نظمت كلية التمريض بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع مستشفى الهلال الإماراتي للنساء والولادة-رفح اليوم العلمي الثالث المعنون: “صحة الأم والطفل في قطاع غزة”، وبرعاية من وزارة الصحة الفلسطينية، وقد انعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور معالي الدكتور باسم نعم –وزير الصحة الفلسطيني، والدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، والدكتور أشرف الجدي –عميد كلية التمريض، والدكتور يوسف الجيش –نائب عميد كلية التمريض، رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، والدكتور وليد ماضي –مدير مستشفى الهلال الإماراتي للنساء والولادة-رفح، وعدد من عمداء الكليات ورؤساء الأقسام بالجامعة، ومدراء المستشفيات والتمريض في قطاع غزة، وجمع من المهتمين بالقطاع الصحي، وأعضاء هيئة التدريس وطلاب وطالبات من كلية التمريض.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، لفت معالي الدكتور نعيم إلى أن الشراكة والتعاون بين مقدمي الخدمات النظرية ممثلة في الكليات والجامعات ومقدمي الخدمات اليومية ممثلة في المؤسسات والوزارات مطلب ومظهر مثالي لأي مجتمع يطمح إلى التقدم والنجاح، وأكد معالي الدكتور نعيم على أهمية عقد الأيام العلمية في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتطوير البرامج والمناهج التعليمية، وتدعيم العمل في الجامعات، وبين معالي الدكتور نعيم حرص الوزارة على عقد علاقات الشراكة مع الكليات والجامعات من خلال الاهتمام بالتعليم الصحي ووضع تصورات عملية للنهوض بمستوى الخدمات الصحية، وأوضح معالي الدكتور نعيم أن بناء المستقبل يتطلب الاهتمام ببناء الأم والطفل، مشيراً إلى اهتمام الوزارة بتقديم الخدمات الأولية للمواطنين بشكل عام، ورعاية صحة الأم والطفل بشكل خاص.
توسيع مجال الخدمات الصحية
بدوره، أوضح الدكتور شعث أن طبيعة معظم أنشطة الجامعة وجدت لخدمة المجتمع، وتحسس حاجاته، والبحث عن إمكانية حل مشكلاته بالتعاون مع الجهات المختصة والمعنية في مختلف المجالات الحياتية، وأكد الدكتور شعث على المعاني التي يحملها اليوم الدراسي، ومنها: التزام الجامعة الإسلامية بمعرفة حاجات المجتمع ودراسة قضاياه، والتزام الجامعة نحو طلبتها بدمجهم مع مؤسسات المجتمع المحلي كل من حسب تخصصه، وعقد علاقات الشراكة والتعاون مع الجهات المختصة والمعنية بحل القضايا التي تلامس واقع المجتمع الفلسطيني، وعبر الدكتور شعث عن اعتزاز الجامعة بالتعاون المشترك مع وزارة الصحة والذي أثمر عن تحسين مستوى الخدمات الصحية في قطاع غزة، ولفت الدكتور شعث إلى اهتمام الجامعة بتطوير التعليم الصحي من خلال توسيع مجال الخدمات الصحية بافتتاح الأقسام العلمية واستقطاب الكفاءات، والاستفادة من ذوي الخبرة في المجالات الصحية، وتوفير الأجهزة الطبية اللازمة.
إثراء العلمية التعليمية
من جانبه، بين الدكتور الجدي حرص كلية التمريض على مد جسور التعاون مع المؤسسات العاملة في القطاع الصحي من أجل إثراء العملية التعليمية وتقديم الخدمات المثلى للمجتمع، وأشار الدكتور الجدي إلى الهدف الرئيس من عقد الأنشطة اللامنهجية، وهو: الارتقاء بمستوى الخدمات، وتحسين الأداء والاستفادة من خبرة ذوي الاختصاص، وتحدث الدكتور الجدي عن الخدمات التي تقدمها الكلية للمجتمع الفلسطيني والمتمثلة في افتتاح البرامج المتخصصة، وعقد الدورات المختصة في مجالات الرعاية الصحية، وزيارة مؤسسات القطاع الصحي ودمج الطلبة وتعريفهم بها.
الارتقاء بالعمل الصحي
من ناحيته، تحدث الدكتور ماضي عن أهمية طلب العلم، ودوره في تحقيق نهضة الأمم وتخريج العلماء مستشهداً بآيات من القرآن الكريم، وبين الدكتور ماضي أن فكرة اليوم الدراسي جاءت لربط العلم والعمل ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للارتقاء بالعمل الصحي في قطاع غزة، وقدر الدكتور ماضي للمشاركين في اليوم الدراسي تقديمهم للدراسات القيمة التي تحاكي واقع القطاع الصحي في قطاع غزة بشكل عام، ووضع الأم والطفل بشكل خاص.
الجلسة الأولى
وبخصوص الجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقد اليوم الدراسي على مدار جلستين علميتين، حيث ترأس الجلسة العلمية الأولى الأستاذ خليل شقفة –من دائرة تنمية القوى البشرية بوزارة الصحة، وقدمت الدكتورة سوسن حماد –مديرة دائرة صحة المرأة بوزارة الصحة- ورقة عمل حول خدمات صحة المرأة والطفل، وأشارت الدكتورة حماد إلى المؤسسات الصحية التي تقدم خدماتها للأم والطفل، ومنها: وزارة الصحة، ووكالة الغوث، والقطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية، والدوائر التي تهتم بصحة المرأة، وبينت الدكتورة حماد أن دائرة صحة الأم والطفل تهتم برعاية الحوامل وصحة المرأة والطفل قبل وبعد الولادة، وتقدم لهن المساعدات اللازمة، ومنها: استقبال الحامل وفتح ملف لها، ومتابعة حالات الحمل الخطر ورعايتها، وتناول الأستاذ صالح الهمص –مدير التمريض في مستشفى الهلال الإماراتي –ورقة عمل حول قلق الولادة لدى الأمهات في المحافظات الجنوبية لقطاع غزة وعلاقته بجودة الحياة، وقدم الأستاذ الهمص مجموعة النصائح والإرشادات للمرأة الحامل في فترة حملها وبعد عملية الولادة لتجنب المخاطر التي قد تصيبها، مبيناً أن التوتر العصبي لدى الحامل يؤثر على ولادتها حيث يُصعب من علمية الولادة، ولفت الأستاذ الهمص إلى أهمية التثقيف الصحي للأم أثناء الولادة في مساعدتها على التخفيف من حدة المخاوف والقلق والتوتر.
وتحدثت الأستاذة عريفة البحري –رئيس قسم القبالة القانونية بكلية التمريض بالجامعة- عن سكر الحمل الذي يصيب الأم أثناء الحمل، مشيرة إلى العوامل التي قد تسبب سكر الحمل، ومنها: العمر، وتاريخ العائلة، واستعرضت الأستاذة البحري دراسة علمية أجريت على (60) امرأة حامل تعرضت لمرض سكر الحمل لمعرفة العوامل الرئيسة وراء إصابتها بذلك المرض، وبينت أن سكر الحمل أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإجهاض.
الجلسة الثانية
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية لليوم الدراسي، فقد ترأستها الأستاذة وفاء عبيد –من مستشفى الهلال الإماراتي للنساء والولادة، وتطرقت الأستاذة سعدية بركات –من مستشفى الهلال الإماراتي إلى نزيف ما بعد الولادة، مبينةً أن (25%) من نسبة وفيات الأمهات بسبب الولادة يرجع إلى نزيف ما بعد الولادة، وأوضحت الأستاذة بركات أن هذا النزيف يفقد الأم (500 ) ملم من الدم أو أكثر بعد الولادة مما يؤدي إلى تغيير جسدي، مثل: ارتفاع ضغط الدم ، أو عدد النبضات مما يؤدي إلى الوفاة، وأشارت الدكتورة بركات إلى أسباب النزيف بعد الولادة، وهي: تمزق الأعضاء التناسلية لدى المرأة، والإصابة بالأنيميا، أو مشاكل صحية أخرى، والحاجة إلى نقل وحدات دم.
ولخصت الأستاذة إيمان أبو عيادة –من مستشفى الهلال الإماراتي- أسباب التشوهات الخلقية في: انتقال الصفات الوراثية وتغير عدد الكروموزومات خاصة الكروموزوم رقم (21)، ولفتت إلى أنه قد يصيب الأطفال بعد الولادة مرض الأكياس المائية أو حدوث شق في الشفة أو الحنك.