
شاركت الجامعة الإسلامية في قطاع غزة في تنظيم فعاليات المؤتمر الدولي المعنون :”إعمار التعليم العالي في قطاع غزة”، والذي استضافته جامعة حمد بن خليفة في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 14 إلى 15 أبريل 2025م، بالتعاون مع كلا من جامعة فورت هير وجامعة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، وجامعة اكستر وجامعة غلاسكو في بريطانيا، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، وبمشاركة واسعة من جامعات ومؤسسات أكاديمية فلسطينية ودولية.
الجلسة الافتتاحية للمؤتمر
وفي سياق الجلسة الافتتاحية للمؤتمر نقل الأستاذ الدكتور نادر النمرة- مساعد نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشؤون الإدارية، تحيات وشكر الأستاذ الدكتور أسعد أسعد- رئيس الجامعة الإسلامية وكافة العاملين والطلبة إلى اللجنة التنظيمية في جامعة حمد بن خليفة وعلى رأسهم الدكتور سلطان بركات على استضافتهم الكريمة وتنظيمهم الفاعل لهذا الحدث الهام، وأثنى الأستاذ الدكتور النمرة على جهود اللجنة التحضيرية من الجامعة الإسلامية، ممثلة بالأستاذ الدكتور حاتم العايدي- عميد الجودة والتطوير، والمهندسة أماني المقادمة-رئيس قسم العلاقات الخارجية، وقدر دورهم الرائد في الإعداد والمساهمة الفعالة في انجاح فعاليات وجلسات المؤتمر.
وتحدث الأستاذ الدكتور النمرة عن الواقع الصعب الذي تمر به الجامعة الإسلامية، مشيرًا إلى أنها تعيش بين الألم والأمل؛ إذ تمثل الألم في فقدان عدد من كوادرها وطلبتها الذين استشهدوا خلال العدوان، بالإضافة إلى الخسائر الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية، من مبانٍ ومختبرات وتجهيزات، فضلاً عن الخسائر في الرسوم الجامعية، حيث تجاوزت قيمة هذه الخسائر مجتمعة 100 مليون دولار أمريكي منذ بداية الحرب.
واستعرض الأستاذ الدكتور النمرة مظاهر الأمل التي تجسدها الجامعة، حيث تمكنت من استكمال الفصلين الدراسيين الأول والثاني للعام الأكاديمي 2023–2024م رغم الظروف الاستثنائية، ووصلت نسبة تسجيل الطلبة إلى نحو 70% من إجمالي طلبة الجامعة، بينما حالت ظروف الحرب دون التحاق بقية الطلبة بالتعليم.
وفي ختام كلمته، وجه الأستاذ الدكتور النمرة دعوة للمجتمع الدولي والمؤسسات الأكاديمية والجهات المانحة لدعم صمود الجامعات الفلسطينية، وفي مقدمتها الجامعة الإسلامية، عبر توفير الإمكانيات المادية والفنية والبشرية التي تضمن استمرار المسيرة التعليمية وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
وقد حضر المؤتمر عن الجامعة الإسلامية الدكتور كمالين شعث-نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة، ولفيف من الأكاديميين الذين شاركوا بفعالية في جلسات المؤتمر على مدار يوميه.

اليوم الأول للمؤتمر
وفي سياق جلسات المؤتمر، تضمن اليوم الأول للمؤتمر خمس جلسات فرعية لمناقشة الأوراق البحثية المقبولة، وقد شارك الأستاذ الدكتور أنور عوض الله بورقة بحثية بعنوان: إعادة بناء التعليم العالي: فتح آفاق جديدة تتجاوز المبادرات التجريبية”.
وفي سياق متصل، أدار الأستاذ الدكتور حاتم العايدي جلسة مباشرة مشتركة مع باحثين من قطاع غزة، وشارك فيها بورقة علمية بعنوان: “المرونة والابتكار: استجابة اتحاد جامعات غزة للحرب 2023–2025م.
وفي الجلسة ذاتها، قدم الدكتور رائد رشيد ورقة بعنوان: “نمذجة تعاون مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية من خلال منصة لتبادل الدورات التدريبية عبر الإنترنت”.

جلسات اليوم الثاني للمؤتمر
وفي اليوم الثاني من المؤتمر، شاركت المهندسة أماني المقادمة في الجلسة العامة والتي تناولت موضوع “دور التعليم العالي في الحفاظ على الثقافة الفلسطينية وتمكين المرأة”، حيث عرضت ورقة بحثية بعنوان: “المسارات الرقمية: شريان حياة للتعليم العالي للنساء في غزة بعد الحرب”، وهي ورقة مشتركة مع الأستاذة الدكتورة سناء أبو دقة.
وقد تضمن اليوم الثاني للمؤتمر خمس مجموعات فرعية لمناقشة الأوراق البحثية المتنوعة التي تقدم بها الباحثين والأكاديميين من مختلف الدول حيث شاركت الأستاذة الدكتورة هالة الخزندار بورقة علمية بعنوان: “خريطة طريق لإعادة بناء وتأهيل المختبرات العلمية”.
وشارك الدكتور عثمان الآغا في نفس الجلسة بورقة بعنوان: “استمرار التعليم والتدريب الطبي خلال الحرب”.
وفي جلسة منفصلة شارك الأستاذ الدكتور نظمي المصري بورقة علمية بعنوان: “المقاومة والتضامن الأكاديمي: التعليم العالي في زمن الإبادة الجماعية”.
وشاركت الدكتورة راوية عبد الله بورقة علمية مشتركة مع الدكتور عماد الرزي بعنوان: “مبادرة الجامعات النرويجية حول إعمار بنية التعليم العالي في غزة”.

وأوصى المشاركون في ختام أعمال وفعاليات المؤتمر بدعم صمود مؤسسات التعليم العالي وإبقاء التعليم العالي محورًا أساسيًا في جهود التنمية والصمود الفلسطيني، وأكد المشاركون على حجم الكارثة التي طالت التعليم العالي في غزة وهو ما يتطلب تكاتف كافة الجهات الدولية من جامعات، ومؤسسات خيرية، ومراكز أبحاث، لتلبية الاحتياجات الضخمة والعاجلة.
وشدد المشاركون على أهمية وضع أطر عامة للتدخلات العاجلة والقصيرة والطويلة الأمد، مع التأكيد على مبدأ أساسي وهو أن مؤسسات التعليم العالي الصامدة في غزة يجب أن تكون في مقدمة جهود إعادة الإعمار، باعتبارها المحرك الرئيسي لكافة المبادرات والمشاريع المستقبلية، ولفت المشاركون إلى أهمية أن يكون للنساء دور في عملية اتخاذ القرار مع مراعاة أن تكون عملية إعادة اعمار التعليم في اتجاه تمكين المرأة وخدمة ذوي الإعاقة.