انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة أعمال المؤتمر الدولي للتمريض، والمعنون: “التمريض بين النظرية والتطبيق” والذي تنظمه كلية التمريض وعمادة البحث العلمي في الجامعة الإسلامية بغزة، يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من نيسان -أبريل الجاري –في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة، وينعقد المؤتمر بدعم من: ائتلاف الخير، وجمعية الرحمة بالكويت، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، واتحاد الأطباء العرب، وشركة مكة كولا، وقد حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأستاذ محمد حسن شمعة –نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، وأعضاء من مجلس الأمناء، والأستاذ الدكتور محمد عسقول –نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، ونواب رئيس الجامعة، وأعضاء مجلس الجامعة، ومعالي الدكتور رضوان الأخرس –وزير الصحة، والدكتور يوسف الجيش –رئيس المؤتمر، وعميد كلية التمريض، والدكتور عصمت مكي –رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وأعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني، وحشد كبير من ممثلي المؤسسات الصحية، والعاملين في المهن الصحية والتمريضية المختلفة، وممثلون عن المؤسسات الدولية والوطنية، والحكومية، والأهلية، والخاصة، والجامعات الفلسطينية، وكليات التمريض، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وطلبة كلية التمريض بالجامعة.
كليتا التمريض والطب
وقد أكد الأستاذ شمعة أن المؤتمر يمثل مساهمة من الجامعة الإسلامية للارتقاء بالخدمات الصحية والطبية، وتحدث عن حاجة القطاع الصحي لمثل هذه الخدمات، وأضاف الأستاذ شمعة أن الجامعة الإسلامية تخرج جيلاً متميزاً، وأردف أن إعداد الجامعة للمرض الإنساني يعتبر مشاركة حية منها في الرسالة الإنسانية بمجملها، وشدد الأستاذ شمعة على أن كليتي التمريض والطب تجسدان شاهداً على الخطوات العملية التي سلكتها الجامعة للارتقاء بالخبرات والكفاءات، وأعرب الأستاذ شمعة عن تمنياته لأعمال المؤتمر بالنجاح، والخروج بتوصيات قيمة يستفيد منها القائمون على حقل التمريض، والحقول ذات العلاقة.
المهارة والثقافة
من جانبه، استعرض الأستاذ الدكتور عسقول الأنشطة العلمية ذات الطابع الدولي والمحلي التي يشهدها الفصل الدراسي الثاني في الجامعة الإسلامية، وأكد الأستاذ الدكتور عسقول الحاجة إلى الممرض صاحب المهارة العالية في ممارسة المهنة، مبيناً قيمة أن يتمتع الممرض بمنظومة قيمية راقية يمارس من خلالها مهارات مهنته عند تعامله مع الإنسان، ولفت الأستاذ الدكتور عسقول إلى الحاجة إلى المريض صاحب الثقافة العالية؛ حتى يساعد المرضى، واعتبر الأستاذ الدكتور عسقول أن المؤتمر الدولي للتمريض يمثل بشارة بتمريض وممرض أكثر كفاءة، وأعلى قيماً، خاصة أنه يأتي في ظل واقع فلسطيني يمثل مسرحاً ميدانياً للممرضين.
الممرض الكفء
بدوره، أكد معالي الدكتور الأخرس أن الجامعة الإسلامية تعتبر من أهم المشروعات الوطنية الفلسطينية، وأثنى على دورها في صياغة الإنسان الفلسطيني القادر على القيام بدوره وواجباته على الوجه الأكمل، وأشار معالي الدكتور الأخرس إلى دور الجامعة في التثقيف في مختلف المجالات، وإلى الأهمية التي يعول عليها جراء هذا التثقيف، وبين حاجة الفريق الطبي إلى الممرض الكفء، ووقف على حاجة وزارة الصحة إلى الخدمات التمريضية النوعية، ونوه إلى أن البناء التعليمي يؤسس لممرض قوي علمياً، إلا أنه أكد على دور المؤسسات في توفير مختلف المتطلبات الفنية اللازمة لنجاح أعمال فرق التمريض.
عمق الفجوة
من ناحيته، أوضح الدكتور الجيش أن المؤتمر الدولي للتمريض يناقش واقع مهنة التمريض في فلسطين والعالم، وعمق الفجوة بين الجانبين النظري والعملي وسبل جسرها، إلى جانب التحديات التي تواجه مهنة التمريض، والتطور العلمي في مجال مهنة التمريض.
وذكر الدكتور الجيش أن برامج التمريض مسئولة عن صياغة الممارسة العملية للمهنة، منوهاً إلى أنها لا تقتصر على التكيف مع المتغيرات الطارئة في البيئة العملية، وأشار الدكتور الجيش إلى أن هدف برامج التمريض ينصب على تخريج ممارسين ذوي خبرة في المهنة، قادرين على تقديم الرعاية الصحية بكفاءة عالية، وشدد الدكتور الجيش على أن التلاحم بين تعليم التمريض وممارسته أصبح يمثل حجر الزاوية لإعطاء رعاية تمريضية ذات جودة عالية.
وبين الدكتور الجيش مدى الحاجة إلى تطوير وتحسين الخدمات الصحية، وذكر أن العاملين في حقل التمريض يمثلون أكبر الفئات المكونة للقطاع الصحي، وأفاد الدكتور الجيش أن قطاع التمريض يوفر الرعاية للحالات المرضية، إلى جانب مشاركته في النشاطات التقديرية والوقائية والعلاجية لمختلف الفئات العمرية للمواطنين، حسب الاحتياجات الخاصة بكل فئة.
ووقف الدكتور الجيش مدى مساهمة كلية التمريض على مدار اثنتي عشرة سنة في تطوير النظام الصحي الفلسطيني، ولفت إلى أن التطورات المتلاحقة في مجال العلوم والتكنولوجيا تمثل أحد أهم التحديات التي تواجه مهنة التمريض، وأشار الدكتور الجيش إلى أن ذلك ينعكس على إعداد جيل تمريضي قادر على التعامل مع كل ما هو جديد وحديث علمياً وتكنولوجياً من أجل تقديم المساعدة لمختلف شرائح المجتمع في المراكز والمؤسسات الصحية.
وثمن الدكتور الجيش جهود المؤسسات الداعمة للمؤتمر، وهي: ائتلاف الخير، وجمعية الرحمة بالكويت، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، واتحاد الأطباء العرب، وشركة مكة كولا.
التحديات التي تواجه التمريض
بدوره، أكد الدكتور مكي أن مهنة التمريض في فلسطين تكتسب أهمية خاصة مستمدة من طبيعة الظروف التي تعمل فيها فرق التمريض، وأفاد الدكتور مكي أن المؤتمر يبحث في واقع مهنة التمريض في فلسطين والوطن العربي والعالم للوقوف على آخر التطورات العلمية والتكنولوجية في مجال مهنة التمريض، وكشف الدكتور مكي عن مجموعة من التحديات التي تواجه مهنة التمريض، من أهمها: الفجوة بين الجانب النظري والعملي، وعدم استقلالية مهنة التمريض، وقلة جودة الخدمات التمريضية المقدمة للمرضى في المؤسسات الصحية المختلفة، بالإضافة إلى غياب الوصف الوظيفي لأعضاء مهنة التمريض.
وبين الدكتور مكي أن المؤتمر الدولي للتمريض يوفر الأرضية الخصبة اللازمة لتعزيز أهمية البحث العلمي بين جميع العاملين في المجال التمريضي والمهن الصحية الأخرى من خلال: تبادل الخبرات والبحوث العلمية للنهوض والرقي بعلم التمريض.
وأوضح الدكتور مكي أن مشكلة الفجوة بين الجانبين النظري والعملي تعد من المشكلات التي تواجه مهنة التمريض، ودعا العاملين في مجال الصحة من تمريض ومهن صحية أخرى للتكاثف بغرض جسر هذه الفجوة.