أظهرت دراسة علمية أعدها الدكتور عبد الفتاح عبد ربه –الأستاذ المساعد بقسم الأحياء بالجامعة الإسلامية- مجموعة من المشاكل البيئية والصحية التي تسبب فيها الحصار المفروض على قطاع غزة، وأوضحت الدراسة التي قدمت إلى مؤتمر الحصار والصحة النفسية.. الحواجز والجسور الذي نظمه برنامج غزة للصحة النفسية ومنظمة الصحة العالمية نهاية تشرين أول/ أكتوبر 2008م- أوضحت أنه من تلك المشاكل: تراكم النفايات الصلبة وتكدسها في أماكن تجميعها، وأشارت إلى ما ينتج عنها من القوارض التعايشية والآفات الحشرية المؤذية لصحة الإنسان وبيئته، فضلاً عن انتشار الروائح الكريهة، والغازات السامة المؤذية، وتلوث الهواء الناجم عن حرق أكوام القمامة وتلوث التربة والمياه الجوفية بالنفايات الصلبة وعصاراتها، وبينت النتائج أن التأثيرات طالت محطات معالجة المياه العادمة في قطاع غزة التي تنتج أكثر من (30) مليون متر مكعب من المياه العادمة سنوياً، وتسبب الحمل الزائد عليها وتقليص إمدادات الوقود لها في تصريف معظم المياه غير المعالجة أو المعالجة جزئياً في البيئات المفتوحة والأودية والبيئة البحرية، ونوهت الدراسة إلى زيادة تلوث المياه الجوفية التي تعتبر المصدر التقليدي الوحيد في قطاع غزة بالنترات والكلورايد ومسببات الأمراض حيث بلغت مسببات التلوث بها حدوداً مضاعفة للحد الذي تسمح به منظمة الصحة العالمية في مياه الشرب مما يشكل خطراً على صحة المواطنين ولا سيما الأطفال.
وحذرت الدراسة من زيادة التلوث الذي طال البيئة البحرية والشاطئية وتدمير أماكن الترفيه والاستجمام جراء طرح النفايات السائلة والصلبة، مما ضيق على السكان في المتنفس الرئيس لهم، إضافة إلى انتشار الأوبئة والأمراض بما فيها الأمراض النفسية بسبب انتشار الآفات والبعوض والطفيليات المعوية، وقلة مصادر الطعام، وتضاعف أسعارها، بسبب الصعوبات التي يوجهها المزارعون في ري محاصيلهم لاعتماد معظم مضخات آبار المياه على وقود السولار.