طالب أكاديميون ومحاسبون بإيجاد جسم مهني مخول بتنظيم مهنة المحاسبة في فلسطين، تسند إليه الصلاحيات التالية: اعتماد معايير إعداد التقارير الدولية وتعديل بعضها بما يتفق وبيئة الأعمال الفلسطينية، وإعداد خطة تأهيل للمحاسبين الفلسطينيين قبل تطبيق المعايير، ونشر ثقافة معايير إعداد التقارير الدولية بين الشركات والمؤسسات الفلسطينية، ودراسة تجارب دول تبنت نشر ثقافة معايير إعداد التقارير الدولية للاستفادة منها، وأكدوا على أهمية تطبيق معايير إعداد التقارير الدولية في فلسطين، ولفتوا إلى ضرورة تأهيل المحاسبين في مجال معايير إعداد التقارير الدولية، واقترحوا إضافة معايير إعداد التقارير الدولية إلى المناهج الدراسية في أقسام المحاسبة في الجامعات الفلسطينية.
وردت تلك الأقوال في اليوم الذي نظمه قسم المحاسبة بكلية التجارة بالجامعة الإسلامية تحت عنوان: “المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS ) وإمكانية تطبيقها في فلسطين”، وبتمويل من شركة مطير وعلمي وشركاه للتدقيق والاستشارات، وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة بحضور الأستاذ الدكتور ماجد الفرا –عميد كلية التجارة بالجامعة الإسلامية، والدكتور عصام البحيصي –رئيس قسم المحاسبة، رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، وجمع من أعضاء الهيئة التدريسية بأقسام المحاسبة في جامعات ومعاهد قطاع غزة، وممثلون عن مكاتب وشركات المحاسبة والتدقيق في قطاع غزة، وأعضاء هيئة التدريس بقسم المحاسبة بالجامعة، وحشد كبير من طلبة كلية التجارة.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، لفت الأستاذ الدكتور الفرا إلى أهمية عقد الأنشطة اللامنهجية في ربط الطالب بسوق العمل من خلال الاطلاع على تجارب وخبرات أرباب العمل، وأوضح الأستاذ الدكتور الفرا أن الأوراق العملية المشاركة في اليوم الدراسي ستبرز كون معايير إعداد التقارير الدولية مناسبة لواقع الجمعيات والشركات الفلسطينية، وطبيعة ثقافة المجتمع أم لا، وعبر الأستاذ الدكتور الفرا عن أمله في خروج اليوم الدراسي بتوصيات تسهم في تطوير معايير إعداد التقارير الدولية، وأكد الأستاذ الدكتور الفرا حرص كلية التجارة على تعزيز مبدأ المسئولية الاجتماعية، وطرح القضايا التي تسهم في تنمية المجتمع الفلسطيني.
بدوره، وقف الدكتور البحيصي على الهدف الرئيس من عقد اليوم الدراسي وهو توسيع آفاق ومدارك طلبة المحاسبة في الجامعات الفلسطينية فيما يتعلق بموضوع محاسبي مهم يتم تداوله في المحافل المحاسبية الدولية، وأكد الدكتور البحيصي أن معايير إعداد التقارير الدولية تعددت حسب حاجة المؤسسات، مبيناً أن هناك معايير للشركات الكبيرة، ومعايير للمؤسسات المتوسطة، ومعايير للمؤسسات الصغيرة، وأثنى الدكتور البحيصي على الدعم الكريم الذي تقدمت به شركة مطير وعلمي في رعايتها لليوم الدراسي، وشكر الباحثين على مشاركتهم الفاعلة وحرصهم على وضع الحلول التي تسهم في تطوير معايير إعداد التقارير الدولية في فلسطين.
القوائم المالية لشركات المقاولات
وفيما يتعلق بالجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد استعرض اليوم الدراسي جلسة مهنية، تضمنت خمسة أوراق علمية، حيث ترأس الجلسة الأستاذ الدكتور علي شاهين –مساعد نائب رئيس الجامعة للشئون الإدارية، رئيس الجلسة العلمية لليوم الدراسي، وقدم الدكتور حسني عابدين –أستاذ المحاسبة المساعد بكلية العلوم والتكنولوجيا، ورقة عمل حول تطبيق المعايير الدولية على القوائم المالية لشركات المقاولات بفلسطين، وبين الدكتور عابدين تدني نسبة التزام الشركات الفلسطينية بتطبيق المعايير الدولية، أو أية معايير محاسبية أخرى عند إعداد القوائم المالية، وأوضح أن هناك بعض المشاكل التي تعيق تطبيق المعايير،منها: يتعلق بالشركات نفسها، والبعض الآخر يتعلق بالبيئة التي تعمل بها هذه الشركات، وتحدث الدكتور عابدين عن التطور التاريخي لمعايير المحاسبة الدولية، وعن متطلبات تطبيق معايير المحاسبية الدولية، وعن أثر تطبيق معايير المحاسبة الدولية، وشجع الدكتور عابدين الشركات الفلسطينية على تطبيق معايير المحاسبة الدولية نظراً لارتباطها الوثيق بتقويم أداء الشركات، وسن القوانين والتشريعات التي تساعد على دعم قطاع المقاولات الفلسطيني وتطويره.
الوحدات الاقتصادية الفلسطينية
وتناول الأستاذ عصام الطويل –عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الإدارية والمالية بجامعة الأقصى- ورقة عمل حول مدى قدرة الوحدات الاقتصادية الفلسطينية على تطبيق معايير التقارير المالية الدولية، وأوصى الأستاذ الطويل بضبط الممارسات المحاسبية في الوحدات الاقتصادية الفلسطينية وذلك بوضع معايير دولية موحدة لضمان تجانس التقارير والقوائم المالية، وإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بتطبيق معايير التقارير المالية الدولية عند إعداد القوائم المالية على المنشآت ككل، ووقف الأستاذ الطويل على ماهية معايير التقارير المالية الدولية، والعوامل التي تساعد وتدعم تطور وانتشار معايير التقارير المالية الدولية في فلسطين، ومعوقات تبني معايير التقارير المالية الدولية، وتحدث الأستاذ الطويل عن عيوب ومزايا تطبيق معايير التقارير المالية الدولية.
معوقات تطبيق معايير التقارير الدولية
وشارك كل من الدكتور بهاء العريني –أستاذ المحاسبة المساعد في قسم المحاسبة التطبيقية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، والأستاذة ليلى الداعور –عضو هيئة التدريس بقسم المحاسبة التطبيقية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، بورقة عمل حول معوقات تطبيق المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية في فلسطين، ولفتا إلى أن العوامل البيئية بشكل عام تعيق نجاح وتبني وتطبيق معايير التقارير المالية الدولية، وأن أبرز هذه العوامل هي التطور الاقتصادي، والمستوى التعليمي للبلد، بالإضافة إلى البيئة التنظيمية، ومدى تنظيم وتطور مهنة المحاسبة، والثقافة، ومؤثرات خارجية أخرى، وأوضحا أن فلسطين من بين الدول العربية التي تعتبر غير مهيأة بشكل كبير لتبني وتطبيق معايير التقارير المالية الدولية في الوقت الراهن، وتابعا قولهما: “وبناءً على ذلك يجب أن يكون هناك مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي تساعد على تطبيق هذه المعايير، داخلياً: هناك العديد من الخطوات اللازمة لتحسين العوامل البيئية التي تساعد على تطبيقها، وخارجياً: مجلس معايير المحاسبة الدولية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الظروف الخاصة بالدول النامية وخاصة الدول العربية منها”.
المعايير الدولية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة
وتحدث الأستاذ عدنان عوض –مدير شركة سابا للتدقيق ومراجعة الحسابات- عن تطبيق الدولية لإعداد التقارير المالية الخاصة بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة في فلسطين، وتطرق إلى ماهية المنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم، والمعايير الدولية لإعداد والتقارير المالية المتعلقة بالمنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم، وقدم الأستاذ عوض نظرة عامة على إطار المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية للمنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم، وأوصى الأستاذ عوض المنظمات غير الحكومية والمنظمات الأهلية بإعداد البيانات المالية وعرضها بصورة عادلة وفقاً للمعايير الدولية للتقارير المالية للمنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم مسترشدة بمعايير المحاسبة المالية رقم (116، 117) الصادرة عن مجلس معايير المحاسبة المالية في الولايات المتحدة الأمريكية والمتعلقة بالبيانات المالية للمؤسسات غير الربحية والسياسات المحاسبية في معالجة المواضيع التي لا تغطيها المعايير الدولية للتقارير للمنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم.
مدخل سلوكي
وعرض الأستاذ خالد نصار –عضو هيئة التدريس في قسم المحاسبة التطبيقية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، ورقة عمل حول المدخل السلوكي كأداة لتحسين الحكم الشخصي للمحاسب عند الاتصال المحاسبي في ظل تطبيق المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، وتناول الأستاذ نصار الممارسات المحاسبية الدولية المتعلقة بمجلس معايير المحاسبة الدولية، ووظائف مجلس معايير المحاسبة الدولية، والمعايير الدولية والتوافق المحاسبي الدولي، وتناول الأستاذ نصار معايير المحاسبة الدولية، ومعايير التقارير المالية الدولية، ومعايير التقارير المالية الدولية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وواقع تطبيق معايير المحاسبة الدولية ومعايير التقارير المالية الدولية في فلسطين.