
طالب أكاديميون ومختصون شاركوا في ورشة عمل نظمها قسم الأحياء بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع الإدارة العامة للبيطرة والإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة بوضع الخطط الوقائية المعتمدة على التقصي الوبائي للأمراض المعدية التي تصيب الثروة الحيوانية، ولفتوا إلى أهمية مراقبة مزارع وأسواق الحيوانات ذات الطابع الإنتاجي في قطاع غزة بشكل دوري للكشف المبكر عن الأمراض التي تصيب الحيوانات، وأكدوا على ضرورة توفير اللقاحات والعلاجات اللازمة للتحصين ضد الأمراض الحيوانية المختلفة مع التأكد من جودة تلك اللقاحات، ووقفوا على ضرورة تطوير قدرات الكادر البيطري سواء في مجال رصد الأوبئة أو التشخيص، ودعوا إلى إصدار تشريعات قانونية للتحصين الإجباري للحيوانات ضد الأمراض المعدية، والعمل على إعادة النظر في تصميم الحظائر وضرورة ملائمة الإنشاءات للمعايير الصحية الدولية، جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها قسم الأحياء بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع الإدارة العامة للبيطرة والإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة تحت عنوان: “مخاطر الإصابة بالحمى القلاعية في قطاع غزة وسبل الوقاية منها”، وانعقدت الورشة في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور معالي الدكتور محمد الأغا –وزير الزراعة، والدكتور كمالين شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، والدكتور نظام الأشقر –عميد كلية العلوم، والدكتور عبد الفتاح عبد ربه –رئيس اللجنة التحضيرية لورشة العمل، وممثلون عن وزارة الزراعة، ومنظمة الفاو، وسلطة جودة البيئة، وجامعة الأزهر، وجمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بكلية العلوم.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لورشة العمل، أثنى معالي الدكتور الأغا على دور الجامعة الإسلامية في عقد الأنشطة المشتركة مع مختلف قطاعات المجتمع والتي تبرز القضايا التي يعاني منها المجتمع في محاولة منها لوضع الحلول المناسبة لتلك القضايا، وأوضح معالي الدكتور الأغا أن الهدف الرئيس من موضوع الورشة يكمن في حماية الصحة العامة، وحماية البيئة، وحماية الحيوان، ولفت معالي الدكتور الأغا إلى الجهود التي بذلت من قبل الطواقم الفنية والإدارية في وزارة الزراعة، وجهود منظمة الفاو، وبعض الجهات المعنية في التصدي لمرض الحمى القلاعية الذي انتشر مؤخراً في قطاع غزة، وقدر معالي الدكتور الأغا للمؤسسات الأهلية والحكومية والإقليمية والدولية جهودهم التي ساهمت في التصدي لمرض الحمى القلاعية، وبين معالي الدكتور الأغا أن أحد أهم الأهداف في مواجهة المرض ليس فقط الحفاظ على الصحة العامة بل حفظ الأمن الغذائي.
الخدمة الدائمة والمستدامة
بدوره، أكد الدكتور شعث على عمق العلاقة التي تربط الجامعة الإسلامية بوزارة الزراعة والتي من أبرز مخرجاتها عقد الأنشطة اللامنهجية المشتركة التي تساهم في توفير الخدمة الدائمة والمستدامة للمجتمع الفلسطيني، ووقف الدكتور شعث على دور الجامعة نحو توسيع نطاق خدماتها مع تجويد وتعميق هذه الخدمات لتطال مختلف قطاعات المجتمع، ولفت الدكتور شعث إلى دور الجامعة في تطوير القطاع الزراعي، مشيراً إلى الخطوات العملية التي اتخذتها الجامعة في هذا الاتجاه، ومنها: افتتاح قسم “الانتاج النباتي” بكلية العلوم مطلع العام الدراسي القادم 2013-2012م، والتعاون مع جامعة قناة السويس فيما يخص الأمور الزراعية والبيئة، وتكثيف الزيارات الخارجية بما يسهم في دعم القطاع الزراعي في فلسطين.
سلامة الإنتاج
من جانبه، أفاد الدكتور الأشقر بأن مرض الحمى القلاعية يهدد انتاج الحيوانات مصدر الغذاء المهم للإنسان نظراً لسرعة انتشاره وعدوته، مشيراً إلى دور بعض البلدان التي انتشر فيها المرض في استئصال هذا المرض والتصدي له، ولفت الدكتور الأشقر إلى أهمية عقد الحملات التوعوية من أجل الوقاية من هذا المرض، ولمنع انتشار المرض من خلال الرقابة على المنتج ومنع الأسواق العشوائية ومنع نقل الحيوانات المصابة، وأوضح الدكتور الأشقر أن التقاء المختصين من المؤسسات المختلفة يزيد من فرص التعاون لحل القضايا المجتمعية وتوظيف العلوم الأساسية في المجالات التطبيقية التي تخدم التنمية، وتعزز الوسائل السلمية لضمان سلامة الإنتاج، وتحدث الدكتور الأشقر عن دور الكلية في طرح القضايا العلمية التي لها علاقة وثيقة بالجوانب التنموية والصحية والتطبيقية من خلال إعداد وتنفيذ الأنشطة العلمية والبرامج الأكاديمية الداعمة لأهداف الجامعة.
خزان العدوى
من ناحيته، أوضح الدكتور عبد ربه أن الحيوانات تعتبر خزان العدوى ووسيلة الانتقال لأكثر من (200) مرضاً تعرف بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وعرّفها على أنها مجموعة من الأمراض التي تصيب الحيوان ويمكن أن تنتقل منه إلى الإنسان بوسائل مختلفة، وبين الدكتور عبد ربه أن خطورة الأمراض الحيوانية تؤثر على الصحة العامة والثروة الحيوانية وعلى مصادر الغذاء للإنسان، واستعرض الدكتور عبد ربه مجموعة من الأمثلة على هذه الأمراض الحيوانية، ومنها: السالمونيلا والبروسيلا، وداء الكلب والطاعون، والحمى الصفراء، وأنفلونزا الطيور، وجنون البقر، وحمى الوادي المتصدع وغيرها، وأشار الدكتور عبد ربه إلى الهدف الرئيس من عقد الورشة وهو متابعة القضايا العلمية الحيوية عامةً، والقضايا البيئية والصحية التي تخص البيئة الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني خاصة.
السلالة الفيروسية (SAT2 )
وفيما يتعلق بالمحاضرات العلمية التي انعقدت خلال الورشة والتي ترأسها الدكتور كمال النبريص –رئيس قسم الأحياء بكلية العلوم بالجامعة، فقد شارك الدكتور عبد الرؤوف المناعمة –الأستاذ المشارك في الميكروبيولجيا الطبية بقسم التحاليل الطبية بكلية العلوم بالجامعة- في المحاضرة العلمية الأولى بورقة عمل حول السلالة الفيروسية الجديدة (SAT2 ) للإصابة بالحمى القلاعية المنتشرة حالياً في جمهورية مصر العربية، وبين الدكتور المناعمة أن الفيروس المسبب للحمى القلاعية ينتمي إلى عائلة الفيروسات البيكورناوية، مشيراً إلى تركيبه، وطريقة تكاثره، ومدى مقاومته للظروف البيئية، وتطرق الدكتور المناعمة إلى العوامل المستخدمة في التطهير، بالإضافة إلى طرق انتقال الفيروس التي تتضمن التماس المباشر بين الحيوانات وتلوث الغذاء أو الشراب، ولفت الدكتور المناعمة إلى أن فترة احتضان الفيروس تتراوح بين (2-8) أيام، مبيناً أهم الطرق المخبرية المستخدمة في تشخيص الحمى القلاعية، وطرق الوقاية منها، مثل: تطعيم الحيوانات، ووضع القيود التي تحد من انتشارها في مزارع الحيوانات في قطاع غزة.
الحمى القلاعية .. الأعراض والتشخيص
وقدم الدكتور أحمد الجرف –مدير المختبر البيطري في وزارة الزراعة- في المحاضرة العلمية الثانية ورقة عمل حول مرض الحمى القلاعية من حيث الأعراض والتشخيص والعلاج والوقاية، وأوضح الدكتور الجرف أن السلالة (SAT2 ) من فيروسات الحمى القلاعية التي تتميز بسرعة انتشارها، وعدم تأثرها بالمطهرات، وأجمل الدكتور الجرف أعراض المرض في انتشار الكسل والخمول، ونقصان الوزن والشهية، وظهور بثور وتقرحات في مناطق الفم، بالإضافة إلى رغاوة الفم وسيل اللعاب، وطرح بعض الطرق العلاجية الخاصة بالحمى القلاعية.
مخاطر الحمى القلاعية
وتحدث المهندس طاهر أبو حمد –مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة- في المحاضرة العلمية الثالثة- عن مخاطر الحمى القلاعية على قطاع الإنتاج الحيواني في قطاع غزة، وأشار إلى الآثار الاقتصادية لمرض الحمى القلاعية لتتضمن تهديد الأمن الغذائي والثروة الحيوانية، وتأثر التجارة الدولية نظراً لانخفاض انتاج الألبان واللحوم الحمراء وتأخر نمو الماشية، إلى جانب التكاليف المترتبة على إجراءات الحجر الصحي والوقاية من المرض، وبين المهندس أبو حمد أن الكشف المبكر للحمى القلاعية من شأنه أن يعزز الإجراءات والتدابير المتعلقة بمواجهة المرض وتقليل الخسائر.
وزارة الزراعة والحمى القلاعية
وفي المحاضرة الرابعة استعرض الدكتور زكريا الكفارنة –مدير عام الإدارة العامة للخدمات البيطرية والإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة- استعدادات وزارة الزراعة للتعامل مع مرض الحمى القلاعية، مبيناً أن طرق وإجراءات المكافحة للمرض يحددها الوضع الوبائي للمرض نفسه في أي دولة، وأوضح أن خطورة هذا المرض تكمن في سرعة انتشاره، وخسائره الاقتصادية الناجمة عن نقص الألبان واللحوم، ووقف الدكتور الكفارنة على طرق مكافحة المرض، ومنها: التلقيحات الإجبارية، والذبح لإزالة مصدر المرض والحيوانات المصابة ولمنع انتشار المرض بالإضافة إلى الحد من نقل الحيوانات خارج الأماكن المصابة، وتحسين البنية التحتية لمزارع الحيوانات ذات الطابع الإنتاجي.