تواصلت في الجامعة الإسلامية بغزة أعمال المؤتمر العلمي الرابع “فلسطين … واحد وستون عاماً على النكبة” الذي تنظمه كلية الآداب بالجامعة تحت رعاية دولة السيد إسماعيل هنية –رئيس مجلس الوزراء، وقد ناقش المؤتمر في يومه الثاني والأخير على مدار أربع جلسات علمية مواضيع علمية تتعلق بتجليات النكبة في الأدب العربي، والتطورات التاريخية العامة في فلسطين منذ النكبة، والتطورات الجغرافية والبيئية في فلسطين منذ النكبة، والأسرة الفلسطينية في ظل النكبة، وحضر جلسات المؤتمر عدد كبير من الباحثين والأكاديميين والمثقفين والمهتمين، وطلاب وطالبات من الجامعة.
النكبة وتجلياتها في الأدب العربي
وبخصوص الجلسات العلمية الأولى للمؤتمر، فقد ترأس الجلسة الدكتور كرم زرندح –الأستاذ المشارك في النحو والصرف بالجامعة الإسلامية، وقد عرض الدكتور زرندح بحثاً حول أسلوب القسم في أدب النكبة، وتحدث عن أسلوب القسم في اللغة العربية وأتبعه بدراسة تطبيقية لاستعمال هذا الأسلوب لثلاثة من شعراء النكبة، وهم: راشد حسين، ومعين بسيسو، وعبد الرحيم محمود.
أما الدكتور إبراهيم بخيت –الأستاذ المشارك في النحو والصرف بالجامعة الإسلامية- فتناول كلمة (اليهود) ومرادفاتها في القرآن الكريم، مبيناً تطور الدلالة اللغوية والدينية والتاريخية.
وتحدث الدكتور محمد كلاب –الأستاذ المساعد في النحو والصرف بالجامعة الإسلامية- عن البطولة في شعر الشهيد إبراهيم المقادمة، وسلط الضوء على مقوماتها المادية والروحية، إلى جانب الكشف عن أبعادها المعرفية، ومستوياتها النفسية ووحدتها البنائية.
واستعرض الدكتور محمد تيم –الأستاذ المساعد في النحو والصرف بالجامعة الإسلامية – الإسلامية في الشعر الفلسطيني المعاصر، وبين أن التاريخ غني بالنماذج الإنسانية التي من شأنها أن تمنح الشعراء مزيداً من وسائل التعبير عن المعاني والمواقف، وإظهار مدى تأثر الشعراء الفلسطينيين بالنموذج الإسلامي.
ووقف الدكتور ماجد النعامي -الأستاذ المساعد في النحو والصرف بالجامعة الإسلامية- على صورة الآخر في شعر انتفاضة الأقصى، ورصد ردة فعل الأنا الفلسطينية على الآخر، وشكل العلاقة معه حسب الزمان والمكان.
التطورات التاريخية
أما الجلسة الثانية للمؤتمر والتي ناقشت التطورات التاريخية العامة في فلسطين منذ النكبة، وترأسها الأستاذ الدكتور رياض شاهين –أستاذ التاريخ الإسلامي، رئيس قسم التاريخ والآثار بالجامعة، وفيها تحدث الأستاذ الدكتور شاهين عن حكم التصرف بأرض فلسطين في التاريخ الإسلامي، وأكد على أن أرض فلسطين أرض خراجية، وبالتالي فهى وقف إسلامي للأمة الإسلامية إلى قيام الساعة.
وتحدث الدكتور محمد البع –الأستاذ المشارك في النحو والصرف بالجامعة الإسلامية، والأستاذة منال العشي –عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون- عن المستوطنات في بيت المقدس أسماؤها وأبعادها، وأشارا إلى الأسماء العبرية للمستوطنات ومعانيها باللغة العربية وسبب التسمية، وبينا قيمة النسبة العددية ودلالتها للمستوطنات في القدس، وإحصائها، وبيان مواقعها الجغرافية، إضافة إلى بيان الأبعاد الدينية والسياسية والتاريخية والثقافية لأسمائها.
وتناول الدكتور زكريا السنوار –الأستاذ المساعد في تاريخ الحركة الصهيونية، والأستاذ إسلام مقدادي –ماجستير في قسم التاريخ بالجامعة الإسلامية- العلاقات البريطانية مع تنظيمات الاحتلال خلال الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939).
واستعرض الدكتور أحمد الساعاتي –أستاذ التاريخ المساعد بالجامعة الإسلامية- التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني (1918-1948).
وأوضح الدكتور زكريا السنوار، والأستاذ علي مهاني –ماجستير في قسم التاريخ بالجامعة الإسلامية العلاقات الصهيونية البريطانية في فلسطين (1897-1917)، وعرضا ملامح التعاون بين الطرفين.
وناقش الأستاذ غسان الشامي –الكاتب الصحفي- التطورات السياسية في فلسطين (1917-1936) مبيناً مدى تسارع الأحداث السياسية في عهد الانتداب البريطاني.
التطورات الجغرافية والبيئية في فلسطين
وبخصوص الجلسة الثالثة، فقد تمحورت حول التطورات الجغرافية والبيئية في فلسطين منذ النكبة، وترأس الجلسة الدكتور نعيم بارود –أستاذ الجغرافيا المشارك بالجامعة الإسلامية، وتحدث الدكتور بارود عن البعد الجغرافي لنكبة عام 1948، وأشار إلى سعي الانتداب البريطاني إلى خلق معالم جغرافية لفلسطين لم تكن قائمة من قبل، وأشار إلى المناطق الجغرافية التي بدأ التمركز فيها توطئة للنكبة، والتي تم من خلالها احتلال شمال فلسطين كاملاً.
أما الدكتور فوزي الجدبة –أستاذ الجغرافيا المساعد بالجامعة الإسلامية- فاستعرض دراسة في الجغرافيا السياسية بعد ستين عاماً على النكبة، منوهاً إلى التغير الديموغرافي الذي حدث في المنطقة العربية نتيجة هجرة أعداد كبيرة من الفلسطينيين إليها بشكل رئيسي، إضافة إلى شطر مدينة القدس إلى قسمين.
وأوضح الدكتور عبد الفتاح عبد ربه –أستاذ العلوم البيئية المساعد بالجامعة الإسلامية- الآثار البيئية للحصار المفروض على قطاع غزة، ومنها: زيادة تلوث المياه الجوفية، وتدني كفاءة محطات معالجة المياه العادمة في قطاع غزة، وتراكم النفايات الصلبة وتكدسها.
وبين الدكتور عبد الفتاح عبد ربه، والدكتور كامل أبو ظاهر- أستاذ الجغرافيا البيئية المساعد بالجامعة الإسلامية- المأساة البيئية لوادي غزة بعد ستين عاماً على نكبة فلسطين، وأشارا إلى أن الوادي يعاني من طرح كميات هائلة من المياه العادمة، وتلوث في المياه الجوفية، وإلقاء النفايات الصلبة، وتدمير المواطن البيئية، وتناقص عشائر وأنواع الحياة البرية، وتدمير الملامح التضاريسية والجيوموروفولجية للوادي.
أما الدكتور يوسف إبراهيم –أستاذ الجغرافيا بجامعة الأقصى- فعرض دراسة في التغيرات السكانية والميزان الديموغرافي، وتطرق إلى علاقة الوجود اليهودي بفلسطين عبر التاريخ وتطور عددهم، وسكان فلسطين قبل نكبة عام 1948، وتطور أعداد السكان فيها، والتقديرات المختلفة لأعدادهم.
الأسرة الفلسطينية في ظل النكبة
وعن الجلسة، فقد بحثت واقع الأسرة الفلسطينية في ظل النكبة، وترأس الجلسة الدكتور وليد شبير –أستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد بالجامعة الإسلامية- وتناول الدكتور شبير الأسرة الفلسطينية ودورها التنموي، وأشار إلى الوظائف الاجتماعية والاقتصادية للأسرة ودورها في التنشئة الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، وزيادة الإنتاج.
وألقى الدكتور وليد عامر –أستاذ اللغويات المشارك بالجامعة الإسلامية- نظرة على النكبة وتأثيراتها على اللاجئين الفلسطينيين، قدم من خلالها مسحاً تاريخياً موجزاً للقضية الفلسطينية منذ النكبة، موضحاً حال الشعب الفلسطيني بعدها، وأكد على دعم حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم.
وتحدث الدكتور جود الشيخ خليل –أستاذ الجغرافيا بجامعة الأقصى- عن دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تنشئة الطفل الفلسطيني، ولفت إلى مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل: الأسرة، والمدرسة، ودور العبادة، وجماعة الأقران، ووسائل الإعلام، وناقش تأثيرها على الطفل الفلسطيني.
وتناول الأستاذ رشاد المدني، الأستاذ عبد الحميد الفراني –باحثان- التعليم في قرى قضاء غزة، واعتمدا على دراسة أحوال التعليم من خلال روايات شفوية مستقاة من أفواه أناس عايشوا تلك المرحلة.