
انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة فعاليات الأسبوع الصحفي الثاني الذي ينظمه قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وتستمر فعاليات الأسبوع حتى التاسع من آيار/ مايو الجاري، وانعقدت الجلسة الافتتاحية للأسبوع في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة بحضور الدكتور يحيى السراج –نائب رئيس الجامعة للشئون الإدارية، والدكتور وليد عامر –عميد كلية الآداب، والدكتور طلعت عيسى –رئيس قسم الصحافة والإعلام، والأستاذ الدكتور جواد الدلو – أستاذ الصحافة بكلية الآداب، وشارك في الجلسة الافتتاحية عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة “الفيديو كونفرنس” الإعلامي وضاح خنفر –رئيس منتدى الشرق، ومدير شبكة الجزيرة سابقاً، وحضر الجلسة الافتتاحية ممثلون عن الوكالات والمؤسسات والمراكز الإعلامية في قطاع غزة، ولفيف من الصحافيين والعاملين في الحقل الإعلامي، وجمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة في قسم الصحافة والإعلام.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للأسبوع الصحفي الثاني، عبر الدكتور السراج عن فخر الجامعة الإسلامية بتخريج عدد كبير من الصحافيين والصحافيات الذين قدموا نموذجاً واضحاً وناجحاً في البذل والعطاء، وتبوءوا العديد من المواقع المرموقة محلياً وإقليمياً ودولياً، وحصدوا العديد من الجوائز والمسابقات المحلية والدولية، وقال الدكتور السراج: “قبل أكثر من عقد من الزمان كنا نتابع الأخبار والصحف وبالكاد نجد صحافي فلسطيني مميز، وكنا نستقي الأخبار من الصحافيين الأجانب وبعض الصحافيين العرب المتفوقين، أما الآن أصبحنا نفخر بصحافيي وصحافيات فلسطين”، ولفت الدكتور السراج إلى أن النجاح في العمل له ثمن، وأن الاستمرار والمحافظة على النجاح له ثمن أكبر، مشيراً إلى عوامل نجاح العمل الصحفي، ومنها: الأمانة، والصدق، والموضوعية، وأوضح الدكتور السراج أن الصحفي الحر هو الذي يجاهد بالكلمة ويؤثر على المجتمع والقادر على تغيير الواقع إلى واقع أفضل، مشيراً إلى دور الصحافة و أثرها في المجتمع .
صورة فلسطين الحقيقية
بدوره، أكد الدكتور عامر أن الاحتفال باليوم العالمي للصحافة الذي يصادف الثالث من آيار/ مايو من كل عام يبرز الانتهاكات التي تمارس بحق الصحافيين، والمؤسسات الصحافية، ويذكر بالصحافيين الشجعان الذين ضحوا من أجل رفعة وطنهم، إلى جانب تزويد الأمة بالحقائق والصور الصادقة، ووقف الدكتور عامر على دور الاحتلال في نشر الأكاذيب للعالم عبر اطلاق الإذاعات والقنوات التلفزيونية، وعلق الدكتور عامر آماله على صحافيي اليوم والمستقبل باعتبارهم يمثلون صوت الشعب في نشر صورة فلسطين الحقيقية، وإبراز السمات الحضارية والفكرية والتاريخية للشعب الفلسطيني، وقدر الدكتور عامر لقسم الصحافة والإعلام جهوده البناءة في إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة، مثنياً على دور القسم الفاعل في إعداد وتأهيل صحافيي المستقبل.
مهمة وطنية عليا
من جانبه، أوضح الدكتور عيسى أن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة يأتي احتفاءً بصحافيي وصحافيات فلسطين الذي يقدمون يومياً أروع الأمثلة في العمل الصحفي المميز، ويبذلون في سبيل كلمتهم الحرة وصورتهم المعبرة الكثير من البذل والعطاء والدماء، وبين الدكتور عيسى أن الصحافي الفلسطيني تقع على عاتقه مهمة مزدوجة تتمثل في أنه يكافح في سبيل حريته ومهنته وبشكل يضمن إيصال كلمته الحرة إلى الجمهور، ويعمل بجدية في مهمة وطنية عليا وهي الدفاع عن قضيته العادلة وإيصال صورتها للعالم أجمع، وكشف ممارسات الاحتلال وزيف ادعاءاته التي يحاول إقناع العالم بها، وأكد الدكتور عيسى أن الصحافي الفلسطيني في هذا اليوم لا يبالي بالاحتفالات ولا بالمهرجانات بل انطلق في مهمته لإيصال رسالته وليلتقط الصورة المعبرة والكلمة المؤثرة من أجل التعبير عن هموم الشعب وآماله، وليرسم صورة الأمل والمستقبل.
الرؤية الاستراتيجية للأحداث
من ناحيته، لفت الإعلامي خنفر إلى أن الإعلام يمثل بالنسبة للصحافي العربي الفلسطيني قضية حياة ورسالة، أما بالنسبة لباقي الصحافيين مجرد مهنة لها قواعدها وأخلاقياتها، وأوضح الإعلامي خنفر أن الصحافي لا يستطيع أن يكون مبدعاً وخلاقاً إن لم يكن مدركاً لحقائق السياسة، ويمتلك الرؤية الاستراتيجية للأحداث، وأشار إلى أهمية تقوية العلاقات مع العلوم السياسية والاجتماعية والتاريخ باعتبارها ضرورة وفرض عين على الصحفي المتميز لاستخراج كنوز المعرفة ونقلها إلى العالم، ونصح الإعلامي خنفر طلبة الإعلام في الجامعات الفلسطينية بالتفكير الجاد في نوعية الرسالة التي يودون إيصالها للمجتمع من خلال الاحتكام إلى قواعد المهنة والالتزام بروح المجتمع، وقال الإعلامي خنفر: “ينبغي علينا أن نُبقي أنظارنا وأسماعنا على نبض الشارع، وأن نلتزم بالبيئة التي نراها حولنا، وأن نجتمع على القيم الكبرى نحو تحديد الهدف والمصير، ووقف على الأمور الواجب الالتزام بها حتى يكون الخبر دقيقاً ومنضبطاً، ومنها: صدق المصادر، والابتعاد عن التوظيف السياسي.
وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية، افتتح الدكتور السراج، والدكتور عامر، والدكتور عيسى، والأستاذ الدكتور الدلو، فعاليات معرض الصور المصاحب للأسبوع الصحفي الثاني، ويضم المعرض عدداً كبيراً من الرسوم و الصور الفوتوغرافية لصحافيين متميزين وطلبة تعبر عن الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.
وعلى هامش فعاليات اليوم الأول للأسبوع الصحفي الثاني، انعقدت ندوة متخصصة حول حرية الصحافة في فلسطين، وأقيمت الندوة في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الدكتور طلعت عيسى– رئيس قسم الصحافة والإعلام، والدكتور أيمن أبو نقيرة– نائب رئيس قسم الصحافة والإعلام، مدير الندوة، والأستاذ الدكتور جواد الدلو – أستاذ الصحافة بقسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب، والأستاذ غسان رضوان – مدير عام الإنتاج الإعلام في المكتب الإعلامي الحكومي، والأستاذ حمدي شقورة– من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وحضر الندوة جمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة في القسم.
من جانبه، تحدث الأستاذ الدكتور الدلو عن أهمية العمل الصحفي ودوره في نقل المعلومات والحقائق للناس باعتباره يؤدي درواً مهماً في الرقابة وتشكيل الرأي العام والتعبير عن أمال وآلام الجماهير، ووقف الأستاذ الدكتور الدلو على صور من انتهاكات الاحتلال ضد الصحافة وحرية التعبير عن الرأي، واستعرض الأستاذ الدكتور الدلو بعض البنود في القانون الأساسي الفلسطيني التي تؤكد على ضمان حرية التعبير عن الرأي، ولفت إلى بعض الإجراءات القمعية التي تعرضت لها الحركة الصحفية في فلسطين منذ العهد العثماني إلى وقتنا الحاضر.
بدوره، تحدث الأستاذ رضوان عن دور المؤسسات الرسمية في تعزيز الحريات الصحفية، وأكد أن الحرية الإعلامية بند أساسي في كل الدساتير والقوانين العالمية، وبين أن العمل الصحفي في قطاع غزة يمثل أفضل حالاته بالنسبة للسنوات التي مرت، ولفت الأستاذ رضوان إلى أن القطاع يشهد ازدهاراً في العمل الإعلامي من خلال بروز الكثير من المؤسسات الإعلامية التي حصلت على تراخيص للعمل، وأفاد بوجود أكثر من (270) مؤسسة إعلامية حصلت على تراخيص للعمل خلال الأعوام الخمس الماضية .
من ناحيته، وقف الأستاذ شقورة على دور المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في مراقبة وتوثيق الانتهاكات، واستعرض الأستاذ شقورة بعض الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ودور المركز في إبراز هذه الانتهاكات في المجتمع الدولي، وبيّن الأستاذ شقورة أن الانتهاكات زادت حدتها في ظل الانقسام الذي يشهده المجتمع الفلسطيني منذ أكثر من خمسة أعوام.