
نظم قسم البيئة وعلوم الأرض بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع جمعية المهندسين الزراعيين يوماً دراسياً حول الزراعة المائية الانتاجية ومستقبلها في محافظات غزة، وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الدكتور نظام الأشقر –عميد كلية العلوم، والأستاذ سمير حرارة –رئيس قسم البيئة وعلوم الأرض، والمهندس يونس الزيتونية –رئيس جمعية المهندسين الزراعيين في قطاع غزة، وشارك في فعاليات اليوم الدراسي عبر تقنية الدائرة التلفزيونية المغلقة “الفيديو كونفرس” من الأردن كل من: المهندس جمال راتب، والمهندس أحمد البس –من نقابة المهندسين الزراعيين الأردنيين، وحضر اليوم الدراسي جمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بالقسم، ولفيف من المهندسين الزراعيين، وممثلون عن جامعة الأزهر، ووزارة الزراعة، وجمع من المهتمين والمعنين بالقطاع الزراعي.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، أكد الدكتور الأشقر أن القضية التي يتناولها اليوم الدراسي تعبر عن الاهتمام بقضايا التنمية المستدامة، مشيراً إلى المرتبة المتقدمة التي حصلت عليها الجامعة الإسلامية في التصنيف الدولي للجامعات حسب مفاهيم الاستدامة، وبين الدكتور الأشقر أن التقدم الذي حازت عليه الجامعة يضاعف من المسئولية نحو العمل على استثمار المقدرات الطبيعية بما يحقق الحياة الكريمة والاكتفاء الذاتي وبما يحفظ للأجيال القادمة مستقبلاً أمناً، وبما يوفر العلاج الأمثل لمشاكل البيئة وقضاياها، وأوضح الدكتور الأشقر مساهمة كلية العلوم في تعزيز مفاهيم التنمية المستدامة من خلال الدعم العلمي والبحثي والشراكة مع مؤسسات المجتمع المختلفة وتقديم المشاريع التي تسهم في تطوير هذا الجانب، إضافة إلى توظيف الطاقات في مجالي الزراعة والبيئة، وتحدث الدكتور الأشقر عن أهمية الزراعة المائية في تربية وإنتاج أنواع مختلفة من النباتات المنتجة والأجيال المائية بما يسهم في إيجاد مردود اقتصادي واستثماري متعدد الجوانب وهو ما يتطلب منظومة من العمل الإداري والتقني لأجل الاستفادة الاقتصادية والتي تعالج مشاكل التضخم السكاني وحاجته للغذاء.
من جانبه، لفت الأستاذ حرارة إلى أهمية الزراعة المائية في إمكانية الزراعة في أي مكان بغض النظر عن طبيعة التربة الموجودة في المنطقة المراد الزراعة فيها، ووقف الأستاذ حرارة على احتياجات النباتات المزروعة في الأرض من النيتروجين الفوسفور والبوتاسيوم والمواد المغذية الأخرى من التربة لكي تنمو وتزدهر بطريقة سليمة، وأوضح الأستاذ حرارة أن الزراعة المائية تتم بإنبات النباتات بدون تربة من خلال وضع المزروعات في أوعية مملؤة بالماء، وإضافة مواد مغذية بعد توفير مصدر للضوء والحرارة، وتطرق الأستاذ حرارة إلى مميزات الزراعة المائية في إعادة استخدام الماء والأسمدة الزائدة عن حاجة النبات، والتقليل من استخدام المبيدات وخاصة المستخدمة لمكافحة الآفات التي تستوطن التربة من حشرات وفطريات.
من ناحيته، قدر المهندس الزيتونية لنقابة المهندسين الزراعيين في الأردن ولكلية العلوم بالجامعة الإسلامية جهودهم الحثيثة في خدمة وتطوير القطاع الزراعي، وثمن المهندس الزيتونية دور قسم البيئة وعلوم الأرض في تنظيم اليوم الدراسي الذي يعد الأول من نوعه في قطاع غزة في مناقشة موضوع الزراعة المائية التي انتشرت في بعض البلدان المتقدمة مؤخراً، وعلق أماله في نقل تجربة الزراعة المائية في البلدان المتقدمة إلى قطاع غزة نظراً لفوائدها الجمة في تطوير القطاع الزراعي، وبين المهندس الزيتونية أهمية التواصل والتعاون بين الجهات المعنية في تطوير قطاعات المجتمع والوقوف على أهم المشاكل التي تواجهه ووضع الحلول المناسبة لتلك المشاكل.
ونقل المهندس راتب تحيات الشعب الأردني إلى الشعب الفلسطيني، وأبدى استعداد نقابة المهندسين الزراعيين الأردنيين للتواصل المستمر، وتقديم الخدمات التي تسهم في تطوير القطاع الزراعي في فلسطين، واعتبر المهندس راتب التعاون مع الجهات المعنية في قطاع غزة أحد المداخل لتأدية الواجب نحو أبناء الشعب الفلسطيني.
محاور اليوم الدراسي
وفيما يتعلق بمحاور اليوم الدراسي، فقد تحدث المهندس أحمد البس –من نقابة المهندسين الزراعيين الأردنيين- في المحور الأول عن تجربة المزارع المائية في المملكة الأردنية، وأوضح ماهية الزراعة المائية، ومكونات التربة، وممارسات الإنسان الخاطئة فيما يتعلق باستخدام التربة، وتطرق المهندس البس إلى تاريخ الزراعة بدون تربة، والوسائط المستخدمة في هذه الزراعة وهي، المعدنية، والعضوية، والمعدنية والعضوية معاً، وتناول الأستاذ الدكتور سمير عفيفي –عضو هيئة التدريس بقسم البيئة وعلوم الأرض في المحور الثاني تأثير التغيرات المناخية على مصادر المياه، ولفت إلى مرتكزات مشروع كليمب الممول من الاتحاد الأوروبي في نطاق برنامج الإطار السابع FP7 المخصص للأبحاث، واستعرض الأستاذ الدكتور عفيفي تحليلاً لخرائط حديثة مأخوذة بالأقمار الصناعية لقطاع غزة تم الحصول عليها من خلال المشروع تبين استخدامات الأراضي والغطاء النباتي في فترات متتابعة على قطاع غزة.
وقدم المهندس نزار الوحيدي –مدير عام التربة والمياه في وزارة الزراعة – في المحور الثالث ورقة عمل حول الزراعة المائية، واختبار إمكانية اعتماد الزراعة المائية كنظام إنتاج غذائي في قطاع غزة، مشيراً إلى نقاط الضعف والقوة، والمخاطر، والفرص المتاحة في هذا الموضوع، واستعرض المهندس الوحيدي عبر الصور التوضيحية نماذجاً من الزراعة المائية في الدول النامية.
وتطرق المهندس جمال عابد –عضو جمعية المهندسين الزراعيين – في المحور الرابع إلى طرق تحضير واستخدام المحلول المغذي، ووقف على أهم مميزات نظام الزراعة الأرضية، وأهم عيوبها، والعناصر الغذائية للنبات، وعرف المهندس عابد المحلول المغذي على أنه محلول يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو النبات وبنسب متوازنة مع بعضها البعض، وتحدث عن الشروط الواجب توافرها في المحلول المغذي، ومنها: تركيز الأملاح، والإتزان الأيوني بين العناصر المغذية الكبرى الستة في المحلول، وأشار المهندس عابد إلى العوامل المؤثرة على اختيار التركيز المناسب للعناصر في المحلول المغذي.