افتتحت في الجامعة الإسلامية فعاليات اللقاء التكنولوجي الهندسي الثالث الذي ينظمه مختبر الأبحاث والمشاريع بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية بمساهمة صندوق تطوير الجودة في وزارة التربية والتعليم العالي الممول من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن تستمر فعاليات اللقاء المنعقد تحت شعار “من بين الركام” والمعرض المصاحب له يومي الثلاثاء والأربعاء التاسع عشر والعشرين من آيار/ مايو 2009م، وحضر الجلسة الافتتاحية للقاء التي انعقدت في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة معالي الدكتور يوسف محمود المنسي –وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأستاذ محمد حسن شمعة –نائب رئيس مجلس الأمناء، والدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، والأستاذ الدكتور عادل عوض الله –نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، والأستاذ الدكتور عدنان إنشاصي –عميد كلية الهندسة، والدكتور محمد الحنجوري –مدير مختبر الأبحاث والمشاريع، رئيس اللجنة التحضيرية، والدكتور هاني نجم –نائب رئيس جامعة الأزهر بغزة، والمهندس خالد الحلاق –عريف حفل الافتتاح، وممثلون عن المؤسسات والشركات الرسمية والأهلية والخاصة، وأعضاء الهيئتين الإدارية والأكاديمية بكلية الهندسة، وطلاب وطالبات كلية الهندسة.
تبني المشاريع الحيوية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، عبر معالي الدكتور المنسي عن فخره واعتزازه بانتسابه لكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية ومساهمته في المراحل الأولى لنشأة الكلية، وأشاد معالي الدكتور المنسي بالإنتاج العلمي والنقلة النوعية التي أحدثتها كلية الهندسة بأقسامها المتنوعة في تطوير المفاهيم الهندسية في قطاع غزة والعالم الخارجي، وأوضح معالي الدكتور المنسي أن الجامعة أصبحت معلماً من معالم فلسطين والعرب والمسلمين بأدائها الديني والخلقي والعلمي، وأبدى معالي الدكتور المنسي استعداد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتبني المشاريع الحيوية التي تتوافق مع معطيات الواقع الفلسطيني دعماً منها للتطوير وإتاحة الفرصة للخريجين لتقديم الخدمة الأمثل للمجتمع، وحلاً للقضايا العالقة في المجتمع الفلسطيني، وعبر عن أمله أن يستمر التواصل مع كلية الهندسة لبحث سبل التعاون المشترك في المجالات التي تخدم الواقع الهندسي للشعب الفلسطيني.
اللقاء شاهد علمي
من ناحيته، بين الأستاذ شمعة أن شعار اللقاء “من بين الركام” يطابق حال الشعب الفلسطيني ويبرز معاني التحدي والصمود على مدار ستة عقود من الزمن لتحقيق ما يصبو إليه، وأوضح الأستاذ شمعة أن عقد اللقاء بمثابة هو شاهد علمي على أن الشعب الفلسطيني له وجود في ميدان العلم والبحث والمشاريع بالرغم من قلة الإمكانات وظروف الحصار التي يعيشها منذ أكثر من عامين، مبيناً أن الجامعة تبث بين طلبتها روح التعاون والتنافس ليحققوا وجودهم ويساهموا في تطوير مجتمعهم.
الأفكار العلمية والتطبيقات الحديثة
بدوره، أكد الدكتور شعث على دور كلية الهندسة في خدمة الوطن والمواطن، وقدر حرصها عل التطوير المتجدد مستفيدة من طاقاتها البشرية، وتحدث الدكتور شعث عن المدلولات التي يحملها شعار اللقاء “من بين الركام” بعد ما تعرضت له مختبرات كلية الهندسة من تدمير لمعداتها وأجهزتها ومشاريعها في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وعبر الدكتور شعث عن إعجابه وتقديره لجهود القائمين على اللقاء والمعرض المصاحب له باحتوائه على الأفكار العلمية، والتطبيقات الحديثة في المجالات التكنولوجية والهندسية المعاصرة، وعدد الدكتور شعث أبرز المشاريع المشاركة في المعرض والتي تظهر الوجه المشرق للشعب الفلسطيني، ومنها: الطباعة بالعين للمعاقين جسدياً، والأنظمة والنماذج التي تخدم المجتمع في مجالات توزيع المياه، ورسم الخرائط آلياً، وتطبيقات صحية وطبية.
تتويج عمل الطلبة
من ناحيته، أوضح الأستاذ الدكتور إنشاصي أن عقد اللقاء جاء ليتوج عمل طلاب مشاريع التخرج في أقسام هندسة الكهرباء والحاسوب والصناعية في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، ولفت الأستاذ الدكتور إنشاصي أن اللقاء يأتي في إطار دمج الخريجين في سوق العمل وفق أعلى مستويات الإعداد العلمي والتقني باحتضانه للإبداعات الطلابية في مجالات هندسة الحاسوب والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والهندسة الصناعية، وبين الأستاذ الدكتور إنشاصي أن اللقاء يهدف إلى نسج حلقة اتصال بين ابتكارات المبدعين ومتطلبات المستثمرين، ويتيح الفرصة للخريجين لعرض وتسويق ابتكاراتهم والإطلاع على واقع العمل في الشركات والمؤسسات والمصانع المحلية، إلى جانب إتاحة الفرصة أمام الشركات والمؤسسات المحلية لعرض منتجاتهم الخاصة بهندسة الحاسوب والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المعرض المصاحب للقاء.
وبين الأستاذ الدكتور إنشاصي أن اللقاء يفسح مجالاً أمام المستثمرين والمبتكرين وأصحاب المشروعات لتلاقي الأفكار، والخروج بمقترحات لمشاريع جديدة تخدم آفاق العمل التكنولوجي المشترك.
تكامل وتظافر الجهود
من جهته، بين الدكتور الحنجوري أن اللقاء بما يشمله من معرض لأفكار وإبداعات الخريجين، ومساهمات لشركات ومنتجات لمصانع السوق المحلي وعقده للمحاضرات العلمية وورش العلم هو جهود تكاملت فيها الأدوار لتحقق الأهداف المرجوة، وأوضح الدكتور الحنجوري أن معرض يحتوي (40) مشروعاً متميزاً تحمل أفكاراً متطورة تخدم المجتمع الفلسطيني، ويشارك في اللقاء (20) مؤسسة وشركة رائدة في العمل التكنولوجي والهندسي في قطاع غزة، وتحدث الدكتور الحنجوري عن أهمية تواصل المؤسسات العلمية والأكاديمية مع مؤسسات المجتمع الفلسطيني في خدمة الطلبة والجمهور على حد سواء.
معرض اللقاء التكنولوجي الهندسي الثالث
وبعد الانتهاء من الجلسة الافتتاحية افتتح معالي الدكتور المنسي، والأستاذ شمعة، والدكتور شعث، والأستاذ الدكتور إنشاصي، والدكتور الحنجوري معرض اللقاء التكنولوجي الهندسي الثالث، ويشارك في المعرض شركة الاتصالات الخلوية الفلسطينية “جوال”، وشركة رواد التطوير للاستشارات، ومركز إعداد للتدريب والتطوير، وشركة توت لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وشركة خبراء تكنولوجيا المعلومات، وشركة بكسل للكمبيوتر وأنظمة المراقبة، وشركة فلسطين للكمبيوتر “سمارت سوفت”، والمركز الهندسي للبحث والتطوير، ومؤسسة الوحدة الأولى لتكنولوجيا المعلومات، والشركة الأهلية للمصاعد، وشركة القدس للمصاعد والأدراج الكهربائية، والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وتضمن المعرض مشاريع تخرج من مجالات هندسة الحاسوب والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والهندسة الصناعية.
المهندس وحاجة سوق العمل
وبخصوص ورش العمل المصاحبة لفعاليات اليوم الأول للقاء التكنولوجي الهندسي الثالث فقد ترأس الورشة الأولى المنعقدة تحت عنوان: “المهندس وحاجة سوق العمل” الدكتور محمد حسين –نائب عميد كلية الهندسة للتطوير والبحث العلمي، واستعرض الدكتور العايدي –عضو هيئة تدريس في قسم هندسة الكهرباء والحاسوب- دراسة حول حاجة سوق العمل لتخصصات هندسة الكهرباء والحاسوب- وأشار إلى إشكاليات التعليم الهندسي العربي، ومنها: تواضع قدرة المهندس العربي على تصميم المشاريع الكبيرة والأنظمة المعقدة، وبطء التفاعل الهندسي بين طالب الهندسة من جهة وبين ما يتلقاه من تعليم من جهة ثانية، وبين مفردات العمل الهندسي من جهة ثالثة، وضعف الاهتمام بتعليم وتأصيل المهارات الهندسية لدى الطالب والتي تساعد في جملها على تشكيل العقلية الهندسية المطلوبة، وعرج الدكتور العايدي على إشكاليات التعليم الهندسي الفلسطيني، والتعليم الهندسي والمهارات العلمية، والتعليم الهندسي وسوق العمل، وبين الدكتور العايدي أن سوق العمل لدى المهندسين في فلسطين ينحصر في القطاع العام، والقطاع الخاص، وسوق العمل العربي والدولي، ولفت الدكتور العايدي إلى المشاكل التي يعاني منها خريجو هندسة الحاسوب وهندسة الكهرباء، وأوصى الدكتور العايدي بمراعاة التطور العالمي للخطط الدراسية وخاصة الجانب العملي منها، وتطوير برامج التدريب الصيفي من حيث المدة والمستوى والنوعية وتحسين آليات المتابعة وعقد الاتفاقيات مع المؤسسات.
برنامج تطوير التدريب الصيفي
وتحدث المهندس طارق الهباش –منسق برنامج التدريب الصيفي- عن أهمية التدريب الصيفي بالنسبة للشركات والطلبة المتدربين، ومنها على صعيد الشركات: تأهيل الشركة للطلبة المتدربين بما يتناسب مع احتياجاتها، وتوفير كادر متدرب من قبل الشركة يستطيع إنجاز المهام لموكلة إليه من الشركة، والارتقاء بمستوى العمل وخدمة المجتمع المحلي، وعلى صعيد الطلبة: تأهيل الطلبة لسوق العمل، وتنمية مهارات الطلبة العلمية، وتوفير فرصة للطالب لإثبات نفسه في سوق العمل، وأوضح لمهندس الهباش آلية التدريب الصيفي والتي تشمل مرحلة التسجيل، والتدريب، والتقييم، والقويم.
شركة جوال وسوق العمل
وتحدث المهندس حسن الهندي –مدير دائرة المقاسم بشركة جوال- عن التقنيات التكنولوجية التي تستخدمها الشركة في مختلف الأوجه والمجالات وصولاً إلى الخدمات ذات الجودة العالمية، وأوضح المهندس الهندي العلاقة التي تربط شركة جوال بالمجتمع من خلال صندوق المسئولية الاجتماعية، ودعم قطاع التعليم والشباب، وخدمات البنية التحتية، وأشار المهندس الهندي إلى الرؤية المستقبلية للشركة، وسياسة الشركة في التعيين والتوظيف في مجالات التسويق، والشئون الإدارية، واللوازم، والموارد البشرية والهندسة والمحاسبة.
برمجيات شركة الطارق للنظم والمشاريع
وقدم الأستاذ طارق اسليم –مدير شركة الطارق للنظم والمشاريع- عرضاً لأهم برمجيات الشركة للنظم والمشاريع، ومنها: نظام الفاتورة الإلكتروني، وإدارة وتخطيط الموارد، ونظام إدارة المصادر المائية، ونظام إدارة الموارد البشرية والرواتب، وأشار المهندس اسليم إلى أهم المعايير والمقاييس والمهارات المطلوبة من كل خريج والتي ستساعده لدخول بيئة العمل بشكل مناسب وفعال وقادر على المنافسة على مستوى القطاع الخاص، والجامعات والتعليم، ومهندسو الكمبيوتر.