
قد يكون الدمار الذي طال مبنى المختبرات العلمية بالجامعة الإسلامية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة طمر تحت ركامه مختبرات المواد والتربة التابعة لكلية الهندسة التي تقدم خدماتها للطلبة في مساقاتهم العملية ، ولمؤسسات المجتمع إلا أنه لم ينال من العلاقات التي تربط تلك المختبرات بمؤسسات المجتمع الفلسطيني أو المؤسسات الدولة فرغم مرور عام على الحرب على قطاع غزة وثلاثة أخرى على الحصار قامت المختبرات خلال عام 2009م بجميع الدراسات الهيدرولوجية والجيوتقنية اللازمة لتصميم محطة مجاري خانيونس والمرافق التابعة لها من أحواض تصريف وخطوط ضغط واختبارات الضخ والحقن لمعرفة خواص الخزان الجوفي لأحواض الترشيح بمنطقة الفخاري بالتعاون مع مؤسسات أجنبية وعربية ومكاتب هندسة محلية، إلى جانب دور المختبرات في دراسة الحالة الإنشائية للمباني المتضررة من القصف بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والإسكان ووكالة الغوث.
وفي سياق متصل أجرت المختبرات دراسة فنية عن الركام المدمر الناتج من تكسير وغربلة مخلفات البيوت المهدمة نتيجة الحرب، وتتابع فنياً مدى إمكانية استخدامه في البلوك والطرق وطوب الرصف.
إلى جانب ذلك قدمت المختبرات الدعم الفني وضبط الجودة لأنابيب البولوثيلين وأنابيب التنقيط والمحابس الخاصة بمشاريع الدعم الطارئ وإعادة الإعمار للقطاع الزراعي، إضافة إلى فحص أنابيب الغاز المنزلي، وفي إطار عملها قامت مختبرات المواد والتربة بضبط جودة البلوك الرملي المضغوط المستخدم لأول مرة في إنشاء وحدات سكنية مؤقتة لوكالة الغوث وكذلك أبحاث الطوب الطبي.
وكانت مختبرات مبنى الهندسة والتكنولوجيا التابعة لكلية الهندسة قد دمرت بفعل القصف الذي تعرض له مبنى المختبرات العلمية، ودفن نحو (23) مختبراً هندسياً تحت الركام، وخلال عام 2009م سعت الكلية جاهدة لافتتاح مختبرات جديدة أو إعادة إحياء ما تم تدميره خلال الحرب، لتتمكن من تقديم الخدمات الأكاديمية للطلبة والمجتمعية لمؤسسات المجتمع، فقد افتتحت الكلية مختبراً الحاسوب يتبع لقسم الهندسة المعمارية بتمويل من مؤسسة الأيدي المسلمة الدولية، ويعزز المختبر فكرة اعتماد التعليم في الهندسة المعمارية على البرامج المحوسبة إلى جانب دور الحاسوب في تحسين البيئة التعليمية للقسم والتي تخدم الطلبة في مرحلتي البكالوريوس والماجستير.
وأعادت الكلية افتتاح مختبري التصميم المنطقي والنظم المغموسة بقسم هندسة الحاسوب واللذين تولى إعدادهما مختبر الأبحاث والمشاريع في الكلية، ويعول قسم هندسة الحاسوب على المختبرين الارتقاء بمستوى الأداء العام للطلبة والانعكاس على جودة العملية التعليمية بمجملها.
وخلال عام 2009م احتفلت كلية الهندسة بإعادة افتتاح مركز إيوان ومعرض أربيسك الدائم بتمويل من مؤسسة الأمير كلاوس للتطوير الثقافي الهولندية، وينطلق المركز من رؤية تفضي إلى بناء الصورة الحقيقة الكاملة للتراث العمراني الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك من خلال الحفاظ على التراث العمراني في قطاع غزة والتوعية بأهمية التاريخية والفنية، وإعداد البحوث والدراسات التعريفية حول التراث من خلال التواصل مع مؤسسات المجتمع المحلي الدولية، وإنتاج وتسويق أعمال تراثية فنية تعزز القيم الحضارية للتراث العمراني في المجتمع.