نشرت جريدة القدس اليومية الفلسطينية على موقعها على شبكة الإنترنت تقريراً عن والد وابنه تخرجا من الجامعة الإسلامية في الفوج السابع والعشرين أحدهما الأب ” حسن عبد الله الخطيب” والآخر الابن ” أحمد حسن الخطيب”، وقد حصل الأب على درجة الماجستير من كلية أصول الدين بينما حصل الابن على درجة الماجستير في هندسة الاتصالات، وفيما يلي نص التقرير الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني:
“ما أجمل أن يجتمع الأب ونجله في حفل تخرج واحد وهما يرددان نشيد الجامعة الإسلامية “لبيك جامعتي”، وكل واحد منهما يقف بجوار الآخر وينظر إليه بنظرة الفخر وفي الوقت نفسه نظرة شموخ ومحبة وهما يلبسان ثوب التخرج، وقد رسمت على ملامحهما ابتسامة مشرقة خاصة بعد أن استلما شهادة التخرج بيد وباليد الأخرى باقة الورد أمام جمهور كبير وهو يصفق بحرارة تقديراً لهما وحباً للاقتداء بهما.
الفخر والاعتزاز
شعور بالفخر والاعتزاز كان يملأ قلب الأب حسن عبدالله الخطيب، والشعور نفسه كان يملأ فؤاد نجله أحمد فكانت كل نظرة منهما لبعضهما تحمل الكثير من المحبة وفي الوقت نفسه تحمل رسالة فكانت رسالة حسن لنجله ” افتخر بك يا بني الحبيب اليوم رفعت رأسي بحصولك على الماجستير”، وأما رسالة أحمد فكانت تقول:” يا والدي العزيز أفتخر بك دوما لقد شجعتني على الحصول على الدراسات العليا خاصة حينما كنت أجدك وأنت في سن (57 ) تدرس للحصول على الماجستير كان بحد ذاته دافعاً لأن أنجح وأتفوق”.
قال الأب حسن الخطيب: ” حينما كنت أقف بجوار نجلي أحمد في حفلة التخرج كنت أشعر بشعور لا أستطيع أن أوصفه لكونه أكبر بكثير من مجرد كلمات؛ وهذا كله كان بفضل الله تعالى”.
وأشار بعد أن مسح عرق تعب الدراسة وأبدلها بابتسامة النجاح والتفوق “التفكير بالحصول على الماجستير ليس بالأمر السهل خاصة أن عمري (57 )عاماً ولدي الكثير من المسئوليات سواء التي تتعلق بالمنزل أو مدرسة أسامة بن زيد التي أعمل بها مدرساً للتربية الإسلامية”.
وأوضح أن نجله أحمد كان كثيراً ما يساعده في إحضار الكتب والمراجع له من الجامعة الإسلامية فهو كما قال والده يساعدني ولا أساعده.
وذكر أن نجله أحمد حصل على الماجستير في هندسة الاتصالات مما كان له الصعوبة أن يساعد نجله بينما نجله كان يقدم له المساعدة في إحضار ما يحتاج من كتب، مضيفاً “إلا إنني أقدم له الدعاء بأن يوفقه الله تعالى دوما”.
وعبر عن شعور بالسعادة حينما كان يدرس مع نجله في البيت رغم اختلاف اختصاص كل واحد منهما، فقد كان الأب في كلية أصول الدين بينما الابن في كلية الهندسة.
وأردف قائلاً: “حصولي على الماجستير مع نجلي شجعني أن أحصل على الدكتوراه معه أيضاً”.
وحول سبب تفكيره باستكمال الدراسات العليا والحصول على الماجستير، تابع قائلاً: “قبل أعوام رغبت بالمشاركة في بحث حول الإعجاز بالقرآن الكريم ورغم إنجازي له إلا أن الجهة المنظمة للمؤتمر رفضته لأنني لا أحمل درجة الدكتوراه أو الماجستير فكان ذلك دافعاً في نفسي لاستكمال الدراسات العليا”.
وذكر أن لحظة تسلمه شهادة التخرج كانت من اللحظات الجميلة التي أنعم الله تعالى عليه خاصة أن إدارة الجامعة الإسلامية والهيئة الأكاديمية والجمهور كان ينظر له ولنجله بالفخر والمحبة.
33 عام
33 عاماً هو فارق السن الذي كان يكبر به الأب حسن عن نجله أحمد ومع ذلك جاور أحدهما الآخر في حفل التخرج بالجامعة الإسلامية لطلبة الماجستير.
الشعور بالفخر والاعتزاز كلمتان كما اجتمعت في قلب حسن اجتمعت في قلب أحمد( 24 سنة) قائلاً:” أشعر بالفخر والاعتزاز بوالدي الحبيب فقد تعلمت منه الكثير وكيف يمكن للإنسان أن يحقق طموحاته وأحلامه بالجد والاجتهاد لا بالعمر”.
وأضاف: حينما كنت أجد والدي يدرس في المنزل كان ذلك دافعا بالنسبة لي بأن أدرس من أجل الحصول على درجة الماجستير.
ومن المواقف الطريفة مع والده في الدراسة، تذكر أحمد والده حينما كان يجلس أمام جهاز الكمبيوتر لساعات طويلة وكثيراً ما كان يطلب منه الجهاز ويقول له والده:”أمهلني خمس دقائق”، وطبعاً الدقائق كانت تستمر لساعات طويلة حتى الثانية عشر ليلاً لتدخل في ذلك الوقت واسطة الأم لاسترجاع الكمبيوتر لأحمد.
وتابع أحمد بقوله:” التجربة السعيدة بالحصول على الماجستير مع والدي شجعت الرغبة لدي بالحصول على الدكتوراه مع بعضنا البعض”.
وفي باقة ورد جمعت من أنامل حسن الخطيب ونجله أحمد للجامعة الإسلامية تعبيراً عن شكرهما لجميع الخدمات التي تقدمها التي ساعدته كما ساعدت والده في الحصول على درجة الماجستير.