوص الجامعة الإسلامية، أكد أ.د. سليم أن الجامعة الإسلامية ذات واقع مشرف في مصر، إلى جانب العلم الكثير عنها من خلال أساتذتها، وطلبتها المتميزين، وأبدى تقديره العلمي الكبير لمستوى البحوث والدراسات العلمية التي تجاز في الجامعة الإسلامية خاصة في مرحلة الدراسات العليا.
وكان أ.د. أبو علية شدد على قيمة انعقاد مؤتمر التاريخ الشفوي بالتزامن مع الخامس عشر من آيار ذكرى نكبة عام 1984م، ودعا إلى دعم السكان لحركة التاريخ الشفوي، إلى جانب تقديم المعلومات المفيدة في كتابة التاريخ الفلسطيني الحديث والمعاصر، وذكر أ.د. أبو علية أن مستوى البحوث العلمية المقدمة إلى المؤتمر ترتقي إلى حد الريادة في مجال البحث العلمي، مشيراً إلى أن علم التاريخ الشفوي أصبح علماً يعترف به الجميع من علماء التاريخ والاجتماع والمختصصين في التراث، وأرجع ذلك عما لهذه البحوث من مساهمة فاعلة في كتابة تاريخ فلسطين في العصر الحديث والمعاصر.
وطالب د. حنودة بالاهتمام بالكتابات والتوثيق لسير الشخصيات الفلسطينية التي عاصرت الفترات الحرجة من القضية الفلسطينية، وأكد على الاهتمام بجمع الوثائق ونشرها، وضح التثقيف في الأوساط الأجنبية أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية.
محاور المؤتمر العلمي
جدير بالذكر أن مؤتمر التاريخ الشفوي “الواقع والطموح” يعقد بمشاركة قرابة (40) باحث قدموا (35) ورقة عمل, غطت محاور المؤتمر المختلفة, التي وزعت على ست جلسات علمية وعن محاور المؤتمر يشار إلى أنها تضم خمسة محاور, حيث يتناول المحور الأول الأهمية والقيمة التاريخية للتاريخ الشفوي, واستعرض هذا المحور دور منهج التاريخ الشفوي في إعادة كتابة التاريخ المعاصر, وإسهامات المؤرخين والعلماء في مجال اعتمادهم على التاريخ الشفوي, وأهمية التاريخ الشفوي, ومدى إسهامه في معالجة قصور الرواية والوثائق الرسمية, وميادين التاريخ الشفوي, وعلاقته بالعلوم الأخرى,ومصادر المعلومات, بينما استعرض المحور الثاني والمتمثل في التاريخ الشفوي بين المعارضة والتأييد, النظرة النقدية والتقيمية لمصادر التاريخ الشفوي, ومنهجه, ونقاط الالتقاء والاختلاف بين التاريخ الشفوي والتراث الشعبي, وقد جاء المحور الثالث متحدثاً عن المؤسسات الثقافية والتاريخ الشفوي, وتناول مراكز التوثيق والأبحاث وعلاقتها به, وواقع وطموح مراكز التاريخ الشفوي في فلسطين, إضافة إلى دور الجامعات الفلسطينية والعربية ومراكز التوثيق في تعزيز منهجية التاريخ الشفوي, وبخصوص المحور الرابع للمؤتمر فقد بحث في الرواية الشفوية, مبيناً أهميتها في الحفاظ على التراث العربي والإسلامية, والعناصر والأسس والمظاهر, إضافة إلى التراخي العربي والإسلامي كمصدر من مصادر التاريخ الشفوي, وحول المحور الخامس للمؤتمر فقد تضمن مجموعة من النقاط البحثية منها ما يختص بالقضية الفلسطينية, وأوضاع الفلسطينيين تحت الانتداب, إلى جانب تهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم, والحروب الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني, وجهاد شعب فلسطين في مختلف مراحله, إضافة إلى جهاد الشعوب العربية والإسلامية ضد الاحتلال الأجنبي.