نظم قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية ندوة حول واقع وآفاق الهدنة مع الاحتلال على ضوء الخبرة التاريخية، وانعقدت الندوة في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الدكتور وليد عامر –عميد كلية الآداب، والدكتور نهاد الشيخ خليل –رئيس قسم التاريخ والآثار، والدكتور أحمد الساعاتي، والدكتور سامي أبو زهري –عضوا هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار، وجمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بالقسم.
من جانبه، لفت الدكتور عامر إلى أهمية عقد الأنشطة اللامنهجية المساندة للمناهج الدراسية في دعم وتطوير البنية التعليمية لدى الطلبة، مبيناً دورها في تعزيز ثقافة الطالب الجامعي، وتدعيم قدراته ومواهبه، ووقف الدكتور عامر على محطات من تاريخ الهدنة وأهميتها في الإسلام، وتحدث عن أهمية الصُلح في غزوات الصحابة والتابعين، واستعرض آراء وأقوال العلماء والأئمة في الصلح والهدنة التي تضمن المصلحة العامة للمسلمين.
بدوره، أوضح الدكتور الشيخ خليل أن عقد الندوة يأتي في إطار سعي القسم نحو تفعيل النقاش التاريخي للقرارات المصيرية، وبين أن الرؤية التاريخية تتراكم من خلالها الخبرة والتجربة ويستطيع الإنسان أن يستخلص طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه.
وتطرق الدكتور الساعاتي إلى صفات اليهود وأخلاقياتهم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنها: الغدر، الخيانة، والجدل، ونكث العهود، ولفت الدكتور الساعاتي إلى أن أخلاقياتهم ظهرت ممارسة وسلوكاً في أرض فلسطين من خلال ارتكابهم المجازر والمذابح، وتشريد الأهالي، وتدمير البنى التحتية، ووقف الدكتور الساعاتي على الفرق بين مصطلحي الهدنة والتهدئة، مبيناً أن الهدنة تكون بين الجيوش المتحاربة، وأن التهدئة تكون كوقف الاعتداء بين الطرفين، وتحدث الدكتور الساعاتي عن شروط وثوابت الهدنة، موضحاً أن الهدنة لها تأصيل شرعي وتنفيذها لا يتناقض مع الحفاظ على الثوابت.
واستعرض الدكتور أبو زهري تجربة صلاح الدين الأيوبي في الهدنة مع الاحتلال الصليبي، وأوضح أن هدنة الرملة التي وقعت بين صلاح الدين الأيوبي والصليبيين قريبة من الواقع المعاصر، وتتحدث عن عدو متشابه، وبين الدكتور أبو زهري أن هدنة الرملة ليست الهدنة الوحيدة التي وقعها صلاح الدين، وأن كل الهدن كانت مؤقتة ومسقوفة بزمن معين، وهدفها تحقيق مشروع الوحدة وتحرير الأمم، ووقف على الانتصارات التي حققها صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين، واستخدامه لأوراق القوة في التفاوض مع العدو، وأشار الدكتور أبو زهري إلى الهدف الرئيس من إعلان الاتفاق والصلح بين المسلمين والصليبيين وهو عجز كلا الطرفين عن حسم الصراع.