
انطلقت في الجامعة الإسلامية فعاليات المؤتمر الشعبي الثاني الذي ينظمه مركز القرآن الكريم والدعوة الإسلامية بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع رابطة علماء فلسطين، وعقد المؤتمر تحت عنوان: “الإصلاح بين الناس في ضوء القرآن والسنة” في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة الإسلامية، وقد حضر أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر سعادة الدكتور أحمد بحر –رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة، والدكتور طالب أبو شعر- وزير الأوقاف والشئون الدينية ممثلاً لدولة الأستاذ إسماعيل هنية- رئيس الوزراء، والدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، والأستاذ الدكتور عادل عوض الله –نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، والدكتور مروان أبو راس –رئيس رابطة علماء فلسطين، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وأعضاء من المجلس التشريعي، والدكتور نسيم ياسين –عميد كلية أصول الدين، والدكتور عبد الكريم الدهشان –رئيس مركز القرآن الكريم والدعوة الإسلامية بالجامعة، وعدد من عمداء الكليات بالجامعة، ورؤساء وأعضاء لجان الإصلاح في محافظات قطاع غزة، وجمع من المصلحين والمخاتير والوجهاء في قطاع غزة، وأعضاء من هيئة التدريس بالجامعة، وجمع غفير من الطلبة.
إصلاح ذات البين
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أكد سعادة الدكتور بحر على دور رجال الإصلاح في حفظ الأمن والآمان للمواطن، وإصلاح ذات البين، وفض النزاعات والخلافات بين المتخاصمين، وبين أن الإصلاح يرسخ قواعد العدل والمساواة بين الناس، ويحفظ كرامتهم، ويصون حقوقهم.
بدوره، أشاد الأستاذ الدكتور عوض بأداء ودور رجال الإصلاح المهني في المجتمع الفلسطيني، وتقديمهم للخدمات الجلية التي تساهم حل النزاعات، ورد الحقوق والأمانات إلى أهلها.
وشدد الأستاذ الدكتور عوض الله على أهمية العلم والتمسك بحدود الشرع في تحليل المشكلات وفض الخلافات بين الناس، ولفت إلى المكانة التي تحتلها المرأة العالمة في الإصلاح بين الناس في القضايا الاجتماعية.
تفكيك الأزمات
من جانبه، أشار الدكتور ياسين إلى دور رجال الإصلاح في تفكيك الأزمات ومساعدة أبناء الشعب في حل مشكلاتهم وتخفيف العبء عنهم وتيسير أمورهم الحياتية، وبين الدكتور ياسين الأمانة الملقاة على عاتق المصلحين في دعوة الناس إلى الخير والهدى والرشاد، وتوجيههم إلى شرع الله وسنة نبيه.
وأكد الدكتور ياسين على أهمية تمسك المصلحين بأساليب التراضي بين الناس والإصلاح فيما بينهم ليصبح للشرع مكانة في قلوب الناس يرفع من مستوى العاملين به من خلال الاقتداء بسنة الرسول، والتعرف على طرق تعامل الرسل والصحابة مع أمور الإصلاح بين الناس ورد حقوقهم.
مكانة الإصلاح في المجتمع
من ناحيته، تحدث الدكتور أبو راس عن مسيرة الإصلاح في المجتمع، ونشأتها، وجهود المخلصين فيها، وتمسك رابطة علماء فلسطين بتشكيل لجان الإصلاح في مختلف محافظات غزة، وبين الدكتور أبو راس مكانة الإصلاح في المجتمع في تعزيز الأمان والأمن الاجتماعي بين الناس، ولفت إلى جهد رجال الإصلاح في البذل والعطاء وحمل أمانة الدعوة إلى الله وإصلاح ذات البين.
وأثنى الدكتور أبو راس على دور رجال الإصلاح العرفيين والشرعيين في تحكيم شرع الله بين الناس، وتفانيهم في حل العديد من المشكلات المتعلقة بقضايا العقارات والأموال المعلقات، وجرائم القتل.
وقدم الدكتور الدهشان عرضاً لإنجازات مركز القرآن الكريم ورؤيته المستقبلية في تقديم الخدمات التي يحتاجها المجتمع الفلسطيني، وبين أن الواجب الديني والأخلاقي يحتم على الجامعة ومؤسسات المجتمع المحلي الوقوف لحل المشكلات التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني، ومشاركة الجهات المعنية وأصحاب القرار في توفير سبل الأمن لهم.
جلسات المؤتمر
وبخصوص جلسات المؤتمر، فقد انعقد المؤتمر على مدار جلستين، حيث ترأس الجلسة الأولى الدكتور نسيم ياسين، وقدم خلال الجلسة الدكتور مروان أبو راس ورقة عمل بعنوان: “توجيهات هامة لرجال الإصلاح”، وتحدث الدكتور عبد الرحمن الجمل –رئيس دار القرآن والسنة عن الإصلاح في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، وتطرق الدكتور جميل الطهراوي –عضو هيئة التدريس بقسم الخدمة الاجتماعية بالجامعة- إلى الديناميكيات النفسية في المشكلات العائلية.
وبخصوص الجلسة الثانية للمؤتمر فقد ترأسها الدكتور ماهر الحولي –عميد كلية الشريعة والقانون، وتحدث خلالها الأستاذ إسلام شهوان عن دور أجهزة الأمن في خدمة مسيرة الإصلاح، وتناول الدكتور سالم سلامة –عضو المجلس التشريعي- نماذج من السنة المطهرة في الإصلاح، والتحكيم القانوني وضوابطه، وتحدث الأستاذ فرج الغول–رئيس اللجنة القانونية بالمجلس التشريعي، وزير العدل المكلف، الإصلاح بين الناس في ظل القانون