انطلقت في مدينة غزة أعمال المؤتمر العلمي التربية التكنولوجية وتكنولوجيا التعليم، والذي ينعقد ضمن مشروع “تحسين جودة برامج إعداد معلمي التربية التكنولوجية بجامعات وكليات قطاع غزة” والممول من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن تتواصل أعمال المؤتمر الذي تعقده جامعة الأقصى بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بغزة، والكلية الجامعية للعلوم المهنية والتطبيقية، وكلية فلسطين التقنية بدير البلح في فندق جراند بلاس يومي الأربعاء والخميس السابع والعشرين والثامن والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر 2010م، وقد حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدكتور سلام الأغا –القائم بأعمال رئيس جامعة الأقصى، وأعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني، وأعضاء من مجالس أمناء الجامعات الفلسطينية، وعمداء الكليات، والدكتور نعمات علوان –رئيس المؤتمر، عميد كلية التربية بجامعة الأقصى، والأستاذ الدكتور عليان الحولي –عميد كلية التربية بالجامعة الإسلامية، المتحدث باسم الجامعات الشريكة، والدكتور رائد الحجار –رئيس اللجنة التوجيهية، رئيس دائرة ضمان الجودة بجامعة الأقصى، والدكتور حسن الحجار –رئيس اللجنة التحضيرية، والدكتور هاني نجم –منسق مشروع التعليم العالي في البنك الدولي- غزة، والدكتور أشرف الميمي –من صندوق تطوير الجودة بوزارة التربية والتعليم العالي عبر دائرة الفيديو كونفرنس، والدكتور أسامة الميمي –المتحدث الرسمي للمؤتمر من جامعة بيرزيت عبر الفيديو كونفرنس، ورؤساء لجان المؤتمر، وأعضاء هيئة التدريس بكليات التربية، وممثلون عن وزارة التربية والتعليم العالي، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وطلبة الدراسات العليا بكليات التربية.
ثمرة عمل جماعي
واعتبر الدكتور الأغا المؤتمر ثمرة عمل جماعي قامت به الجامعات والكليات الشريكة، وذكر أنه يمثل لقاءً علمياً وعملياً وفكرياً وتربوياً، وأضاف الدكتور الأغا أن المؤتمر يجمع كفاءات متميزة من مختلف مؤسسات التعليم ويسلط الضوء على قضايا جوهرية معاصرة في تكنولوجيا التعليم والجودة الشاملة والتعليم الإلكتروني.
وأكد الدكتور الأغا على أهمية مساندة البحث العلمي الذي يعد من أهم مرتكزات التطوير الجامعي والمجتمعي، وأوضح أن البحث العلمي يؤدي إلى النهوض والرقي بمجالات عمل المؤسسات بما يحدثه من أثر إيجابي وتفاعلي، وأشار الدكتور الأغا إلى أن العصر يشهد اليوم سمات وخصائص تتضح في متغيرات نوعية وكمية وبانفتاح غير مسبوق على العالم، ودعا إلى الاستفادة من الثورة المعلوماتية والتكنولوجية في تطوير العملية التعليمية.
التكنولوجيا تتجه نحو التعليم
من ناحيته، دعا الدكتور علوان إلى الاهتمام الكبير بوسائل التكنولوجيا الحديثة في المؤسسات التعليمية، وأكد على أهمية وضع برامج التكنولوجيا في مقدمة برامجها العليا، وحث الدكتور علوان على الاستفادة من تجارب الدول في تقديم النافع في المدارس والمؤسسات، ونوه إلى أن الطلبة يقضون وقتاً داخل المدارس وهم بحاجة إلى الاطلاع، ولفت إلى أنه يمكن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تطوير معارفهم والتدريب والإنتاج.
وشدد الدكتور علوان على أن الشراكة التي تحققت بين الجامعات والكليات وتوجت بالمؤتمر العلمي قد أثرت المشاريع وانعكست آثارها على المستفيدين من مخرجاتها، وشكر الدكتور علوان الجهات الداعمة للمشروع في الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق تطوير الجودة بوزارة التربية والتعليم العالي والجامعات والكليات المشاركة في مشروع التربية التكنولوجية.
منظومة دعائم التعليم
وفي كلمته باسم الجامعات والكليات الشريكة، أكد الأستاذ الدكتور الحولي على أهمية تطوير منظومة دعائم التعليم، وأوصى بالاهتمام بالبحث العلمي وتوفير قاعدة علمية تكنولوجية، إلى جانب تطوير نظم التقويم والامتحانات والمناهج، واقترح الأستاذ الدكتور الحولي تطوير الخطط الأكاديمية لبرامج كليات التربية في الجامعات الفلسطينية، وحث على الاستفادة من المناهج الفلسطينية الحديثة والاتجاهات العربية ورأي خبراء المناهج ورأي الخريجين في برامج إعداد المعلمين وغيرها من الجهات المعنية، وبين الأستاذ الدكتور الحولي أهمية إعداد برامج تدريبية لأساتذة كليات التربية، واقترح رفع مفتاح القبول بكليات التربية في الجامعات الفلسطينية إلى (70%) كحد أدنى، وطالب الجامعات الفلسطينية بدعم البنية التحتية بكليات التربية في الجامعات، وإنشاء مدارس نموذجية تابعة لكليات التربية بالجامعات لتدريب المدرسين والطلبة.
التربية التكنولوجية
من جهته، أوضح الدكتور النجار أن المؤتمر يأتي في إطار تشجيع البحث العلمي في مجال التربية التكنولوجية وبرامجها سيما أن كثير من الدول قامت بإدخال منهاج التربية التكنولوجية (التكنولوجيا) كمقرر إلزامي لطلبتها في مراحل التعليم العام، كما بدأت المؤسسات الأكاديمية بفتح البرامج المتعلقة بإعداد المعلمين لتطبيق هذا المنهاج، وأضاف الدكتور النجار أنه انسجاماً مع التطور العلمي والتكنولوجي الحاصل، تعقد كلية التربية بجامعة الأقصى بالتعاون مع الجامعة الإسلامية، والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وكلية فلسطين التقنية بدير البلح، مؤتمر التربية التكنولوجية وتكنولوجيا التعليم ؛ وذلك ضمن مشروع “تحسين جودة برامج إعداد معلمي التربية التكنولوجية بجامعات وكليات قطاع غزة” والممول من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.
ذكر الدكتور النجار أن المؤتمر يعنى بتشجيع البحث العلمي، وتبادل الخبرات بين الباحثين في محاور وموضوعات المؤتمر، وأوضح الدكتور أنه سيقدم خلال الجلسات الثماني التي سيتضمنها المؤتمر (26 ) بحثاً وورقة علمية موزعة على محاور المؤتمر الخاصة بالتربية التكنولوجية وتكنولوجيا التعليم.
تثمين مبدأ الشراكة
بدوره، قدر الدكتور الحجار مبدأ الشراكة بين الجامعات والكليات والذي يوصل إلى الشمولية والتكامل في العمل، ويحقق العمل التفاعلي، وقدم الدكتور الحجار تعريفاً بمشروع تحسين جودة برامج إعداد معلم التربية التكنولوجية بجامعات وكليات قطاع غزة، وأوضح الدكتور الحجار أن المشروع أثمر تجهيز مختبرات علمية، وتزويد المكتبات بكتب ومراجع في التربية التكنولوجية، وتطوير الكادر البشري، والتدريب على استخدام نظام إدارة التعلم والفصول الافتراضية، والوسائط المتعددة لأغراض التعليم، وتطوير مساقات لبيئة التعليم الإلكتروني، وتأسيس منتدى التربية التكنولوجية وتكنولوجيا التعليم، واعتبر الدكتور الحجار أن المؤتمر يقدم دراسات قيمة ويتيح المجال لمناقشات علمية وصولاً إلى رؤية شاملة.
صندوق تطوير الجودة
وفي كلمته عبر الفيديو كونفرنس أشار الدكتور أشرف الميمي إلى أن مشروع تحسين جودة برامج إعداد معلم التربية التكنولوجيا بجامعات وكليات قطاع غزة الذي ينفذ بدعم من صندوق تطوير الجودة “QIF” والممول من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي يعتبر أحد ستة مشاريع نفذت ضمن أعمال الدورة الرابعة لأعمال الصندوق، وذكر الدكتور الميمي أن هناك ثورة هائلة في التكنولوجيا تتنافس فيها الدول، ودعا الدكتور الميمي إلى الاهتمام بتكوين شخصية المعلم المنتجة التي تعتمد على التفكير المنظم والمنطقي والتكنولوجيا كأداة ووسيلة للوصول إلى الهدف الحقيقي من تنمية التعليم.
واستعرض الدكتور أسامة الميمي في محاضرته العلمية المختصة التي ألقاها أمام الجلسة الافتتاحية الاحتياجات اللازمة لتأهيل المتعلمين، وواقع بيئة التعليم، ووقف على نظام التربوي الفلسطيني لافتاً إلى وجود موارد عديدة يمكن الاستفادة منها في عمليات التطوير.
الجلسة الأولى
وبخصوص الجلسة الأولى للمؤتمر، فقد ناقشت دراسات وتقارير مشروع التربية التكنولوجية، وترأسها الدكتور رائد الحجار، وفيها قدم الدكتور محمد حمدان –ورقة عمل حول دراسة بعنوان: “تقويم وتطوير برامج التربية التكنولوجية في جامعات وكليات قطاع غزة”، وتناول الدكتور أكرم العجلة تقييم احتياجات منهاج التربية التكنولوجية في المدارس الفلسطينية وسبل تطويرها، ووقف الدكتور عوض قشطة على مقترح لتطوير جودة برامج التربية العملية والتدريس المصغر في برنامج التربية التكنولوجية بجامعات وكليات قطاع غزة.
الجلسة الثانية (أ)
وفيما يتعلق بالجلسة الثانية (أ) التي خصصت للتعليم الإلكتروني فقد ترأسها الدكتور يحيى أبو دحروج، وفيها استعرض الدكتور سعيد أبو حرب والأستاذ أكرم فروانة واقع استخدام المنتديات التعليمية غير التزامنية من قبل طلبة الصف العاشر الأساسي، وتطرق الدكتور أحمد اللوح إلى دور المنتديات التعليمية الإلكترونية في تطوير الكفايات التدريسية لدى المعلم الفلسطيني في ضوء متطلبات جودة المعلم، وناقش الدكتور عصام اللوح والدكتور عبد الكريم فرج الله مدى ممارسة المشرف الأكاديمي للأدوار المنوطة به في التعليم الإلكتروني بجامعة القدس المفتوحة.
الجلسة الثانية (ب)
وبشأن الجلسة الثانية (ب) والتي ناقشت مستحدثات تكنولوجيا التعليم، فقد ترأسها الدكتور إسماعيل الفرا، وفيها تناول كل من الدكتور حسن النجار والأستاذ شادي أبو عزيز والأستاذ أحمد أبو سويرح واقع استخدام معلمي الثانوية العامة بمحافظات غزة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التدريس، وتحدث الدكتور محمود الرنتيسي والدكتور زكي مرتجى عن واقع مراكز مصادر التعلم بمدارس وكالة الغوث الدولية بمحافظات غزة من وجهة نظر المشرفين عليها وسبل الارتقاء بها، ووقف الدكتور محمد حمدان على مستوى فهم طلبة اللغة الإنجليزية بجامعة الأقصى لتقنيات التعليم والتعلم.