
انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة أعمال المؤتمر الدولي “آفاق العمل الإسلامي المعاصر وضوابطه” والذي تنظمه كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور “إسماعيل عبد السلام هنية”، ومن المقرر أن تستمر أعمال المؤتمر يومي الاثنين والثلاثاء الرابع والخامس من آذار/ مارس الجاري، وانعقدت الجلسة الأولى للمؤتمر في قاعة المؤتمر الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة بحضور معالي النائب جمال ناجي الخضري –رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، والدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة، ومعالي الأستاذ الدكتور إسماعيل رضوان –وزير الأوقاف والشئون الدينية، والدكتور رفيق رضوان –عميد كلية الشريعة والقانون رئيس المؤتمر، والأستاذ الدكتور مازن هنية –رئيس الجلسة العلمية الأولى، والأستاذ الدكتور ماهر الحولي –عميد شئون الطلبة، أستاذ أصول الفقه والفقه المقارن، والدكتور مؤمن شويدح – نائب عميد كلية الشريعة والقانون، رئيس اللجنة التحضيرية والأستاذ الدكتور منذر قحف –من جامعة حمد بن خليفة في قطر، والدكتور صلاح نصر –من جامعة الأزهر بجمهورية مصر العربية، والدكتور محمد الجمال –أستاذ الفقه الإسلامي المساعد بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة بقطر، والدكتور عبد الرحمن بن الجبرين –أستاذ أصول الفقه المشارك بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتور محمد البر –من السودان، والدكتورة سامية جباري –من الجزائر، وحضر الجلسة الأولى للمؤتمر أعضاء من مجلسي الأمناء والجامعة، وأعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني، وممثلو عن الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية في قطاع غزة، وجمع كبير من الدعاة والوعاظ ورجال الإصلاح، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية بكلية الشريعة والقانون، وحشد كبير من المهتمين.
الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بالجلسات العلمية للمؤتمر، فقد شهد اليوم الأول انعقاد خمس جلسات علمية، حيث انعقدت الجلسة الأولى في قاعة المؤتمرات الكبرى، وترأس الجلسة الأستاذ الدكتور هنية، ولفت الأستاذ الدكتور الحولي إلى دور الهيئات التشريعية في الاجتهاد المعاصر، وأوصى بإعداد المزيد من الرسائل والبحوث في موضوع الهيئات التشريعية ودورها في الاجتهاد وضوابطها، باعتباره مجالاً واقعياً وبحاجة لمزيد من الدراسة تأصيلاً وتفريعاً وتنزيلاً على الواقع واستعمالاً لجوانبه الأخرى، ودعا الأستاذ الدكتور الحولي الهيئات التشريعية إلى الاشتراك في المجامع الفقهية والمستشارين الشرعيين في العالم الإسلامي بعملية تقنين لأحكام الشريعة الإسلامية في شتى المجالات مما يدلل على صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، وتناول الدكتور نصر ضوابط الاجتهاد المعاصر، وأوضح أن وضع ضوابط للاجتهاد المعاصر ضرورة مهمة يجب الالتزام بها حتى لا يتجرأ أحد على الاجتهاد ممن ليس أهلاً له، مما يؤدي إلى ضعف الفتوى كما هو سائد اليوم في كثير من الدول العربية والإسلامية، وبين الدكتور نصر أن إنشاء مجامع للفقه الإسلامي أصبح الآن سهلاً بعد تطوير وسال الاتصالات الحديثة مما يسهل اجتماع العلماء المجتهدين لوضع الفتاوى والأحكام لكل الوقائع والقضايا المعاصرة، وتناول الدكتور الجمال عزل الحاكم في الفقه الإسلامي من حيث المسوغات الشرعية والوسائل العلمية، مبيناً أسباب عزل الحاكم، ومنها: ظلم لأمته، واستبداده وتركه للشورى، والتسبب في اختلال أحوال المسلمين، ووقف الدكتور الجمال على الوسائل السلمية لعزل الحاكم أبرزها: عزله عن طريق أهل الحل والعقد، وعزله عن طريق الأمة، وقدم الدكتور الجبرين ورقة عمل بعنوان: “قاعدة المشقة تجلب التيسير وعلاقتها بالسياسة الشرعية”، وبين أن قاعدة المشقة تتعلق بالكثير من أحكام الشريعة سواء في مجال العقائد والعبادات أو المعاملات أو السياسات، وتحدث الدكتور البُر عن فقه المرحلة وأثره في إلممارسة السياسية- دراسة على واقع العمل السياسي الفلسطيني، ولفت إلى أنه من أجل إعمال راشد لفقه المصالح والمصالح المرسلة لا بد بالإضافة للشروط التي اعتبرها الأصوليون لإعمال المصالح، وهي: أن تكون المصلحة حقيقية يمكن تحصيلها وتحقيقها، وأن يكون تحصيلها فيه نفع واقعي مقدر معتبر، وألا تعارض المصلحة مصلحة أخرى أو مفسدة أعم، ووقف الأٍستاذ الدكتور قحف على الخطاب الإسلامي لعملية التجديد في الزكاة والبنوك الإسلامية والوقف، موضحاً أن مسائل الزكاة المعاصرة والمصرفية الإسلامية والوقف من المسائل الفقهية المعاصرة والمفصلية في حياة الشعوب والمجتمعات، وشاركت الدكتور جباري بورقة عمل حول المشاركة السياسية للمرأة الجزائرية –حركة مجتمع السلم نموذجاً- وأوصت بوضع استراتيجية جديدة للنهوض بالمرأة تأخذ في اعتبارها المتغيرات الجديدة وتستفيد من الخبرات الدولية، وتؤكد دعم وتعزيز ثقافة التكافؤ والمساواة ومناهضة التميز ونبذ العنف، إلى جانب الحرص على إيجاد آلية وطنية ذات مستوى عال من القدرة على اتخاذ القرارات والقدرة على التنسيق لتنفيذ الاستراتيجية ومتابعة تنفيذها.
الجلسة الثانية (أ)
وانعقدت الجلسة الثانية (أ) للمؤتمر في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية برئاسة الأستاذ الدكتور الحولي، وتحدث كل من الأستاذ الدكتور نعيم الصفدي –أستاذ الحديث الشريف وعلومه بالجامعة الإسلامية، والأستاذ فراس رضوان –ماجستير فه مقارن- عن فهم النص الحديثي وأثره على الاستنباطات الفقهية، ولفتا إلى أثر الاختلاف في فهم النصوص الحديثية على آراء الفقهاء من حيث حقيقة الفهم عند علماء اللغة واصطلاح الفقهاء، ومفهوم النص الحديثي عند علماء اللغة وفي اصطلاح الفقهاء، وبيان الضوابط العامة في فهم النص الحديثي، وتطرق كل من الدكتور أحمد بن إبراهيم –أستاذ الفقه وأصوله بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، والدكتور محمد علوش –أستاذ الفقه وأصوله- إلى الاجتهاد الجماعي وأثره على العمل الإسلامي المعاصر، وبينا أن الاجتهاد الجماعي من الأمور المعاصرة التي تمس واقع الأمة والقائم على مبدأ الشورى، وأوضحا أن الاجتهاد الجماعي له أثره على العمل الإسلامي في واقعنا المعاصر، والذي يظهر في توحيد الأمة وجمع كلمتها، ونبذ الفرقة والاختلاف، وتحقق الوسطية، وتناول الدكتور ضو أبو غرارة –من جامعة طرابلس في ليبيا- التدين بين النص والحكم وأثره على وحدة المسلمين، وأشار إلى أن الرجوع إلى النص عند العمل غير ممكن، ودل على هذا ذلك بنصوص القرآن من وجوه عدة، أهمها: عدم إمكانية تطبيق بعض النصوص مباشرة، وتعارض النصوص بالرجوع إليها مباشرة دون استنباط، وتحدث الدكتور فلاح الدلو –من كلية الدعوة الإسلامية بغزة- عن تجديد الأحكام الشرعية، وأثره على العمل الإسلامي، مبيناً أن الفقه الإسلامي بما يقوم عليه من أصول صحيحة وعقيدة جعلته صالحاً للتطبيق في كل زمان ومكان، وقابلاً للنماء في جوانبه المختلفة، واستعرض الدكتور صلاح فرج –أستاذ أصول الفقه المساعد بكلية الشريعة والقانون- الآراء الفقهية غير المعتبرة وأثرها على العمل الإسلامي المعاصر، وذلك من خلال بيان ماهيتها وتاريخ تطورها في الفقه الإسلامي، وأسباب وقوعها وانتشارها، وقدم الأستاذ عثمان غُرغُدو –من الجامعة العالمية الإسلامية بماليزيا- ورقة عمل حول نظرات المقاصد الشرعية في أحكام زكاة الفطر، وتطرق الأستاذ غُرغُدو إلى التعريف بمقاصد الشريعة، وتعريف زكاة الفطر، وبيان حكمها التكليفي، والحكمة من مشروعيتها، وتناول الأستاذ نعيم موسى –ماجستير أصول الفقه- دور المصلحة في فهم النص وتطبيقاته المعاصرة.
الجلسة الثانية (ب)
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية (ب) فقد انعقدت في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى اللحيدان للقاعات الدراسية، وترأسها الأستاذ الدكتور عادل عوض الله –أستاذ الكيمياء بالجامعة الإسلامية وشارك كل من الأستاذ الدكتور هنية، والأستاذة إيمان بركة –عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون- بورقة عمل حول التدرج في تطبيق الشريعة الإسلامية، ووقفا على مفهوم التدرج، وأنواعه، ومسوغاته، وكيف أنه أنجح وسيلة للوصول إلى تطبيق الشريعة تطبيقاً تاماً، إلى جانب بيان المعوقات التي تحد من تطبيق الشريعة الإسلامية سواء التي تتعلق بالأفراد أم بالأنظمة، وعرج كل من الأستاذ الدكتور زكريا الزميلي –أستاذ التفسير وعلوم القرآن، والأستاذ نمر أبو عون –من وزارة الأوقاف والشئون الدينية- على أولويات التغيير والإصلاح في القرآن الكريم، ووقف الأستاذ الدكتور محمود الشوبكي –أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية، على أولويات التغيير وأثره على الدعوة الإسلامية، وبين الآثار المترتبة على فقه الأولويات، ومنها: الإيجابية الإصلاحية، وتثبيت الإيمان، والموافقة للفطرة، وتهيئة النفوس لتحمل الصعاب، وتحدث كل من الأستاذ الدكتور عصام زهد –أستاذ التفسير وعلوم القرآن، والأستاذ محمد الرياحي –من جامعة الأقصى- عن فقه الأولويات في مقاصد الشريعة حسب المنظور القرآني، وأوضح أن الإسلام جاء لتنظيم حياة الأمة الإسلامية من خلال التدرج في التشريع وترتيب مستلزمات الحياة بحسب أولوياتها وأهميتها بالنسبة للفرد المسلم والأسرة والمجتمع والحكومة والدولة، وعرض الدكتور محمد البُر –من السودان، التحديات التي تواجه أولويات العمل الإسلامي المعاصر، ولخص أولويات العمل الإسلامي في تقوية العاطفة الإيمانية العقلية لدى القيادات وجماهير الشعوب الإسلامية، والالتزام بالتربية والتعليم والثقافة المعتمدة على مبادئ الإسلام، والالتزام بقيم الشورى في حركة المجتمع في كل مؤسسة، وتناول كل من الدكتور هشام زقوت –أستاذ الحديث الشريف وعلومه، والأستاذ عبد المؤمن الفقي –ماجستير في التفسير وعلوم القرآن، منهج النبي –صلى الله عليه وسلم- في التغير والإصلاح –دراسة تطبيقية على العهد المكي، وأوضحا الضوابط والأٍس والركائز التي بنى عليها النبي دعوته، والضوابط التي وضعها للنهوض بالفرد والأسرة والمجتمع.
الجلسة الثالثة (أ)
وفيما يتعلق بالجلسة الثالثة (أ)، فقد انعقدت في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية، وترأسها الأستاذ الدكتور محمود أبو دف –عضو هيئة التدريس بكلية التربية بالجامعة الإسلامية، وقدم الدكتور بدر زواقة –من الجزائر- ورقة عمل حول العمل الإسلامي المعاصر من العمل الجماعي إلى العمل المؤسسي –دراسة موضوعية استشراقية، وأوضح أن التخطيط هو الضامن للعمل المبني على التفكير والتحليل، ومن ثم ربط المبادئ بالأهداف والمنهج بالنتائج، وشارك الدكتور الهادي الفليوفي –من جامعة قفصة في تونس- بورقة عمل بعنوان: “علما نوية بورقيبة ودورها صعود الإسلام السياسي في تونس”، وأشار الدكتور أشرف أبو عطايا –أستاذ المناهج وطرق التدريس- إلى واقع التعددية في الفكر السياسي الإسلامي، من خلال بيان مفهوم الحزب لغةً واصطلاحاً، وتحديد مفهوم الحزب السياسي، والوقوف على مفهوم التعددية السياسية وموقف الإسلام منها، وتحدث الدكتور فخري راضي –رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأمة للتعليم المفتوح- عن أولوية العلوم العلمية في الشريعة الإسلامية، ووقف الدكتور محمود عساف أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي المساعد في وزارة التربية والتعليم العالي- على المتطلبات التربوية للهوية الإسلامية في ضوء التحديات المعاصرة، وبين ماهية الهوية الإسلامية ومصادرها، وأهم مقومات الهوية العربية الإسلامية، وتحديد التحديات التي تواجه الهوية الإسلامية، وأوضح الأستاذ أحمد مسمح –من وزارة التربية والتعليم- إشكالات الحركات الإسلامية المعاصرة وسبل علاجها، ومن هذه الإشكالات: الفكرية، والتنظيمية، والتخطيطية.
الجلسة الثالثة (ب)
وبخصوص الجلسة العلمية الثالثة (ب)، فقد انعقدت في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى اللحيدان للقاعات الدراسية، وترأسها الأستاذ الدكتور كمال غنيم –رئيس نقابة العاملين بالجامعة الإسلامية، ولفت معالي الأستاذ الدكتور إسماعيل رضوان –وزير الأوقاف والشئون الدينية، أستاذ الحديث الشريف وعلومه، والأستاذ فراس رضوان –ماجستير فقه مقارن- إلى سمات الخطاب الإسلامي مع الغير، وتحدثا عن مفهوم الخطاب الإسلامي، ومفهوم الخطاب عند علماء اللغة اصطلاح الفقهاء، وعن مبادئ الخطاب الإسلامي، وتطرق الدكتور يحيى الدجني –أستاذ الدعوة المشارك بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية- إلى التعصب الفكري وأثره في العمل الإسلامي المعاصر، وتناول الدكتور الدجني ماهية التعصب الفكري وصوره، وأسبابه، ومنها: اتباع الهوى والجهل، وسوء التربية وتقديس الرأي ووقف الدكتور ماهر السوسي –أستاذ الفقه المقارن المشارك بكلية الشريعة والقانون بالجامعة، والأستاذ محمد السوسي –عضو هيئة التدريس بالكلية الجامعية للعلوم المهنية والتطبيقية- على التعصب المذموم وأثره على العمل الإسلامي المعاصر، وأشارا إلى مفهوم التعصب، وبيان الفرق بين التعصب المحمود والتعصب المذموم، وأسباب ضعف المذموم والأخطار التي يمكن أن تنجم عنه والتي تدمر الفرد والمجتمع، وشارك الدكتور عبد الكريم الدهشان –أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك، والدكتور رأفت نصار –أستاذ الحديث الشريف وعلومه –بورقة عمل حول إنسانية النبي –صلى الله عليه وسلم- من خلال صفة الرحمة في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية –دراسة موضوعية، وبينا أنواع الرحمة، وكيف تعامل النبي مع مجتمع المدينة بإقامة الدستور حتى أصبح مجتمعاً متماسكاً يعين فيه القوي الضعيف، وعرجت الأستاذة شيماء عبد الأعلى –من كلية دار العلوم بجامعة الفيوم في مصر- على حرمان الشخص من حقوقه السياسية، وأشارت إلى ضمانات المعارضة السياسية بين الفقه الإسلامي والقانون الوضعي المصري، واستعرض الأستاذ نادر وادي –عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأقصى- التعصب بين الماضي والحاضر وآثاره على العمل الإسلامي المعاصر.