نظمت كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية يومها الدراسي الثاني عشر المعنون: “المعالجات الشرعية والحقوقية والتربوية للمشاكل الأسرية”، وقد حضر الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي الذي عقد في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية الأستاذ الدكتور عادل عوض الله –نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشئون الأكاديمية، والدكتور ماهر الحولي –عميد كلية الشريعة والقانون، رئيس اليوم الدراسي، والدكتور أحمد شويدح –رئيس لجنة الإفتاء، رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، والدكتور ماهر السوسي –نائب عميد كلية الشريعة والقانون، رئيس اللجنة العلمية لليوم الدراسي، والأستاذ عاطف أبو هربيد –رئيس قسم الشريعة الإسلامية، عريف حفل الافتتاح، وأعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني، ولفيف من الأكاديميين، والوجهاء، والمخاتير، والتربويين، والشرعيين، وطلاب وطالبات كلية الشريعة والقانون.
وتحدث الأستاذ الدكتور عوض الله عن دأب كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية على تنظيم الأيام الدراسية الهادفة، وأثنى على جهد الكلية في هذا المجال، والتي سبق وأن حازت درعاً تقديراً لمساهمتها العلمية، وعقدها الأيام الدراسية التي تسبر أغوار موضوعات دقيقة، وقدر الأستاذ الدكتور عوض الله جهد الكلية في عقد يوم دراسي يتناول اللبنة الأولى للمجتمع، ودعا إلى غرس المفاهيم التربوية بين أفراد الأسرة، والعمل بموجب ما جاء في التربية والتقوى والمحبة والأخلاق.
وذكر الدكتور الحولي أن كلية الشريعة والقانون تتواصل مع المجتمع في مختلف احتياجاته، وتناول الأسرة باعتبارها اللبنة الأولى الصالحة في بناء المجتمع السليم المعافى، وشدد الدكتور الحولي على أن يكون الاهتمام بالأسرة عظيماً، وأضاف أن الإسلام أقام سياجاً منيعاً لحماية الأسرة من الضعف، وتابع أن التشريع حرص على تنظيم الأسرة وتحديد الاختصاصات والواجبات والإجراءات للحفاظ عليها.
وأوضح الدكتور شويدح أن اليوم الدراسي يهدف إلى توضيح حقوق الأسرة في الشريعة الإسلامية، ووضع حلول عملية لحل الخلافات الزوجية، وتفعيل دور المؤسسات في حل المشكلات الأسرية، ووضع دليل للتثقيف الأسري العملي، وأفاد الدكتور شويدح أن اليوم الدراسي يشتمل على ثلاثة محاور تناقش حقوق الأسرة في الشريعة والقانون، ودور المؤسسات الشرعية والتربوية والحقوقية في حل المشكلات الأسرية، والمعالجات العملية للمشاكل الأسرية.
حقوق الأسرة في الشريعة والقانون
وبخصوص الجلسات العلمية لليوم الدراسي فقد قدمت إلى الجلسة الأولى مجموعة من أوراق العمل، حيث تناول الدكتور ماهر الحولي –عميد كلية الشريعة والقانون- العلاقات الأسرية في الإسلام وتحدث الدكتور الحولي عن اهتمام الإسلامي بحماية الأسرة من آفات الفساد والهدم، وتناول الواجبات الملقاة على الرجل والمرأة داخل الأسرة ضماناً لاستقرارها، وذكر الدكتور الحولي أن الإسلام راعى حماية الأسرة في الخارج، وشدد على حرص الإسلام على تنظيم مؤسسة الأسرة، وضبط الأدوار فيها، وتوزيع الاختصاصات.
واستعرض الدكتور الحولي حقوق الزوجة على زوجها، وحقوق الزوج على زوجته، وأكد على أهمية تنظيم العلاقات الأسرية الأبوية، وواجبات الآباء نحو الأبناء مثل: التسوية في المعاملة، والتربية والتعليم، فضلاً عن حقوق الأبويين على الأبناء، وتناول الدكتور الحولي أسس العلاقة الأسرية السليمة مع الجيران.
وتحدث كل من: الدكتور محمد النحال –رئيس قسم الشريعة والقانون عن حقوق الأسرة في القانون الفلسطيني، بينما عرض الدكتور مازن هنية –عميد الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، حدود العلاقة الشرعية بين المخطوبين.
دور المؤسسات في حل المشكلات الأسرية
وبخصوص الجلسة الثانية لليوم الدراسي فقد ناقشت دور المؤسسات الشرعية والتربوية والحقوقية في حل المشكلات الأسرية، وقدمت إلى الجلسة مجموعة من أوراق العمل، حيث أوصى الأستاذ سعيد أبو الجبين –عضو محكمة الاستئناف الشرعية- في نهاية ورقة العمل التي قدمها بعنوان: “التوجيه الأسري في المحاكم الشرعية” بإيجاد قسم للتوجيه والإصلاح الأسري في كل محكمة بهدف تقليل نسب الطلاق، وحث على تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية والاتحاد النسائية، بهدف تنظيم البرامج الاجتماعية التي تخدم الأسرة واستقرارها، وضرورة التنسيق فيها، وطالب الأستاذ أبو الجبين بإقرار منهج دراسي في العلاقات الأسرية لطلاب الجامعات والكليات، وإعداد وتأهيل مختصين في المجتمع في الإصلاح الأسري، والاهتمام بالإعلام وإدراك دوره في الثقافة الأسرية الصحيحة.
ووقف الأستاذ رضوان النخالة –منسق لجان الإصلاح في رابطة علماء فلسطين- على دور علماء فلسطين ولجان الإصلاح، وبين أنه يحق للمصلح أن يختار الأسلوب المناسب والزيادة في القول والحذف لبعض الكلام للمتخاصمين إذا رأى ذلك مناسباً للتسهيل في رفع الخلاف والتأليف بين القلوب، وأكد الأستاذ النخالة أن الله جمع في كتابه العزيز الصدقة والمعروف والإصلاح حتى لا ينسى المكلف واحدة منهما فيحرص على ثلاثتها.
وتحدث الدكتور عليان الحولي –مساعد نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشئون الأكاديمية، رئيس وحدة الجودة- عن دور المؤسسات التربوية في حل المشكلات الأسرية، وأوصى الدكتور الحولي بإدراج مواضيع التربية الأسرية في المقررات الدراسية، وإدراج مواضيع للتربية النسوية في المراحل الثانوية والجامعية، وتأسيس وحدات للإرشاد الاجتماعي والنفسي في كل مؤسسات التعليم العالي، وتوجيه الطلبة وإرشادهم ونصحهم لحياتهم المستقبلية، وتضمين البرامج الإعلامية المختلفة بالمعارف والمعلومات والقيم والأنماط السلوكية المتعلقة بالأسرة.
وتحدث الأستاذ عبد المنعم الطهراوي –منسق مشاريع في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاع- عن أسباب الخلافات الأسرية داخل المجتمع الفلسطيني، ومنها: الفقر الشديد والظروف المعقدة، وعدم الوعي بأهمية المرأة داخل الأسرة، وضغوط وأعباء الحياة اليومية، وضعف الوازع الديني، وضعف أو غياب سطوة القانون، وتدخل الأهل في الحياة الزوجية، وتغير العلاقات الاجتماعية.
بدوره، تناول الدكتور أحمد شويدح –رئيس لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية- دور لجنة الإفتاء من خلال واجبات تقوم بها في مجالات الوعظ والإرشاد الديني، ودورها تجاه الجامعة والعاملين والطلبة والمجتمع المحلي، ولجان الإصلاح والمجامع الفقهية ودور الفتوى، وذكر أن ما يميز اللجنة هو الجمع بين العلم بالشرع والدراية بالواقع، ووجود لجنة دائمة للإفتاء ووجود لجنة لمستشاري الإفتاء.
والمعالجات العملية للمشاكل الأسرية
وحول الجلسة الثالثة فتناولت المعالجات العملية للمشاكل الأسرية، وقدمت إلى الجلسة مجموعة من أوراق العمل، حيث قدم الدكتور عبد الفتاح الهمص –أستاذ الصحة النفسية المساعد بالجامعة الإسلامية- ورقة عمل حول طرق ووسائل الحد من الاضطرابات النفسية لدى الأبناء، وحث الدكتور الهمص على توعية أفكار الأبناء وصيانة عقائدهم، وتهيئة البيئة التربوية والأسرية المناسبة للطفل، وتلبية احتياجات الأطفال على مستوى الأسرة والمدرسة والمجتمع، وتجنب الإشكالات التي تؤذي الأطفال بدنياً أو صحياً أو نفسياً.
وأوصى الدكتور ماهر السوسي –نائب عميد كلية الشريعة والقانون- خلال عرضه ورقة عمل حول الأنشطة العملية في تربية الأطفال بضرورة وجود القدوة الصالحة التي يقتدي بها النشأ، والاستفادة من أوقات الفراغ في حياة الأبناء، والاهتمام التام بالتعليم التربوي والثقافة الأسرية والتأكد من رفقة الأبناء والاطمئنان على استقامة حالهم، ومتابعة أداء الأبناء لواجباتهم الدينية.
وتناول الأستاذ عاطف أبو هربيد –رئيس قسم الشريعة الإسلامية- دليل التثقيف الأسري العملي وحث على القيام بحملة تثقيف واسعة متعلقة بالنظام الأسري من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وعقد دورات للمقدمين على الزواج للمساهمة في تأسيس أسرة ناجحة، وإدراج الثقافة الأسرية ضمن المناهج التعليمية، وإنشاء مكتبة صغيرة لكل أسرة تشمل أهم الكتب التي تساهم في رفع المستوى الثقافي.