
نظم قسم التاريخ والآثار بالتعاون مع مركز التاريخ الشفوي بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية ندوة بعنوان: “الأسرى.. الواقع والمستقبل في ذكرى وفاء الأحرار”، وانعقدت الندوة في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى القدس بحضور معالي الدكتور عطا أبو السبح– وزير الأسرى والمحررين، والدكتور وليد عامر– عميد كلية الآداب، والدكتور غسان وشاح– رئيس قسم التاريخ والآثار، والدكتور إبراهيم أبو شبيكة- رئيس مركز التاريخ الشفوي بالجامعة، والأسير المحرر محمد الديراوي– المدير التنفيذي لرابطة الأسرى المحررين، والأسير المحرر أحمد أبو طه –نائب رئيس تجمع كسر القيد، ولفيف من المختصين والمعنيين والمهتمين بقضية الأسرى، وجمع من أعضاء هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار، وحشد كبير من طلبة القسم.
بدوره، أكد معالي الدكتور أبو السبح أن أرض فلسطين أرض صراع بين الحق والباطل إلى يوم الدين، وأنها حق مشروع لأبناء الشعب الفلسطيني، وحث الفلسطينيين على التمسك بأرضهم وثوابتهم ومقدساتهم مهما كلفهم ذلك من ثمن، ونوه معالي الدكتور أبو السبح إلى أن صفقة وفاء الأحرار التي خرج منها أسرى من جميع الفئات الفلسطينية لغير الفلسطينية تؤكد على أن الشعب الفلسطيني هو شعب واحد وأن الجغرافيا الفلسطينية هي جغرافيا واحدة، وشدد معالي الدكتور أبو السبح على أن قضية الأسرى تعتبر من القضايا الأكثر أهمية على المستوى الفلسطيني والعربي والعالمي، مبيناً أن الأسر يعادل الموت.

من جانبه، وقف الدكتور عامر على التاريخ البطولي للأسرى، والتضحيات التي قدموها من أجل الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم من جانب، وتحرير وطنهم من جانب أخر، وعبر عن تقدير أبناء الشعب الفلسطيني للإنجازات البطولية التي سطرها الأسرى على مر التاريخ، وأكد الدكتور عامر أن الكلية تسعى باستمرار إلى تنفيذ النشاطات التي تدعم القضايا المحورية ، مشيراً إلى الحضور العربي الواسع والمشاركات الدولية القيمة التي ستتخلل مؤتمر: “الأسرى الفلسطينيون نحو الحرية” المزمع عقدة في الخامس عشر والسادس عشر من نيسان/ ابريل القادم، ولفت الدكتور عامر إلى أن الهدف الرئيس من عقد المؤتمر يكمن في إبراز الواجب الوطني والعربي والدولي تجاه الأسرى، وكشف الانتهاكات الصهيونية لحقوق الأسرى أمام القانون الدولي.
وقدم الدكتور أبو شبيكة دراسة تأصيلية عن دور الدولة الإسلامية في عملية تبادل الأسرى، ووقف خلالها على الدلائل الشرعية والواقعية التي تبرز أهمية قضية الأسرى في الدولة الإسلامية على مر العصور، واستشهد الدكتور أبو شبيكة بأمثلة واقعية عن تبادل الأسرى في الإسلام.

وذكر الأسير المحرر أبو طه أن الحركة الأسيرة تواجه تحديات كثيرة، أهمها: تصاعد سياسة الإهمال الطبي خاصة بعد صفقة وفاء الأحرار، مشيراً إلى دور الحركة الأسيرة في التخطيط لبرنامج متكامل من أجل متابعة موضوع الإهمال الطبي من عدة مستويات تتمثل في المستوى الإداري داخل السجون ممثلاً في الاحتجاجات والإضرابات داخل السجون، والمستوى الحقوقي يتمثل في رفع قضايا على إدارة مصلحة السجون، وتناول الأسير المحرر أبو طه المطالب الأساسية التي تقدمت الهيئة القيادية في السجون، منها: ضرورة الإفراج الفوري عن المرضى أصحاب الأمراض المزمنة وخاصة السرطان، والسعي نحو تحسين الأوضاع في مستشفى سجن الرملة، والسماح بدخول طواقم طبية من خارج السجون لمعاينة الحالات المرضية، وإجراء الفحص الشامل الدوري للمرضى بشكل سنوي.
ولفت الأسير المحرر الديراوي إلى أهمية التعاون المستمر بين المؤسسات الحكومية والأهلية المتعلقة بالأسرى لإحياء قضية الأسرى بشكل دائم ومستمر على الصعيد الإعلامي وعلى صعيد النشاطات الاجتماعية التوعوية حتى لا تتحول قضية الأسرى إلى قضية موسمية، وأوضح الأسير المحرر الديراوي أن معاناة الأسرى داخل السجون دائمة ومستمرة ولا تتعلق بأحداث معينة، وأكد أن الاهتمام بقضية الأسرى يسهم بشكل واضح في رفع معنويات الأسرى وذويهم.