
دعت دراسة حديثة في مجال هندسة الطرق والمواصلات إلى زيادة الاهتمام بالإحصاءات المرورية في جميع المدن الفلسطينية والعمل المشترك بين كافة المؤسسات الأكاديمية والرسمية والأهلية، لتعزيز الأبحاث والدراسات في هذا المجال.
جاء ذلك في الدليل الإحصائي لحركة السير في قطاع غزة الذي يعد الأول من نوعه في هذا المجال، والذي أعده الدكتور يحيى السراج -الأستاذ المشارك في هندسة الطرق والمواصلات بالجامعة الإسلامية، عميد كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية.
ويعرض الدليل، الذي صدر مؤخراً بأعداد محدودة بدعم وتمويل من عمادة البحث العلمي ومجلس أمناء الجامعة الإسلامية بغزة، وبمساهمة جمعية نطوف للبيئة وتنمية المجتمع، مجموعة من الإحصاءات المرورية للفترة من مابين 1994 وحتى 2006.
ويقع الدليل في (80) صفحة من القطع الكبير، حيث يجمع بين دفتيه عدداً من الإحصاءات التي تشمل إحصاءات التدفق المروري على الشوارع الرئيسة في قطاع غزة، إضافة لعينة مختارة من تقاطعات الطرق الهامة، ولم يقتصر الدليل على الأرقام الإحصائية الخاصة بحركة السير بل اشتمل إضافة إلى ذلك على فصل عن وسائل الأمان على الطريق، وأهم الأساليب المتبعة في ذلك، مدعماً ذلك بالوسائل الإيضاحية والرسوم البيانية الملونة.
وأوضح الدكتور السراج أن هذه الدراسة جاءت كمحاولة جادة لتجميع ما أمكن الحصول عليه من إحصائيات في هذا المجال، مع عمل تحليل لها بشكل يظهر أهميتها، ويمَكن المهتمين من الاستفادة منها، ونوه أن الدليل يشمل معلومات عن فلسطين و قطاع غزة، وتوضيح مفاهيم خاصة بالقياسات اللازمة لتخطيط وتصميم الطرق، كما تطرق إلى بعض الإحصاءات المتعلقة بأعداد حوادث السير في قطاع غزة، و تفاصيل هذه الحوادث من حيث نوع و خطورة الحادث، بالإضافة إلى أعداد الوفيات بسبب حوادث السير.
وشدد الدكتور السراج على أهمية هذه الإحصاءات كونها تعد عنصراً لا غنى عنه في نظام المعلومات لأي مجتمع.
وشددت الدراسة على ضرورة معرفة توزيع و أداء حركة المرور على الطرق الحالية عند تخطيط طرق جديدة أو تطوير طرق قديمة، لأن هذا يساعد على التنبؤ بالحجم المستقبلي للمرور، و تحديد التحسينات المطلوبة على الطرق إلى جانب وضع تصور لأولويات التطوير.
وأشار الدكتور السراج إلى أن منهجية الدراسة اعتمدت على جمع المعلومات من المصادر المتوفرة، مثل: البلديات، والمجالس القروية، والوزارات، والمحافظات، والشركات، والمكاتب الهندسية، والجامعات، والمعاهد، ومراكز البحث، والمختصين، والباحثين، والطلاب، ومن المؤسسات العربية والدولية التي تقوم بأعمال مشابهة ولفت إلى استعراض وجمع أعمال مشابهة تم تنفيذها في بعض الدول المجاورة.