كلية الشريعة والقانون وجمعية القدس للبحوث والدراسات الإسلامية ِتعقدان يوماً دراسياً حول حماية النسل من الأمراض الوراثية

كلية الشريعة والقانون وجمعية القدس للبحوث والدراسات الإسلامية ِتعقدان يوماً دراسياً حول حماية النسل من الأمراض الوراثية

 

نظمت كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع جمعية القدس للبحوث والدراسات الإسلامية يوماً دراسياً بعنوان: “حماية النسل من الأمراض الوراثية”، وحضر الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي الذي انعقد في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية الأستاذ الدكتور ماهر الحولي –عميد كلية الشريعة والقانون، والأستاذ الدكتور مازن هنية –رئيس لجنة الإفتاء بالجامعة، رئيس مركز البحوث والدراسات الإسلامية، رئيس اليوم الدراسي، والأستاذة منال العشي –رئيس اللجنة التحضيرية، وحضر اليوم الدراسي أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني، وممثلون عن وزارة الأوقاف والشئون الدينية، ورجال إصلاح، وأكاديميون، وباحثون، وأطباء.

تحقيق مصالح النفس البشرية

وذكر الأستاذ الدكتور الحولي أنه توجد دلالة واضحة على اهتمام كلية الشريعة والقانون بالمواضيع محط اهتمام المجتمع الفلسطيني، وأضاف أن اليوم الدراسي يظهر المسئولية الكبيرة التي تقع على عاتق العلماء في سبيل البحث فيما يخدم مصلحة الناس، وأكد الأستاذ الدكتور الحولي أن الشرعية الإسلامية جاءت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد عن النفس البشرية.

الأفق الأرحب للشريعة الإسلامية

بدوره، أوضح الأستاذ الدكتور هنية أن اليوم الدراسي يعالج قضية تتعلق بالتطور العلمي في أحد المجالات العلمية، وأشار إلى أن اليوم الدراسي يهدف إلى معالجة خصوصية قضية حماية النسل من الأمراض الوراثية، وإقرار الأفق الأرحب للشريعة الإسلامية التي لا تقف عند حد ما، بل تمتد برحابتها وعمتها لتشمل الحياة مهما تعقدت، وأضاف الأستاذ الدكتور هنية أن حفظ النسل أحد الكليات الخمس التي خطت الشريعة لها منهاجاً في حفظها، موضحاً أنه يمكن الحفظ في إيجاد النسل الصالح ومنعه من الهلاك، ودعا الأستاذ الدكتور هنية إلى التحديث والتجديد في التعامل مع قضية النسل والأمراض الوراثية لتغير الحيثيات، وعدم مطابقتها لحيثيات عصور العلماء الأوائل.

وأشارت الأستاذة العشي إلى أن أحكام الشريعة الإسلامية تظهر عناية الإسلام بالنسل من خلال الدعوة للاغتراب بالزواج وحسن اختيار الزوجة وحرمة زواج المحارم.

الجلسة الأولى

وانعقدت أعمال اليوم الدراسي على مدار جلستين علميتين، حيث ناقشت الجلسة الأولى حقيقة المرض الوراثي وآثاره، وترأس الجلسة الأستاذ عاطف أبو هربيد، وفيها تحدث الدكتور أسامة أبو الوفا عن ماهية المرض الوراثي وخطورته، وعرض الدكتور أبو الوفا بعض آثار ومخاطر المرض الوراثي، مثل: توارث المرض عبر الأجيال، وحدوث تشوهات خلقية دائمة مصاحبة للمرض الوراثي، وإنجاب أطفال قد يكونون مصابين بتخلف عقلي على أثر مرض وراثي معين، إلى جانب بعض الأمراض الوراثية التي تشكل خطراً على حياة الطفل المصاب، ووقف الدكتور أبو الوفا على المعاناة الدائمة للطفل المصاب طيلة فترة حياته، والمعاناة الدائمة لأهل المريض و الذي يحتاج لعناية خاصة و رعاية دائمة، وتطرق إلى التكاليف الاقتصادية الباهظة للأهل و الدولة في النفقة على احتياجات المريض الحياتية و العلاجية.

وتحدث الدكتور أنور الشيخ خليل عن أثر المرض الوراثي على النسل، وأوضح الدكتور الشيخ خليل سبل الوقاية من الأمراض الوراثية، والتي تتحقق من خلال الحد من ظاهرة زواج الأقارب، والفحص قبل الزواج، والاكتشاف المبكر أثناء الحمل، والاكتشاف المبكر بعد الولادة، وتقديم الاستشارة الوراثية، وبين الدكتور الشيخ خليل أن العلم أثبت بالدليل القاطع أن تكرار زواج الأقارب يؤدي إلى انتشار الأمراض الوراثية في النسل، والتي يؤدي بعضها إلى التخلف العقلي، وضمور العضلات، وتكسر كرات الدم، ونوه إلى أن بعض هذه الأمراض يؤدي إلى إعاقات شديدة والبعض الآخر يؤدي إلى الوفاة المبكرة.

الجلسة الثانية

وفيما يتعلق بالجلسة الثانية فقد تناولت التدابير الشرعية لمنع المرض الوراثي، وترأستها الأستاذة إيمان بركات، وفيها شارك الأستاذ عمر نوفل بورقة عمل حول منع إتمام عقد الزواج بسبب المرض الوراثي وأوصى بإجراء الفحص الطبي للأمراض الوراثية للمقبلين على الزواج، ودعا إلى منع إتمام إجراء عقد الزواج بسبب الأمراض الوراثية، وتوسيع دائرة الفحص الطبي وأن لا يقف عند مرض الثلاسيميا فقط، و نشر ثقافة فوائد الفحص الطبي والتشجيع عليه وسط المجتمعات عبر الجامعات والمدارس وغيرها.

وتحدث الأستاذ الدكتور مازن هنية والأستاذة منال العشي عن منع الإنجاب بسبب المرض الوراثي، وأكدا أن الإنسان هو أعظم مقدرات الأمم فيجب أن تبذل الأمم لأجله كل ما تملك ليكون قوياً وسوياً، وأوصيا بإنشاء مؤسسات صحية متخصصة تهتم بالأمراض الوراثية، وتقدم الإرشاد للمجتمع وللأزواج بما يساهم في حفظ الزواج ومن ثم الإنجاب على جهة سليمة، وتكون هذه المؤسسات قادرة على المتابعة إذا حدثت مشكلة بسبب الأمراض الوراثية، وطالبا القائمين على وسائل الإعلام بالعمل على نشر الثقافة الطبية وخصوصاً تلك التي تتعلق بالحياة الزوجية والنسل وإظهار خطورة الأمراض الوراثية التي باتت تهدد بهدم ضرورة من الضرورات الخمس وهي حفظ النسل، وبينا أهمية إنشاء لجنة شرعية طبية تتبع لهيئة كبار العلماء للبت في القضايا الطبية الخاصة بالأمراض الوراثية بشكل خاص والقضايا الطبية بشكل عام.

x