أوصى أكاديميون ومختصون ضمن فعاليات الاحتفال بيوم المياه العالمي بالحفاظ على الثروة المائية ومكافحة مظاهر تلوثها وتبني ثقافة ترشيد استهلاكها، وناشدوا المؤسسات والبلديات المعنية والعاملين في قطاع المياه بتكاثف الجهود لحماية المصادر المائية أملاً في تحقيق التنمية والأمن المائي للمجتمع الفلسطيني، ولفتوا إلى مخاطر وملامح الأزمة المائية التي تواجه المجتمع الفلسطيني، وأوضحوا أن الزيادة السكانية المطردة، وتسارع وتيرة التنمية، وتغير أنماط الاستهلاك والتلوث، والإدارة غير السليمة لموراد المياه تمثل أهم الضغوطات التي تواجه الموارد المائية على المستويين المحلي والعالمي، ووقفوا على التحديات التي تواجه الكثير من المناطق في العالم تجاه ندرة الموارد المائية الطبيعية المتجددة، وضعف تجدد مخزون المياه الجوفي، جاء ذلك ضمن فعاليات احتفال كلية العلوم بالجامعة الإسلامية بيوم المياه العالمي الذي يصادف الثاني والعشرين من آذار/ مارس من كل عام، ونظمت الكلية الاحتفال بمشاركة سلطة جودة البيئة، وسلطة المياه، وبدعم من جمعية نور المعرفة الخيرية، وقد انعقدت فعالية الاحتفال في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الدكتور نظام الأشقر –عميد كلية العلوم بالجامعة الإسلامية، والدكتور يوسف إبراهيم –رئيس سلطة جودة البيئة، والمهندس محمد أحمد –مدير عام سلطة المياه، وجمع من المختصين والمهتمين بقطاع المياه، وأعضاء من هيئة التدريس بكلية العلوم، وقسم الهندسة البيئية، وطلبة من كليتي العلوم والهندسة .
محدودية الموارد المتاحة
من جانبه، أوضح الدكتور الأشقر أن الاحتفال بيوم المياه العالمي الذي أقُر في العام 1992م من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً عالمياً تحتفي به دول العالم بتكثيف الجهود والأنشطة التي تهدف إلى زيادة الاهتمام بمصادر المياه وإدارتها والمحافظة عليها، وترشيد استخدامها بتوعية مستخدميها، وعزا الدكتور الأشقر اهتمام دول العالم بالمياه إلى محدودية الموارد المتاحة من المياه وصعوبة الحصول على الحد الأدنى منها، وضعف تكافؤ توزيعها وسوء استخدامها وإدارتها، والنمو السكاني المتسارع، والتغيرات البيئية القائمة، وبين الدكتور الأشقر على الهدف الرئيس من الاحتفاء بيوم المياه العالمي للعام 2011م يكمن في تركيز الاهتمام العالمي نحو التطورات الصناعية والنمو السكاني الذي يصاحب المناطق الحضرية والعمرانية، والآثار الناجمة عن التغيرات المناخية، ولفت الدكتور الأشقر إلى أهم الضغوطات التي تواجه الموارد المائية على المستويين المحلي والعالمي، ومنها: الزيادة السكانية المفردة، وتسارع وتيرة التنمية وتغير أنماط الاستهلاك والتلوث، والإدارة غير السلمية لموارد المياه.
التحدير العمراني
بدوره، تحدث الدكتور إبراهيم عن معالم ومخاطر الأزمة المائية في فلسطين والمتمثلة في: تناقص كمية المياه ، والتمدن والتحضر، وزيادة النمو السكاني، وأوضح الدكتور إبراهيم أن المشكلة المائية في فلسطين ليست بعيدة عن الظروف العالمية تجاه التحدي العمراني، والزيادة السكانية، والتغير المناخي، وأفاد الدكتور إبراهيم أن نسبة العجز سنوياً في إجمالي استهلاك المياه في قطاع غزة تصل إلى (80) مليون م2، وأن الأزمة المائية تساوي حوالي (50%) عجزاً في الخزان الجوفي، واستعرض الدكتور إبراهيم نتائج دراسة أجرتها سلطة جودة البيئة حول تأثير ظاهرة التغير المناخي على قطاع غزة، ومنها: أن درجات الحرارة تتجه نحو الصعود، وأن كميات سقوط الأمطار من 1/11 وحتى 1/4 من كل عام تنخفض بشكل ملحوظ، والتغير الملحوظ في ملامح النظام الزراعي.
مياه المدن والتحدي العمراني
من ناحيته، لفت المهندس أحمد إلى أن شعار يوم المياه العالمي للعام 2011م والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان: “مياه المدن استجابة للتحدي العمراني” فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه قطاع المياه، وتذكير أصحاب القرار بضرورة إيجاد الحلول الملائمة لإدارة المياه في مدن المنطقة، وبين المهندس أحمد أن تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة ساهمت في انحصار نصيب الفرد من مياه الشرب بحيث لا تتجاوز (80) لتراً في اليوم الواحد وهو ما يشكل نصف ما هو مسموح به في معايير منظمة الصحة العالمية، وناشد المهندس أحمد المؤسسات والبلديات المعنية والعاملين في قطاع المياه بتكاثف الجهود لحماية المصادر المائية في فلسطين أملاً في تحقيق التنمية والأمن المائي للمجتمع الفلسطيني.
واقع المياه في قطاع غزة
وتخلل فعاليات الاحتفال بيوم المياه العالمي للعام 2011م، انعقاد ثلاث محاضرات علمية، حيث تناول المهندس مازن البنا –مدير عام مصادر المياه في سلطة المياه- في المحاضرة العلمية الأولى تحديات وحلول واقع المياه في قطاع غزة، وعرض رسم توضيحي يبين امتدادات الأحواض الجوفية في الأراضي الفلسطينية، وقدم المهندس البنا مجموعة من البيانات والإحصائيات تبرز توزيع مصادر المياه للأحواض المائية في الضفة وقطاع غزة، وتحدث المهندس البنا عن أحواض المياه الجوفية، وأحواض المياه السطحية، ومصادر المياه في الضفة الغربية وقطاع غزة.
إدارة المياه في المناطق الحضرية
وتطرق المهندس بهاء الدين الأغا –من سلطة جودة البيئة- في المحاضرة العلمية الثانية إلى تحديات وطرق إدارة المياه في المناطق الحضرية، ولخص المهندس الأغا الهدف من يوم المياه العالمي 2011م في: تركيز الاهتمام العالمي نمو التحديات والفرص التي يواجهها العالم في قطاع إدارة المياه والصف الصحي في المناطق الحضرية، إضافة إلى حث صناع القرار على اتخاذ إجراءات لمواجهة التحديات القائمة في قطاع المياه والصرف الصحي في المدن، وأجمل المهندس الأغا تحديات يوم المياه العالمي 2011م في: التحضير العمراني، والصرف الصحي والتلوث، والحكومات والإدارة، والاستثمار والتمويل، والتغير المناخي والتأثيرات البيئية، ولفت المهندس الأغا إلى الأثر المتوقع لظاهرة تغير المناخ على شرق المتوسط، ومنها: ارتفاع متوسط الحرارة، وانخفاض معدلات سقوط الأمطار، وتأخر موسم الأمطار، وازدياد عدد وشدة الحوادث المناخية، وارتفاع مستوى البحر.
مياه الشرب في قطاع غزة
واستعرض الدكتور زياد أبو هين –نائب عميد كلية العلوم، عضو هيئة التدريس بقسم البيئة وعلوم الأرض- واقع وحالة مياه الشرب في مدينة غزة، وأجمل الدكتور أبو هين مصادر المياه في قطاع غزة في الأمطار، والموارد المائية السطحية، والمياه الجوفية، وأوضح أن معدل الإنتاج من المياه الجوفية صيفاً يقدر بحوالي (2.700.000) متر مكعب شهرياً، وأن معدل استهلاك الفرد يومياً (100-120) لتر، وأرجع الدكتور أبو هين أزمة المياه السطحية إلى الاحتلال الإسرائيلي، وغياب الإدارة المنظمة للمياه السطحية، وضعف البنية التحتية أو غيابها أحياناً، ولفت الدكتور أبو هين إلى الاحتياجات اللازمة لضمان وصول مياه آمنة صحياً للمواطنين، ووسائل ترشيد استهلاك المياه، وتحدث عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها لترشيد استخدام المياه.