ستبقى الجامعة الإسلامية صرحاً علمياً شامخاً رغم القصف والدمار

ستبقى الجامعة الإسلامية صرحاً علمياً شامخاً رغم القصف والدمار

 

رفعت الجامعة الإسلامية منذ نشأتها في العام 1978م راية العلم والمتعلمين؛ لتعلن للأجيال المتعاقبة على مر العصور اهتمامها الحثيث والمتواصل بتحقيق أعلى درجات النهضة العلمية على مستوى الوطن العربي، ولتقدم بذلك صورة نموذجية لمؤسسة أكاديمية حضارية، فهي أول مؤسسة للتعليم العالي في قطاع غزة تحتضن ما يقارب من عشرين ألف طالب وطالبة من أبناء الشعب الفلسطيني، وتخرج آلاف الطلبة سنوياً، تخطت الجامعة عبر ثلاثة عقود من الزمان أصعب الظروف التي يعيشها سكان قطاع غزة وهي تشق طريقها بثبات وثقة نحو تحقيق الرفعة والتقدم، ظللت الجامعة موظفيها وطلبتها بأوراقها الخضراء اليانعة التي رويت بجهود المحبين والداعمين للجامعة والحريصن على خدمة المسيرة التعليمية لتحقق بذلك حضوراً علمياً متميزاً في الأوساط التعليمية.

وبالرغم من دورها الريادي في تقديم خدمة التعليم الأكاديمي والبحث العلمي وخدمة المجتمع إلا أن طائرات الاحتلال أبت إلا أن تحقق أهدافها في طمس الهوية الفلسطينية وإلغاء معالم الحضارة الإسلامية ومحاربة الثقافة العربية الأصيلة عندما أغارت بطائراتها الحربية بعد منتصف ليل يوم الأحد الموافق الثامن والعشرين من كانون أول/ ديسمبر 2008م على ذلك الصرح العلمي الشامخ لتتوقف معها نبضات قلوبنا وليزداد ترقبنا لشاشات التلفزة ولتصغى آذاننا لسماع الأخبار الإذاعية العاجلة ومعها ترتسم علامات الحزن والأسى على وجوه أبناء الشعب الفلسطيني عامة وأبناء الجامعة خاصة، لتعلن الأخبار الإذاعية عن استهداف طائرات الاحتلال لمباني الجامعة الإسلامية.

امتدت تلك الأيادي لتطال منارة العلم الراسخة على مدار ثلاثين عاماً من البذل والعطاء التي كانت وما زالت عنواناً للتحدي والصمود، كلماتنا تقف عاجزة أمام الدمار والتخريب والهدم الذي ألم بمباني الجامعة ومختبراتها وأجهزتها وقاعاتها الدراسية وأثاثها ومكاتبها، ولم تسلم حدائقها وأشجارها من الحرق والإبادة.

أحجار مبانيها المتناثرة على أرض الجامعة تروي قصة نجاح كبيرة تُسجل لأساتذة الجامعة وعلمائها وطلبتها عبر براءة اختراعاتهم وتميزهم الأكاديمي وأدائهم العلمي والإداري الرفيع، أجهزتها ومختبراتها العلمية المدمرة تدخل الحزن والأسى على قلوب مشاهديها لتذكرهم بإنجازاتها العظيمة وخدماتها المتميزة التي تضاهي ما تقدمه أضخم المختبرات في فلسطين، وكيف لنا أن ننسى مبنى المختبرات العلمية الذي تم تدميره بشكل كامل والذي يخدم المساقات الأكاديمية النظرية لطلبة البكالوريوس والباحثين من طلبة الدراسات العليا في كلية العلوم بالجامعة، ويضم المبنى مختبرات تخدم الدراسات البيئية والريفية وفحص المياه والتربة.

وتعرض مبنى سمو الأمير تركي بن عبد العزيز للهندسة وتكنولوجيا المعلومات للتدمير بشكل كامل ويضم المبنى: مراسم لكلية الهندسة، مركز لعمارة التراث الفلسطيني، والمختبرات الدراسية للكهرباء والحاسوب والأبحاث الدراسية التي تخدم المساقات النظرية.

وقد ألحق القصف أضراراً فادحة أدت إلى سقوط أجزاء من مبنى اللحيدان للقاعات الدراسية، ومبنى طيبة للقاعات الدراسية، فضلاً عن تهشم أثاث وزجاج باقي مباني ومرافق الجامعة.

-
x

المساعد الذكي

متصل
×