أوصى أكاديميون ومشاركون في يوم دراسي نظمه قسم الأحياء بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع الإدارة العامة للثروة السمكية بوزارة الزراعة باستخدام التقنيات الحديثة التي تسهم في تطوير وحماية البيئة البحرية ومكنونها البيولوجي، ولفتوا إلى أهمية افتتاح أقسام لعلوم البحار بغرض تدعيم الاهتمام بالبيئة البحرية والساحلية في فلسطين خاصة وأن فلسطين تطل على ثلاثة بحار، وأكدوا على أهمية التعاون وتكاثف الجهود بين الجهات المعنية والمختصة بما يكفل تنمية قطاع الصيد السمكي والاهتمام بالبيئة البحرية بشكل مستدام، وطالبوا بالاهتمام بالأحياء البحرية المهددة عالمياً والهامة بيولوجياً وبيئياً مثل السلاحف البحرية وسمكة المولا الشائعة وعدم التعرض لها في بيئاتها الطبيعية وعدم صيدها، جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمه قسم الأحياء بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع الإدارة العامة للثروة السمكية بوزارة الزراعة تعت عنوان: ” واقع وطموحات البيئة البحرية والثروة السمكية في قطاع غزة”، وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية، بحضور معالي الدكتور محمد الأغا –وزير الزراعة، والدكتور كمالين شعث –رئيس الجامعة، والدكتور نظام الأشقر –عميد كلية العلوم، والدكتور عبد الفتاح عبد ربه –رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، وممثلون عن وزارة الزراعة، وسلطة جودة البيئة، ولفيف من الباحثين والمهتمين، وجمع من أعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم، وطلبة من الكلية.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، لفت معالي الدكتور الأغا إلى أهمية افتتاح برامج ومراكز بحثية في تخصص علوم البحار والمحيطات والموارد البحرية، مشيراً إلى فوائد البحر في توفير الأمن الغذائي للأفراد، ووقف معالي الدكتور الأغا على أثر الحصار على البيئة البحرية والثروة السمكية في قطاع غزة، وأوضح مفاد التقارير التي نشرتها المراكز البحثية العالمية أنه في العام 2050م سيكون معظم غذاء الإنسان بما نسبته (50%) مستخرجاً من البحار، وأبدى معالي الدكتور الأغا استعداد وزارة الزراعة للتعاون مع الجامعة الإسلامية وتسهيل مهمة افتتاح أقسام ومراكز في تخصص علوم البحار من خلال توفير الإمكانات اللازمة، وتجهيز المختبرات العلمية، والإمداد بالطواقم الفنية.
تجويد وتعميق الخدمة
بدوره، أكد الدكتور شعث على الاتجاهات التي تعمل من خلالها الجامعة لخدمة المجتمع، وهي: توسيع الخدمات المقدمة للمجتمع، وتجويد وتعميق الخدمة المقدمة، والمحافظة على تلك الخدمات بحيث تكون مستدامة، وبين الدكتور شعث أن موضوع الثروة السمكية وإدارة الثروة البحرية يعد من أهم القضايا التي اهتمت بها المجتمعات والحكومات، مشيراً إلى دور الجهات المعنية والمختصة بهذا الموضوع لمواجهة الصعوبات والعقبات التي تقف في طريقة من خلال إنشاء مراكز بحثية تختص بدراسة البيئة البحرية والساحل، ودعا الدكتور شعث الباحثين والمختصين إلى استثمار فرص الاستفادة من المشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي في نطاق برنامج الإطار السابع FP7 والتي تختص بدول حوض البحر الأبيض المتوسط، وأوضح الدكتور شعث أن العناوين الرئيسة لليوم الدراسي تبين مدى التداخل في العلوم المختلفة، وتسهم في بلورة مشروع واقعي حول إيجاد برنامج أو مركز للبحوث البحرية.
الاكتفاء الذاتي
من جانبه، عبر الدكتور الأشقر عن تقديره لمستوى الخدمات التي تقدمها وزارة الزراعة للجامعة ولكلية العلوم في سبيل تطوير خدماتها التي تقدمها للمجتمع، وبين الدكتور الأشقر أن عقد اليوم الدراسي يأتي ضمن مساعي الكلية نحو تطوير البرامج التي تتعلق بالحاجات الوطنية التي تخدم التنمية المجتمعية وتحقق الاكتفاء الذاتي في ظل ندرة الموارد والحصار المفروض على قطاع غزة، ولفت الدكتور الأشقر إلى أن موضوع اليوم الدراسي يستدعي العقول والهمم لدراسة مكونات البيئة البحرية، والاستفادة من معطياتها من خلال عقد البرامج المختصة بتلك الموضوعات للطلبة، واستضافة المختصين من القطاعات الأكاديمية والمهنية لإنشاء برامج في القطاع البحري، وطالب الدكتور الأشقر المشاركين باليوم الدراسي بأن يكونوا شركاء في عملية التنمية والتوعية المجتمعية، مبيناً أن البيئة البحرية تشكل مصدر غذائي مهم وفيه كمات هائلة من الأحياء البحرية ذات القيمة الغذائية العالية.
الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بالجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقد اليوم الدراسي على مدار ثلاث جلسات علمية، حيث ترأس الجلسة العلمية الأولى والمنعقدة تحت عنوان: “البيئة والموارد البحرية” الدكتور مازن أبو الطيف –أستاذ الإدارة البحرية والساحلية المساعد بقسم الهندسة البيئية بالجامعة، وتناول الدكتور عبد الفتاح عبد ربه –عضو هيئة التدريس بقسم الأحياء- المهددات التي تواجه السلاحف البحرية في قطاع غزة، وبين أهمية تنوع السلاحف البحرية كعنصر من عناصر التنوع الحيوي في البيئات البحرية، وتحدث الدكتور عبد ربه عن أنواع السلاحف البحرية التي يتم اصطيادها أو وقوعها عرضياً في شباك الصيد، والمهددات التي تواجهها حالياً وسبل حمايتها والحفاظ عليها كونها مهددة بالاختفاء عالمياً، واستعرض الدكتور علاء الدين الجماصي –عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة المدنية بالجامعة- تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية (GIS ) في الحفاظ على البيئة البحرية، وبين أهمية تلك التطبيقات في الصيد السمكي والتعرف على المخزون السمكي والمشكلات البيئية والملوثات التي تعصف بالبيئة البحرية، وتحدث الدكتور كمال النبريص –رئيس قسم الأحياء بالجامعة- عن انتشار قناديل البحر على طول شواطئ فلسطين، وأوضح ماهية القناديل البحرية، وأنواعها، وعملية انتشارها المكثف في البيئات البحرية، وأسباب هذا الانتشار، وهي: التلوث البحري، وظاهرة الإثراء الغذائي، وظاهرة تغير المناخ والاحتباس الحراري، وغياب الكائنات البحرية المنافسة للقناديل البحرية، وشارك الدكتور عبد ربة بورقة عمل حول حدوث سمكة الشمس المحيطية في المياه البحرية لقطاع غزة، مشيراً إلى أماكن انتشارها عالمياً، والمخاطر التي تهددها، وأفاد الدكتور عبد ربه بأن حوالي (15) عينة منها تم صيدها خلال العقدين الماضيين وقتلها على الرغم من أن لحمها لا يؤكل في معظم المجتمعات العالمية.
الجلسة الثانية
ويخصوص الجلسة العلمية الثانية لليوم الدراسي والمنعقدة تحت عنوان: “إدارة الأسماك والموارد السمكية” فقد ترأسها الدكتور عبد الفتاح عبد ربه –أستاذ العلوم البيئية المساعد في قسم الأحياء بالجامعة، وتطرق المهندس عادل عطا الله –مدير الإدارة العامة للثروة السمكية في وزارة الزراعة- إلى إدارة الثروة السمكية في قطاع غزة، وأوضح أهم المؤسسات المهتمة بإدارة الأسماك والمصائد السمكية، وتحدث المهندس عطا الله عن الإنتاج السمكي خلال العقدين الماضيين، مشيراً إلى عوامل تناقص الانتاج السمكي، ومنها: ضيق مساحة الصيد السمكي، وتدني كفاءة أسطول الصيد والصيد الجائر، وقدم الدكتور حسن أبو حطب –من الإدارة العامة للثرة السمكية في وزارة الزراعة- ورقة عمل حول معدات الصيد السمكي في قطاع غزة، ووقف على أنواع معدات الصيد السمكي في قطاع غزة، والمخاطر التي يفرضها الجر القاعي على تنوع أشكال الحياة في البيئة البحرية، ولفت الدكتور أبو حطب إلى أهمية تكاثف الجهود من أجل زيادة الاهتمام بقطاع الصيد السمكي وتنميته بشكل مستدام، وتناول الدكتور إياد عطا الله –من الإدارة العامة للثروة السمكية بوزارة الزراعة – واقع ومستقبل الاستزراع المائي في قطاع غزة، وأشار إلى ماهية الاستزراع المائي، وأنواعه، وبين الدكتور عطا الله أن الاستزراع السمكي في البيئة البحرية يزداد يوماً بعد يوم عالمياً وعربياً ويساهم في توفير الأمن الغذائي.
الجلسة الثالثة
وترأس الجلسة العلمية الثالثة والمنعقدة تحت عنوان: “إدارة السواحل”، الدكتور كمال النبريص –رئيس قسم الأحياء بالجامعة، وتحدث الدكتور مازن أبو الطيف –من قسم الهندسة المدنية- عن إدارة الساحل في قطاع غزة، مبيناً ماهية الإدارة الساحلية، وأهميتها في التنمية الساحلية المستدامة، وركز فيها على ساحل مدينة غزة، وعلى مرسى الصيد فيها، والمشكلات البيئية المتعلقة به وسبل الحد منها، ووقف المهندس بهاء الدين الأغا –مدير الإدارة العامة للسياسة والتخطيط البيئي في سلطة جودة البيئة- على تلوث البيئة البحرية والساحلية في قطاع غزة، مبيناً خطورة قذف المياه العادمة والنفايات الصلبة والتعديات على استدامة البيئة البحرية والساحلية، وتناول المهندس الأغا سبل الحد من التلوث، وأكد على أهمية تكاثف وتضافر الجهود لوقف التلوث وتحسين إدارة البيئة البحرية والساحلية، وشارك الدكتور عبد الرؤوف المناعمة –أستاذ الأحياء الدقيقة الطبية بقسم التحاليل الطبية بالجامعة- بورقة عمل حول التلوث الميكروبي لمياه ورمال الشاطئ في قطاع غزة، وأجمل مصادر التلوث الميكروبي في المياه العادمة، وورث الحيوانات، وأشار الدكتور المناعمة إلى مخاطر تلوث البحار بالميكروبات على الصحة العامة.