
أوصى أكاديميون ومختصون في يوم دراسي نظمه فرع الجامعة الإسلامية جنوب قطاع غزة وكلية أصول الدين بضرورة ضبط الفتوى العلمية الصادرة عن بعض المفتيين بالضوابط الشرعية في مسألة الثورات الشعبية السلمية من خلال الجمع بين فهم النصوص الشرعية وفهم الواقع المعاش، وطالبوا بأهمية ترشيد الثورة من قبل علماء الأمة ومفكريها، وبينوا أهمية تثقيف أجيال الأمة بالقضايا الفكرية المتعلقة بالثورات، عبر الجامعات والمؤسسات والمناهج الدراسية، وأجمعوا على ضرورة مواكبة الحركات الإسلامية والأحزاب السياسية للواقع الذي تحياه الأمة، والنظر إلى المتغيرات الواقعة بمرونة.
جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمه فرع الجامعة الإسلامية جنوب قطاع غزة وكلية أصول الدين, تحت عنوان: “الثورات الشعبية العربية…الأبعاد الشرعية والسياسية والآثار المستقبلية”، وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بفرع الجامعة جنوب قطاع غزة , بحضور النائب يحي العبادسة- عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، والدكتور محمد الأغا- عميد فرع الجنوب, والدكتور محمد بخيت- عميد كلية أصول الدين, وجمع من العلماء وقانونيين وأعضاء لجان الإصلاح والعشائر، وأعضاء من هيئة التدريس في كلية أصول الدين، وطلبة من الكلية.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، لفت النائب العبادسة إلى أهمية استيعاب الكليات الشرعية للتحولات الحادثة في المنطقة وايلائها الاهتمام اللازم من خلال الدراسة والبحث, وأوضح النائب العبادسة أن التغيرات الحادثة في منطقة الشرق الأوسط تهدف إلى تعزيز مساحة الحرية والمشاركة في الحكم وصناعة القرار.
من جانبه, تحدث الدكتور الأغا عن أهمية متابعة القضايا محط الاهتمام بإبعادها الاجتماعية والفكرية والاقتصادية, وبين الدكتور الأغا دور المفكرين وعلماء الدين البارز في تأصيل الأحداث السياسية في المنطقة من منظور إسلامي, مشيراً إلى أهمية اليوم الدراسي بتزامنه مع الذكرى الثالثة والستون للنكبة.
بدورة, لفت الدكتور محمد بخيت- عميد كلية أصول الدين, إلى دور الجامعة الإسلامية في المساعدة على عقد المؤتمرات والأيام الدراسية التي تواكب القضايا العامة محط الاهتمام، ومناقشتها بأسلوب علمي جاد.
الجلسة الأولى
وبخصوص الجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقدت أعمال اليوم الدراسي على مدار جلستين علميتين حيث ترأس الجلسة العلمية الأولى الدكتور إسماعيل الأسطل– عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والقانون, وتحدث فيها الأستاذ رائد شعث- عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين, عن حقوق الحاكم وواجباته في الشريعة الإسلامية, وأوضح الأستاذ شعث أن الغاية الكبرى من وراء تنصيب الحاكم تكمن في إقامة شرع الله تعالى في الأرض، وتطرق الأستاذ محمد الأسطل- من التوجيه السياسي والمعنوي, إلى حكم الخروج على الحاكم, وضوابطه في الفقه الإسلامي, وعرض الأستاذ فتحي العبادسة- عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين, جولة في الآيات القرآنية والسنة النبوية المتعلقة بالثورة على الظالمين, ووقف على ثورة الرسل والأنبياء وخروجهم على واقع أقوامهم بأمر من الله، بينما تحدث الأستاذ محمد الفرا- عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والقانون عن الثورات العربية وإشكالية التكيف الفقهي معها, ولفت إلى موقف الإسلام من الظلم والظُّلاَّم في ضوء نصوص الكتاب والسنة, مبيناً حقيقة الموقف الشرعي من الثورات الشعبية العربية السلمية.
الجلسة الثانية
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية لليوم الدراسي، فقد ترأسها الدكتور سليمان المزين- عضو هيئة التدريس في كلية التربية, وتحدث الأستاذ إبراهيم أبو شبيكة- عضو هيئة التدريس في كلية الآداب, عن نشأة الثورات وجذورها في التاريخ الإسلامي, وبين أحوال الدولة الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وما دار بعد وفاته من أول اجتماع في “سقيفة بني ساعده”, وأشار إلى الشروط اللازم توفرها في من يتولى الخلافة والقواعد العامة لنظام الحكم، وتناول الدكتور عدنان أبو عامر- عميد كلية الآداب في جامعة الأمة, الثورات العربية من ناحية الأبعاد السياسية والسيناريوهات المتوقعة, وتحدث الدكتور وليد المدلل- عضو هيئة التدريس في كلية التجارة, عن حضور القضية الفلسطينية في أجندة الثورات العربية, وتطرق الدكتور زكريا السنوار- عضو هيئة التدريس في كلية الآداب, إلى الثورات العربية وتوقعات التحولات الاجتماعية, ولفت إلى أن الحدث التاريخي يتكون حين يمتزج الزمان بالمكان ، واعتبر الدكتور السنوار الإنسان هو المحرك الرئيس للحدث التاريخي من خلال تفاعله الإيجابي أو السلبي مع الزمان والمكان، وأوضح أهم الآثار الاجتماعية المتوقعة للثورات العربية وانعكاساتها على المنطقة بشكل كامل.