
انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة أعمال أسبوع التراث الفلسطيني “تراثنا.. ذاكرة الأجداد” الذي ينظمه مركز عمارة التراث “إيوان” بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع رابطة الفنانين الفلسطينيين، وبدعم من مجموعة الاتصالات الفلسطينية، ومؤسسة القدس الدولية –فلسطين، بمناسبة اليوم العالمي لحماية التراث الإنساني والذي يصادف الثامن عشر من نيسان /أبريل من كل عام، وتستمر فعاليات أسبوع التراث الفلسطيني أيام الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر والثامن عشر من نيسان/ أبريل الجاري، ويصاحب فعالية افتتاح أسبوع التراث افتتاح معرض التراث الفلسطيني “حكايا زمان”، وأقيم حفل الافتتاح في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة بحضور معالي الدكتور يوسف المنسي –وزير الإسكان والأشغال العامة، والثقافة، ومعالي الدكتور محمد المدهون –وزير الثقافة، والشباب والرياضة، ومعالي النائب جمال ناجي الخضري –رئيس مجلس الأمناء، والأستاذ الدكتور محمد شبات –نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، وأعضاء من مجلسي الأمناء والجامعة، والأستاذ الدكتور شفيق جندية –عميد كلية الهندسة، ورئيس أسبوع التراث الفلسطيني الأول، والدكتور نبيل الصوالحي –نائب عميد كلية الهندسة، وعريف الحفل، والدكتور محمد الكحلوت –مدير مركز عمارة التراث “إيوان”، ورئيس اللجنة التحضيرية للأسبوع، والمهندس يونس أبو سمرة –مدير عام مجموعة الاتصالات الفلسطينية، وممثلون عن الوزارات والبلديات والمؤسسات الخاصة والعامة المعنية بمجال الحفاظ على التراث المعماري، ولفيف من العاملين في القطاع الهندسي، وجمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بكلية الهندسة.
معاني الانتماء والإدارة
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للحفل، أطلق معالي الدكتور المدهون على أسبوع التراث الفلسطيني الأول الذي ينظمه مركز “إيوان” مسمى “مشروع حضاري وفني وإبداعي وثقافي”، معبراً عن عمق الحضارة والتاريخ الذي يمثله تنظيم هذا الأسبوع، ولفت معالي الدكتور المدهون إلى أن المشاركة الفاعلة لمؤسسات المجتمع الفلسطيني في فعاليات الأسبوع لها دلالة واضحة في تأكيد معاني الانتماء والإدارة والعزيمة والاعتزاز بالتراث الحضاري، وأضح معالي الدكتور المدهون أن إقامة هذا المعرض تحت مسمى “حكايا زمان” يجسد الواقع الجديد لفلسطين بزيادة الارتباط بالمجد القديم، ويساهم في صيانة العمق الحضاري والتاريخي للشعب الفلسطيني، وبين معالي الدكتور المدهون أن ما تتعرض له المقدسات الإسلامية من السرقة والتزييف والتهويد يمثل معركة العقل التي تحتاج إلى تكاثف الجهود العربية والدولية من خلال التأكيد على أحقية الفلسطينيين بامتلاك هذا التراث العريق، وقدر معالي الدكتور المدهون للجامعة الإسلامية مساهمتها الواضحة في تحقيق النمو الحضاري والتي استحقت من ورائها أن تكون الأولى عربياً على مستوى علاقاتها الواسعة مع المجتمع.
لبنة أساسية
بدوره، أكد معالي النائب الخضري على المعاني التي يمثلها عقد أسبوع التراث الفلسطيني في الدعوة إلى الحفاظ على التراث المعماري والموروث الثقافي لفلسطيني، والعمل من أجل الحاضر والمستقبل، إلى جانب إبراز دور الجامعة في رعاية مسيرة العلم في فلسطين والتشجيع على التميز والإبداع في مختلف الميادين، وأوضح معالي النائب الخضري أن الجامعة الإسلامية تركز في عملها على ثلاثة محاور رئيسة، وهي: التعليم الأكاديمي، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، مبيناً أن الحفاظ على التراث، والتقدم في كافة المجالات الحياتية، والحفاظ على العلاقات لبنة أساسية ومهمة من لبنات الوحدة الوطنية، وأثنى معالي النائب الخضري على جهود كلية الهندسة في عقدها للأنشطة الفاعلة في المجتمع الفلسطيني، وقال: “كلية الهندسة نموذجاً يحتذى به في التفوق والإبداع والابتكار”، ودعا معالي النائب الخضري الجهات المعنية والمختصة بحفظ التراث المعماري لدعم الأنشطة التي تسهم في حفظ الهوية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، وحّيا معالي النائب الخضري الأسرى البواسل الذين يستعدون لخوض معركة “الأمعاء الخاوية” داخل سجون الاحتلال.
الحضارة البشرية
من ناحيته، أوضح الأستاذ الدكتور شبات أن إحياء اليوم العالمي للتراث بإقامة أسبوع التراث الفلسطيني بهذه الصورة يؤكد اهتمام كلية الهندسة في الحفاظ على التراث الأصيل وعلى بقايا الحضارة الإسلامية العربية الفلسطينية، ووقف الأستاذ الدكتور شبات على محاولات الاحتلال سرقة أشكال وأنماط التراث الإسلامي وادعاؤهم بأنه تراث وعادات قديمة لهم، ولفت الأستاذ الدكتور شبات إلى أن عنوان الأسبوع يعكس جزءً كبيراً من دور ورسالة الجامعة التي تسعى لأن تكون جسراً للتواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأن تكون عنواناً للتقارب بكل ما من شأنه أن يخدم ويقدم للبشرية ما يساعد في حل مشاكلها، وقال الأستاذ الدكتور شبات: “نحن نتطلع إلى اليوم الذي تزيد فيه مشاركتنا في الحضارة البشرية المستقبلية بنصيب أكبر، وهذا يتطلب جهداً أكبر، لذا ندعو الشباب والباحثين والدارسين للعمل بجد ونشاط ليضعوا بلدهم على خارطة العالم والعلمية والحضارية”.
مقدرات الأمة
من جانبه، بين الأستاذ الدكتور جندية أن شعار الأسبوع “تراثنا.. ذاكرة الأجداد” يعبر عن صمود الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى دور الشعب الفلسطيني في الدفاع عن مقدرات الأمة بشكل عام وعلى تراثه وموروثه الثقافي والمعماري بشكل خاص، وأكد الأستاذ الدكتور جندية أن الحفاظ على التراث واجب ديني وحضاري ووطني، وأن من يفرط فيه يفقد الأحقية في العيش على هذه الأرض المباركة، وأوضح الأستاذ الدكتور جندية أن الحفاظ على الثروة والمقدسات الإسلامية شكل من أشكال الصمود والتحدي للظروف التي تتعرض لها الأمة، وعبر الأستاذ الدكتور جندية عن سعادته بالإنجازات التي حققها مركز عمارة التراث “إيوان”، وعن تجاوزها لأزمة قصف وتدمير المركز خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وقدر لأسرة كلية الهندسة جهودها في تيسير العملية الأكاديمية داخل الكلية، وسعيها نحو تطوير أقسامها رغم الصعوبات التي مرت وتمر بها.
المواقع الأثرية
وتناول الدكتور الكحلوت الفعاليات التي يتضمنها أسبوع التراث الفلسطيني الأول، وهي: افتتاح معرض التراث الفلسطيني “حكايا زمان”، وانطلاق الجداريات، وجولة ميدانية في البلدة القديمة، وعقد يوم دراسي حول الحفاظ على مراكز المدن التاريخية، وتنظيم مهرجان “إيوان” للأفلام الوثائقية، وأفاد الدكتور الكحلوت أن الأسبوع سيستمر لأربعة أيام بمشاركة عدد كبيرة من المؤسسات التي تعمل في مجال حفظ التراث، ووقف الدكتور الكحلوت الهدف الرئيس من إنشاء المركز وهو الحفاظ على التراث، وسعيه للحفاظ على هذا الهدف من خلال التشبيك مع المؤسسات الفاعلة بعقد الاتفاقيات وتنظيم الأنشطة اللامنهجية، وتحدث الدكتور الكحلوت عن إنجازات مركز “إيوان” والتي تتمثل في ترميم البيوت والمواقع الأثرية في قطاع غزة، وعقد المؤتمرات العلمية الدولية، والأيام الدراسية، والدورات والبرامج التدريبية، وتنظيم الحملات التوعوية.
معرض “حكايا زمان”
وبعد انتهاء حفل افتتاح أسبوع التراث الفلسطيني الأول، افتتح معالي الدكتور المنسي، ومعالي الدكتور المدهون، ومعالي النائب الخضري، والأستاذ الدكتور شبات، والأستاذ الدكتور جندية، والدكتور الكحلوت، ومعرض التراث الفلسطيني “حكايا زمان” المصاحب لفعاليات الأسبوع، ويشارك في المعرض نحو (24) وزارةً، ومؤسسةً، وجمعيةً، وفناناً، ويضمن المعرض العديد من الأركان، ومنها: المقتنيات الأثرية، والفخار، والملابس التراثية، والآثار والأرابيسك، والبسط والنول، والأكلات الشعبية، والرسم على الزجاج، والشغولات الجبسية، والمطرزات والخيزران .. وغيرها.