كلمة رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية – رئيس حملة الإعمار
المهندس/
جمال الخضري
على مدى أكثر من ثلاثين عاماً صاغت الجامعة الإسلامية
قصة نجاح عَزَّ نظيرها، فقد بدأت في الخيام حين منعها الإحتلال من إقامة مبانيها،
ثم قي مبان مؤقتة مسقوفة بالأسبست، وواجهت على مدى سنوات الاحتلال أعتى المحن،
لكنها صمدت واستمرت في مسيرة العطاء ، وشيدت مبانيها الرائعة، وجهزت مختبراتها
بأرقى الأجهزة وحققت مستوى من التميز العلمي والأكاديمي ليضاهي ما هو موجود في
أرقى الجامعات ، وأنشأت شبكة من العلاقات مع العشرات من المؤسسات الأكاديمية ،
والجامعات على المستووين العربي والدولي ، وحصدت العديد من الجوائز، وأثبت طلبتها
وخريجوها أنهم قادرون على المنافسة بل والتفوق على خريجي الكثير من الجامعات
المرموقة حين تنافسوا مع غيرهم في عدة مسابقات محلية وإقليمية ودولية، وسجل
أساتذتها وباحثوها إبداعات مهمة.
على
مدى ثلاثين عاماً خرجت الجامعة الآلاف من الخريجين المتميزين في أكثر من
خمسين تخصص قي مختلف المجالات العلمية والهندسية والشرعية والإنسانية، وقدمت خدمات
جليلة للمجتمع بالإضافة لخدمات الاستشارات والفحص للتربة والمياه ولمختلف
مواد البناء والأغذية وغير ذلك، وكان للجامعة إسهاماتها الواضحة في مجال البحث
العلمي.
في لحظة مجلبة بالحزن قذفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي
بحممها وصواريخها تجاه مباني الجامعة الإسلامية وفي لحظات تحول مبنيان وهما مبنى
المختبرات العلمية ومبنى الهندسة والتكنولوجيا إلى رماد .. وتحت هذا الرماد قبعت
أكوام الحديد المنصهر لآلاف الأجهزة العلمية التي ضمتها أربعة وسبعون مختبراً
علميا هندسياً مجهزة بأحدث الأجهزة كان يحتويها هذان المبنيان .. إلى جانب ذلك
تضررت باقي المباني الجامعية بأضرار متفاوتة ، إن الجامعة الإسلامية التي عملت تحت
أقصى الظروف وعانت على مدى السنوات من سياسات الاحتلال الظالمة ولكنها صمدت
واستمرت وأبدعت في عطائها وتحولت من جامعة الخيام إلى جامعة القلاع وواحة العلم
والمتعلمين ، إن هذه الجامعة سوف تبقى وسوف تتطور وتزدهر وتوسع من خدماتها لأبناء
فلسطين.
إننا
في مجلس أمناء الجامعة الإسلامية إذ نظلق هذه الحملة لإعمار الجامعة ومساعدة
طلبتها لنؤكد أننا وائقون بأنه بالاعتماد على الله أولاً، ثم بدعم كل المخلصين من
أبناء أمتنا العربية والإسلامية ومن أحرار العالم سوف نواصل دورنا ورسالتنا ..
لغرس فسائل الخير، ونرعى الأجيال ونقدم لها العلم النافع سياج من الخلق القويم،
ونحن على يقين أن سلاح العلم هو السلاح الأهم في معركة الصبر والصمود التي يسطرها
شعبنا على أرض فلسطين، إن المساهمة في إعادة إعمار الجامعة، والمساهمة في مساعدة
طلابها وطالباتها الذين بم يعد بإمكان ذويهم أن يسددوا رسومهم .. إن هذه المساهمة
هي صدقة جارية ، ومساهمة في استمرارية رسالة العلم والحضارة ومساعدة لأهالي الطلبة
ودعم وتثبيت لشعب فلسطين الصبور.