
انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة فعاليات المؤتمر التربوي الثالث الذي تعقده كلية التربية بالتعاون مع عمادة البحث العلمي ووحدة الجودة بالجامعة تحت عنوان: “الجودة في التعليم العام الفلسطيني كمدخل للتميز”، ومن المقرر أن تتواصل فعاليات المؤتمر الذي يعقد في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بدعم وتمويل من الندوة العالمية للشباب الإسلامي يومي الثلاثاء والأربعاء الثلاثين والحادي والثلاثين من تشرين أول/أكتوبر 2007م.
وقد حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر معالي النائب المهندس جمال ناجي الخضري –النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، وأعضاء مجلس الأمناء، والدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي، وعطوفة الدكتور محمد أبو شقير –وكيل وزارة التربية والتعليم، ونواب رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور محمود أبو دف –عميد كلية التربية، والأستاذ الدكتور فؤاد العاجز –رئيس اللجنة التحضيرية، والدكتور عليان الحولي –رئيس اللجنة العلمية، والأستاذ الدكتور عبد الغني عبود-المفكر التربوي، ضيف المؤتمر، الذي شارك عبر الفيديو كونفرنس من جمهورية مصر العربية، والمهندس عبد الرحيم العبادلة – رئيس مجلس أمناء الندوة العالمية للشباب الإسلامية في قطاع غزة، وأعضاء مجلس الجامعة الإسلامية، ومساعدو نواب رئيس الجامعة، وعدد كبير من الأكاديميين، والباحثين، والتربويين، ومدراء المدارس، وجمع غفير من طلاب وطالبات كلية التربية.
تشكيل لجان الجودة
وقد ذكر النائب المهندس الخضري أن الجامعة الإسلامية كانت سباقة في تشكيل لجان للجودة في مجال التعليم العالي، مؤكداً أن هذه اللجان كان لها دورها في جعل الجامعة الإسلامية تتبوأ مكانة متقدمة بين الجامعات العربية والعالمية، وتحدث النائب المهندس الخضري عن كلية التربية باعتبارها كلية رائدة في الجامعة تساهم في رفد الحقل التربوي بالتربويين المؤهلين، ووقف النائب المهندس الخضري على الجهود التكاملية التي تجمع أسرة الجامعة الإسلامية، وأوضح أن انعقاد المؤتمر التربوي للبحث في تحسين وتعزيز التعليم العام يؤكد على عزيمة التربويين و المؤسسات على تجويد التعليم العام، ودعم القيم والمبادئ الإسلامية.
الجودة ومناخ التنمية
وقد ثمن الدكتور شعت الجهود التي حققها الأستاذ الدكتور عبد الله عبد المنعم خلال مسيرته الطويلة في وزارة التربية والتعليم العالي.
وأوضح الدكتور شعت أن المؤتمر يعتبر لبنة جديدة فوق لبنات أخرى وضعتها كلية التربية في مجال البناء والبحث العلمي، واستعرض الأنشطة العلمية لكلية التربية، واعتبر الدكتور شعت انعقاد المؤتمر التربوي الثالث حلقة في سياق سلسلة الأنشطة التي تقوم بها الجامعة الإسلامية في مجال خدمة المجتمع.
وأثنى الدكتور شعت على روح الفريق الواحد التي جمعت مختلف اللجان التي شاركت في الإعداد والتحضير للمؤتمر، وأكد على قدر المؤتمر الكبير الناتج عن موضوعه، وبين الدكتور شعت أن آفات التخلف تتمثل في: الفقر، والجهل، والمرض، مشدداً أن القضاء عليها يتم من خلال التعليم، وأضاف الدكتور شعت أن تناول الجودة في التعليم العام يتناول قلب المشاكل، وذلك سعياً لإيجاد مناخ ملائم للتنمية في المجتمع.
خطة منهجية
من جانبه، تحدث الدكتور أبو شقير عن الأعمال التي تقوم بها كلية التربية في الجامعة وفق خطة منهجية تعكس فلسفتها الناجحة، وأشار إلى الإنجازات العلمية المختلفة للكلية، وأكد الدكتور أبو شقير على أن البحث العلمي يشكل ركيزة أساسية في تنمية المجتمع الفلسطيني في وقت تتضاعف فيه المعرفة، بشكل يتطلب مواكبة المستجدات، وتابع الدكتور أبو شقير أن كلية التربية أفلحت في اختيار موضوع المؤتمر، واستعرض الدكتور أبو شقير جملة من الأعمال التطوير التي تطرحها الوزارة، ومنها:إعادة تأهيل معلمي التعليم الأساسي، ولفت إلى مشروع إيجاد المعلم الأول في وزارة التربية والتعليم، إلى جانب مشروع منح رخصة مزاولة مهنة التعليم لخريجي كلية التربية.
مدخلات الجودة
ودعا الأستاذ الدكتور عبود إلى معاملة المدرسين معاملة كريمة، وأوصى المدرسين بنقل رسالة المعاملة الكريمة إلى الأبناء ترسيخاً لمبدأ التكامل بين الأسرة التعليمية، وتحدث الأستاذ الدكتور عبود عن المسئولية المشتركة للطفل والمعلم والبيئة المحيطة، وتناول الأستاذ الدكتور عبود مدخلات عملية الجودة، مركزاً على الطفل باعتباره أحد مدخلاتها، وأوصى الأسرة التربوية بالتحول إلى نماذج بشرية متقدمة، ولفت إلى دور المدرس الكبير، وطالب الأستاذ الدكتور عبود بضرورة مراعاة الإتقان في الحياة، وأرجع ذلك لكونها تسيير بمعايير ثابتة أساسها الدين الإسلامي الحنيف.
الجودة المطلوبة والمعلم القادر
بدوره، تحدث الأستاذ الدكتور أبو دف عن حرص كلية التربية على التميز وتحقيق الجودة المطلوبة في المنتج التعليمي، وإعداد المعلم القادر على أداء رسالته بكفاءة، وأشار إلى اهتمام الكلية بمراجعة وتقويم برامجها في ضوء معايير الجودة الشاملة، واستحداث برامج جديدة استجابة لمتطلبات سوق العمل.
وبخصوص انطلاق المؤتمر، أوضح الأستاذ الدكتور أبو دف أن المؤتمر ينطلق من تعاليم الدين الإسلامي الذي يحث على إخلاص العمل وإحكامه، فضلاً عن تشجيعه التطوير الذاتي، والتحسين المستمر المعتمد على المبادرة الذاتية، والإحساس المرهف بالمسئولية.
وبين الأستاذ الدكتور أبو دف توصية الباحثين في الحقل التربوي بالإطلاع على مفردات التراث التربوي الإسلامية الغني في محتواه الشامل والمتنوع في عناصره، موضحاً أن ذلك لا يتعارض مع الانفتاح على تجارب المعاصرين بما يكفل تحقيق الأصالة، والحفاظ على الهوية، وتحقيق الجودة، وتحسين نوعية المخرج التعليمي.
أبحاث ومشاركات المؤتمر
من ناحيته، ذكر الأستاذ الدكتور العاجز أن المؤتمر يعرض ثلاث وعشرين ورقة بحثية محكمة شارك في إعدادها (40) باحثاً من النخبة والمختصين والباحثين والمهتمين في مجال التعليم وجودته، وأوضح الأستاذ الدكتور العاجز أنه يشارك في المؤتمر باحثون من الجامعة الإسلامية، وجامعة الأزهر، وجامعة الأقصى، وجامعة القدس المفتوحة –منطقة غزة التعليمية، وجامعة الخليل، وكلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية، علاوة على وزارة التربية والتعليم، ووكالة الغوث الدولية.
بيان التربويين
وقد تلا الدكتور سمير قوتة – رئيس قسم الإرشاد النفس والتوجيه التربوي في كلية التربية- بياناً باللغتين العربية والإنجليزية حول تأثير الحصار المضروب على قطاع غزة على الجوانب التربوية والنفسية، بين فيه الآثام السلبية للحصار على الصحة النفسية للطلبة والمدرسين مما أثر سلباً على العملية التربوية والتعليمية في قطاع غزة، وناشد باسم المشاركين في المؤتمر المم المتحدة ومنظماتها المختلفة، خاصة منظمة اليونسكو، ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل لرفع هذا الحصار باعتباره منافياً لحقوق الإنسان في الحرية والعبادة.