
تواصلت لليوم الثاني عل التوالي بالجامعة الإسلامية أعمال ورشة العمل المعنونة: “تأثيرات الحرب على الأطفال الفلسطينيين بقطاع غزة وسبل علاجها”، والتي ينظمها قسم علم النفس بكلية التربية بالجامعة بالتعاون مع برنامج غزة للصحة النفسية، وقد انعقدت أعمال اليوم الثاني لورشة العمل في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية وناقشت برامج تدخل المؤسسات النفسية التربوية، واشتملت أعمال ورشة العمل على جلستين علميتين، حيث ترأس الجلسة الأولى الدكتور جميل الطهراوي –رئيس قسم علم النفس، وقدمت إلى الجلسة مجموعة من أوراق العمل، فقد تحدث الدكتور رايا بونامكي –أستاذ علم النفس بجامعة هلسنكي- عن العوامل الواقية للطفل من آثار الحرب، وأوضح أن صدمة الحرب تؤثر على نمو الأطفال وصحتهم، وأن العلاقات الاجتماعية والترابط الأسري يساعد في حماية الأطفال وقدرتهم على التحمل، وتناول الدكتور بوناماكي العوامل التي تحمي الطفل من العنف الناتج عن الحروب، ومنها: القدرة على التأقلم، والذكاء والإبداع، واللعب، ورعاية الوالدين وإبدائهما الحب والحنان.
وفي سياق متصل، استعرض الدكتور ياسر أبو جامع والأستاذة زهية القرا التجربة التي خاضها برنامج غزة للصحة النفسية في فترة ما بعد الحرب، وقدمت إيمان عليان وأبرار أبو مغصيب وهنادي عبد الهادي ورامي أبو بريك –ورقة عمل حول آليات التدخل النفسي الاجتماعي في مواجهة أثر الحرب على قطاع غزة بجميعة الهلال الأحمر الفلسطيني، وتطرقت الورقة إلى دور الأخصائي النفسي والاجتماعي والبرامج التي تم استخدامها في التدخل المهني أثناء العمل الميداني، وأشارت ورقة العمل إلى الأيام المفتوحة وورش العمل المجتمعية والورش الموجهة للأطفال، إضافة إلى الورش الخاصة بمقدمي الرعاية والإجابة على الاستشارات النفسية ودراسة الحالات، وأوصت الورقة بالتنسيق والتشبيك مع المؤسسات التي تقدم خدمات متشابهة، وإنشاء مركز إرشاد وتأهيل للأطفال ضحايا العدوان، وتوفير فرص العلاج بالخارج.
وعرض الأستاذ عماد الحديدي تجربة وزارة التربية والتعليم العالي في الحد من الآثار النفسية والاجتماعية لطلبة المدارس الحكومية، موضحاً أن الوزارة نفذت برامج للحد من الأضرار النفسية والاجتماعية على طلبة المدارس الحكومية في أعقاب الحرب، وهي: برنامج التدخل العاجل الذاتي والذي يحمل اسم: “البرنامج الوطني للدعم النفسي الاجتماعي أثر الحرب على قطاع غزة يناير 2009م”، وبرنامج التدخل مع الهيئات التدريسية عبر التثقيف في محاضرات (التدخل وقت الأزمات) بالتعاون مع وتنفيذ الإغاثة الإسلامية، إلى جانب تسهيل مهام مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني التي ترغب بالعمل داخل مدارس وزارة التربية والتعليم العالي.
الجلسة الثانية
وترأس الجلسة الثانية لورشة العمل الدكتور ياسر أبو جامع –طبيب نفسي- ووقف الدكتور فضل أبو هين على تجربة مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات في التدخل، وتناول الدكتور أنور العبادسة تجربة مركز الأمل للرعاية والاستشارات النفسية بعد الحرب، وأشار إلى أن المركز استقبل الحالات في مقره، إلى جانب القيام بالزيارات المنزلية لتقديم خدمات الإرشاد والعلاج لمن لا يستطيع الوصول على المركز، والتشبيك مع المؤسسات، والتواصل الجماهيري من خلال اللقاءات الجماعية، وعقد ندوات تدريبية متخصصة لرفع كفاءة فريق العمل.
واستعرض الأستاذ إسماعيل أبو ركاب تجربة جمعية الوداد في تقديم خدمات الدعم النفسي للأطفال بعد الحرب، وطرح عدداً من المشاريع التي نفذتها الجمعية، مثل: مشروع الدعم النفسي الاجتماعي الطارئ للمناطق المنكوبة، ومشروع الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال في المدارس الحكومية، ومشروع الدعم الطارئ لخدمات التأهيل المبني على المجتمع لمتضرري الحرب.