بالتعاون مع برنامج غزة للصحة النفسية: بدء أعمال ورشة عمل بكلية التربية حول تأثيرات الحرب على الأطفال الفلسطينيين بقطاع غزة وسبل علاجها

بالتعاون مع برنامج غزة للصحة النفسية: بدء أعمال ورشة عمل بكلية التربية حول تأثيرات الحرب على الأطفال الفلسطينيين بقطاع غزة وسبل علاجها

 

بدأت في كلية التربية في الجامعة الإسلامية وقائع جلسات ورشة العمل المعنونة: “تأثيرات الحرب على الأطفال الفلسطينيين بقطاع غزة وسبل علاجها”، والتي تستمر أعمالها يومي الثلاثاء والأربعاء الخامس والسادس من كانون ثاني/يناير الجاري، ونظم الورشة قسم علم النفس بكلية التربية بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع برنامج غزة للصحة النفسية، واحتفلت الكلية بافتتاح معرضاً للصور يضم مجموعة من الصور للحرب الأخيرة على قطاع غزة إلى جانب افتتاح مركز الإرشاد النفسي والتربوي بالكلية.

وقد انعقدت الجلسة الافتتاحية لورشة العمل في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، والأستاذ الدكتور عليان الحولي –عميد كلية التربية، والدكتور أحمد أبو طواحينة –مدير عام برنامج غزة للصحة النفسية، والدكتور جميل الطهراوي – رئيس قسم علم النفس، والدكتور سمير قوتة –رئيس اللجنة التحضيرية لورشة العمل، والدكتور أنور البرعاوي –عريف الجلسة الافتتاحية، وجمع من المهنيين العاملين في وزارة التربية والتعليم ومديريات التربية والتعليم، والمنظمات غير الحكومية، وقادة العمل التربوي، وممثلون عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” أونروا”، وأعضاء هيئة التدريس بكلية التربية، وطلاب وطالبات من الكلية.

أهمية الجانب النفسي

وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية ، أثنى الدكتور شعث على دور عمادات وكليات وأقسام الجامعة في إحياء الذكرى الأولى للحرب على قطاع غزة بتنظيم الأنشطة المتنوعة على الصعد العلمية والإعلامية والثقافية والتربوية والفنية، التي تظهر بشاعة ما تعرض له أبناء الشعب الفلسطيني، وأكد الدكتور شعث على أهمية الحديث عن الجانب النفسي وتأثيره المباشر على أطفال قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة التي شُنت على قطاع غزة.

وعبر الدكتور شعث عن اعتزاز الجامعة الإسلامية بالشراكة التي تعقدها مع برنامج غزة للصحة النفسية منذ سنوات طويلة، وهو ما يعطي للجامعة نموذجاً في التواصل مع مختلف المؤسسات العاملة في مختلف المجالات التي تخدم واقع المجتمع الفلسطيني، واعتبر الدكتور شعث افتتاح الكلية لمعرض الصور ومركز الإرشاد النفسي والتربوي إثراءً لمسيرة الكلية وللأنشطة القيمة التي تنظمها.

البناء النفسي والتربوي

من جانبه، بين الأستاذ الدكتور الحولي أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن (18) عاماً تشكل (52%) من مجمع السكان في الضفة والقطاع، وتحدث الأستاذ الدكتور الحولي عن معاناة الأطفال في ظل الحصار، والآثار النفسية التي خلفتها الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي ألقت بظلالها على أوضاعهم المعيشية والاجتماعية والنفسية، وأوضح الأستاذ الدكتور الحولي أن البناء النفسي والتربوي يحدد مصير أطفال فلسطين ويشكل شخصيتهم المستقبلية، وذكر الأستاذ الدكتور الحولي أن وقائع جلسات اليوم الدراسي عقدت بمشاركة (22) باحثاً يمثلون (10) مؤسسات تربوية ونفسية، هي: برنامج غزة للصحة النفسية، ووزارة التربية والتعليم العالي ومديراتها، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وكلية تنمية القدرات، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” أونروا”، ومركز الأمل للرعاية والاستشارات النفسية، ومركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات، وجمعية الوداد للتأهيل المجتمعي، ومركز الإرشاد النفسي والتربوي بكلية التربية، مبيناً أن ورشة العمل تأتي ضمن سعي كلية التربية وبرنامج غزة لبيان الآثار النفسية على الأطفال من خلال مجموعة الأبحاث العلمية.

السيكولوجية الفلسطينية

بدوره، أوضح الدكتور قوتة أن الآثار غير المرئية للحرب على قطاع غزة ما زالت موجودة في كل بيت وفي نفسية كل طفل فلسطيني، واعتبر الدكتور قوتة أن الجراح المتراكمة للآباء والأجداد على مر العصور هي محطات هامة في السيكولوجية الفلسطينية والتي نستنتج من خلالها أن الأطفال الفلسطينيين لم ينعموا بيوم من الهدوء والسلام، ولفت الدكتور قوتة إلى أن دور قسم علم النفس لا يقف عند حد التدريس بل يتعداه إلى إنشاء المراكز النفسية والتربوية المتخصصة والاندماج في أعمال بحثية تهدف إلى سبر أغوار الحالات النفسية وذلك من خلال التعاون مع برنامج غزة للصحة النفسية.

تعزيز أواصر شبكة الدعم الاجتماعي

من ناحيته، لخص الدكتور أبو طواحينية احتياجات المجتمع الفلسطيني على الصعيد السيكولوجي، في: فهم الأعراض الناجمة عن أي حدث بأنها ردات فعل لواقع أليم، وتعزيز أواصر شبكة الدعم الاجتماعي لأنها كفيلة بالوقاية من الاضطرابات النفسية والاجتماعية، والتعاون المشترك بين الجهات المختصة في مجالات محددة بغرض الوصول إلى مستقبل أفضل للجميع، وأوضح الدكتور أبو طواحينة أن ورشة العمل تحمل الكثير من الدلالات الفارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، ومنها: الحرب الأخيرة على قطاع غزة ومحاولة زرع الخوف والذعر في قلوب الفلسطينيين.

الجلسة الأولى

وبخصوص الجلسات العلمية لورشة العمل، فقد انعقدت ورشة العمل لليوم الأول على مدار جلستين علميتين، حيث ترأس الجلسة العلمية الأولى الدكتورة سناء أبو دقة –مساعد نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، وعضو هيئة التدريس بكلية التربية، وتحدث الدكتور سمير قوتة والأستاذ باسل الخضري –عضوا هيئة التدريس بقسم علم النفس- عن الحرب على قطاع غزة وعلاقتها باضطراب ما بعد الخبرة الصادمة والنظرة للمستقبل، وقدم كل من الدكتور جين كالدر –من كلية تنمية القدرات في الهلال الأحمر الفلسطيني بخانيونس، والدكتور جابر أبو جامع –أستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة فلسطين بغزة، والأستاذ غالب أبو خاطر –الباحث الاجتماعي والمتطوع بجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية بخانيونس- ورقة عمل حول وضع الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون من بتر الأطراف جراء الحرب على قطاع غزة، وأظهرت نتائج الدراسة الميدانية التي أجراها الباحثون لحالات الأطفال التي تعاني من بتر الأطراف أن أحداث الحرب كانت سبباً بارزاً لحدوث حالات البتر مقارنة بأسباب أخرى كالحوادث والمرض وظروف الولادة، وتناول كل من الدكتور جميل الطهراوي –رئيس قسم علم النفس، والدكتورة سناء أبو دقة الدلالات النفسية لرسومات الأطفال الفلسطينيين بعد حرب غزة، وطالبا وزارة التربية والتعليم بالاهتمام بالتربية الفنية والرياضة، وزيادة عدد حصصهما الدراسية ، وتزويد المدارس بالإمكانات والأدوات اللازمة لممارسة أنشطتهما.

وعرض الدكتور عاطف الأغا –عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس- دراسة حول تقدير الشخصية لتلاميذ المرحلة الأساسية العليا بعد الحرب على غزة، وبين الدكتور الأغا أن الدراسة تهدف إلى معرفة مستوى تقدير الشخصية للأطفال بعد الحرب على غزة في ضوء بعض المتغيرات كالنوع، والترتيب الولادي، وحجم الأسرة، وعمل الوالد، وعمر الطفل، وأوصى الدكتور الأغا باستثمار طاقة الدافعية في الشخصية، وتأصيل بنيان الشخصية القوية بحيث يمكن للمرشدين والمعلمين أن يعضدوا شخصية الأطفال ليصبحوا في تقديرهم لشخصياتهم أكثر إنجازاً ونجاحاً وتفكيراً، وتحدث الدكتور عبد العزيز ثابت عن ترافق المراضة بين كرب وما بعد الصدمة والمشاكل السلوكية لدى الأطفال.

الجلسة الثانية

وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية لورشة العمل، فقد ترأسها الدكتور أبو طواحينية، واستعرضت الدكتورة ختام السحار –عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس- الخبرات الصادمة وعلاقتها بالسلوك العدواني لدى الأطفال في محافظات غزة باستخدام مقياس الخبرات الصادقة، ومقياس اضطراب الضغوط التالية للصدقة، ومقياس السلوك العدواني، ومقياس تقدير الذات، وتطرق الدكتور أنور العبادسة –عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس إلى مؤشرات الاضطراب النفسي لدى قاطني المناطق الحدودية جنوب قطاع غزة، وعرض الدكتور عطا درويش –عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس- دراسة حول التحصيل والدافعية نحو التعلم لتلاميذ المرحلة الأساسية بعد الحرب على غزة، وأوضح الدكتور درويش أن الدراسة هدفت إلى تقصي آثار الحرب على أطفال غزة بصورة عامة في الشهور الست الأولى التي تلت الحرب، من حيث مستويات: التحصيل، والدافعية، والعنف المدرسي، ومستوى اهتمام الأهل بأداء التلاميذ، وتحصيله في المدرسة.

وقدم الأستاذ شاهر ياغي –مشرف التربية الخاصة بوكالة الغوث الدولية- ورقة عمل حول اضطراب صعوبات التعلم خطر تربوي قادم، وبين الأستاذ ياغي أن لصعوبات التعلم آثاراً ضارة على الصحة النفسية للأفراد من حيث تدني مفهوم الذات والسلبية، والشعور بفقدان القدرة والإحباط، ومستوى متدني من: التحصيل، واستثمار الجهود، والكفاءة الذاتية الأكاديمية، والإحساس بالاتزان، والمزاح الإيجابي، والأمل، ومستوى مرتفع من الوحدة والمزاح السلبي وإضراب السلوك، الأمر الذي ينعكس سلباً على الاقتصاد والمجتمع بسبب هدر الطاقات والاضطرابات.

-
x

المساعد الذكي

متصل
×