تواصل فعاليات مؤتمر التاريخ الشفوي لليوم الثاني على التوالي في الجامعة الإسلامية


اشتمل اليوم الثاني لمؤتمر التاريخ الشفوي “الواقع والطموح” على ثلاث جلسات بحثت مجموعة كبيرة من الأبحاث وأوراق العمل في مجالات أصول وضبط الرواية الشفهية, والدراسات الشفوية, والتعليم, والتدريس, والمقاومة, والآثار.
أصول وضوابط الرواية الشفهية
وقد ترأس الجلسة الأولى للمؤتمر أ.د. محمد عبد الرؤوف سليم, وقدمت إليها أبحاث تغطي حقل أصول وضوابط الرواية الشفهية, فقد استعرض كل من: د. محمد أبو شعبان, د. نعيم الصفدي-عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين وضوابط الرواية اللفظية الشفهية عند المحدثين ويستعرض البحث مجموعة من الأصول والضوابط التي ابتكرها علماء الحديث لضمان نقل الحديث النبوي كما حدث به النبي صلى الله عليه وسلم, ابتداء من عهده, ومروراً بعصر الصحابة, ثم التابعين من بعدهم حتى عصر التدوين, بينما تناول أ. عدنان أبو شبيكة-المحاضر بقسم التاريخ في جامعة الأقصى بغزة منهج نقد الوثيقة الرسمية المدونة وإمكانية التطبيق على الرواية في التاريخ الشفوي, والوقوف على مدى مساهمته في التحقق من مصداقية مضمون ما تناولته الوثيقة الرسمية المدونة.
بدوره تحدث د. محمد عبد الفتاح السيد – الأستاذ المساعد بقسم التاريخ والآثار بجامعة الإسكندرية – عن الحبكة الدرامية في تلقين ورصد الأحداث التاريخية الشفوية, موضحاً أنها رؤية تعتمد على ضرورة البحث المنهجي في سرد الأحداث برؤية درامية, ونوه إلى أن هذه الحبكة تعتمد على لهجة المخاطبة, وعناصر الحبكة الدرامية, تحدث أ. د. عبد الفتاح أبو علية – أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية العلوم الاجتماعية, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, بالمملكة العربية السعودية – تحدث عن التاريخ الشفوي السعودي, وطبق موضوع البحث على تجربة دار الملك عبد العزيز.
وقدم د. عدنان عياش – الأكاديمي بجامعة القدس المفتوحة بمنطقة سلفيت – بحثاً تحدث فيه عن فارس العزوني قائد فيصل الموت, أما د. محمد العلامي – رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الخليل – فعرض خلال بحثه لمدينة الخليل بين التوراة ومعطيات علم الآثار, لافتاً إلى أن الأثر بين التوارثيين صبغوا مدينة الخليل بالصبغة التوراتية, وسلط د. العلامي الأضواء على المصادر التي اعتمد عليها الباحثون.

دراسات شفوية
وبخصوص الجلسة الثانية لليوم الدراسي، فقد خصصت لموضوع الدراسات الشفوية, وعقدت برئاسة أ.د. عبد الفتاح أبو علية, وناقشت الجلسة مجموعة من الأبحاث العلمية, وقد استهلت أعمالها بعرض ملخص لبحث تقدم به كل من: د. عبد القادر حماد – الأستاذ المساعد في خصص الجغرافيا بكلية غزة الدراسات السياحية, أ. فيصل صباح – الحاصل على درجة الماجستير في الجغرافيا, والذي يعمل بوزارة التخطيط بمدينة رام الله, ويحمل البحث عنوان: “التخطيط العمراني للقرى الفلسطينية المدمرة قبل عام 1948م, وذكر أ. د. حماد, أ. صباح أن الدراسة تستمد أهميتها من التعرف إلى المخططات الحضرية للقرى الفلسطينية المدمرة, وشددا على أن الاستيطان الريفي يعد نتيجة لسلسة من الثوابت البيئية.
من جانبه, تناول د. يوسف الزاملي – الأستاذ المساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الأزهر, إصدارت مراكز التاريخ الشفوي في جامعات غزة, ووقف على كتاب مخيم كندا للاجئين الفلسطينيين برفح سيناء من خلال دراسة شفوية ووثائقية, وذلك بهدف إجراء دراسة نقدية للكتاب, عبر تطبيق قواعد ومنهجيات التاريخ الشفوي على محتواه.
بينما شارك د. حسام حنودة – أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بمعهد الدراسات والبحوث الإسلامية بمصر – ببحث حول الروايات الشفهية للحاج أمين الحسني, وقدم خلاله دراسة مقارنة بين كتابي حقائق عن قضية فلسطين, وفلسطين والحاج أمين الحسني, وأبرز البحث دور الحاج أمين الحسني باعتباره زعيم فلسطيني, إضافة إلى بيان الموضوعات التاريخية المشتركة بين الكتابين, والاختلاف في الروايات الموجودة فيهما, والموضوعات التي ذكرت في الكتاب الثاني, ولم ترد في الكتاب الأول.
وقدمت كل من: أ. منور نجم, أ. عزيزة على – وهما حاصلتان على ماجستير على ماجستير أصول التربية من كلية التربية بالجامعة الإسلامية بغزة – بحثاً مشتركاً بعنوان: “صورة المرأة في الأمثال الشعبية الفلسطيني, أكدتا فيه على ضرورة تفعيل دور الإعلام الفلسطيني في إحياء الأمثال الشعبية التي عبرت عن الصورة الناصعة للمرأة.
وتناول د. شوكت حجة – الأكاديمي بجامعة الخليل لروايات المؤرخين المعاصرين للغزو المغولي بين عامي (1259 – 1300م), متتبعاً روايات المؤرخين المعاصرين, وعرض آراءهم ومشاهداتهم لأهم الأحداث التاريخية التي حدثت في تلك الفترة, وتحليلها ودراستها, وبيان أثر الرواية في تحقيق الخبر, وكذلك مدى مصداقيتها وانطباقها على الواقع.
التعليم والتدريس والآثار
وفيما يتعلق بالجلسة الثالثة للمؤتمر فقد عقدت برئاسة أ.د. مجاهد الجندي, وقدمت إليها مجموعة من الأبحاث العلمية المحكمة, وقد بدأت الجلسة بعرض بحث تقدم به د. عبد المعطي الأغا – الأستاذ المشارك بقسم المناهج وتكنولوجيا التعليم بكلية التربية بالجامعة الإسلامية, وتناول البحث مدى استخدام التاريخ الشفوي كمدخل من مداخل تدريس المواد الاجتماعية من وجهة نظر المعلمين قبل الخدمة, وأوصى د. الأغا بالتعرف على مقررات التاريخ الشفوي في الجامعة الإسلامية بغزة, وفي برنامج إعداد معلمي الدراسات الاجتماعية, وحث على ضرورة إجراء دراسات حول استخدام التاريخ الشفوي من وجهة نظر المعلمين أثناء الخدمة, أما أ. عدنان أبو عامر – المحلل والكاتب الصحفي, والمحاضر بقسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية – فتحدث عن المقاومة الفلسطينية للانتداب البريطاني مستعرضاً دراسة تاريخية شفوية.
بدورهما, تناول كل من: د. يحيي أبو جحجوح – رئيس وحدة التوعية والمعلومات, ورئيس قسم الإشراف التربوي بغزة, د. محمد حمدان – رئيس قسم تعليم المرحلة الأساسية بجامعة الأقصى – التاريخ الشفوي لواقع التعليم في فلسطين قبل عام 1948, وقد هدف إلى دراسة هذا الواقع من خلال البحث في سن القبول, ومدة التعليم, ونوعيه, وشروط القبول, ونوع الأثاث, والمواد الدراسية التي كانت مقررة, أما أ. نارمين عيسى – المنسقة بالدائرة الإعلامية بجامعة القدس بمدينة القدس – فتحدثت عن الذاكرة لدى الطفل الفلسطيني, وأشارت إلى أن بحثهما يهدف للتعرف على مدى رسوخ الذاكرة الجماعية الفلسطينية, ومعرفة ما يختزنه الأطفال الفلسطينيون من صور وقصص وردت ذلك إلى مركزية هذه الذاكرة بالنسبة للقضية الفلسطينية, وأهمية إحيائها, بينما تناول أ. ماهر أبو زر – الحاصل على درجة الماجستير في تخصص العقيدة الإسلامية من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية – العقائد النصرانية المحكية في الأمثال الشعبية الفلسطينية, ويقوم البحث على مرجعة الأمثال الشعبية المذكورة, التي وجد الباحث أن عدداً كبيراً منها يتحدث عن مجموعة من العقائد النصراينة, وذكر أنها تتركز في: ميلاد المسيح عليه السلام, وصلبه, والأعياد والمناسبات النصرانية.
واختتمت الجلسة الثالثة بعرض ملخص بحث تقدم به د. عصام عدوان جاء بعنوان: “التاريخ الشفوي من وجهة نظر أساتذة التاريخ في الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة.

x