أطلق الأستاذ الدكتور ناصر إسماعيل فرحات- رئيس الجامعة الإسلامية بغزة، عبر مؤتمر صحفي “عام التنمية المستدامة الأول”، والذي يأتي ضمن مبادرة ورؤية الجامعة لحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأقيم المؤتمر أمام مبنى الإدارة وأعضاء هيئة التدريس بحضور الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة- عميد الجودة والتطوير، وجمع من العاملين في الجامعة والطلبة، ولفيف من الجهات الإعلامية.
رؤية الجامعة
وشدد الأستاذ الدكتور فرحات في كلمته خلال المؤتمر الصحفي، على أن الجامعة الإسلامية اعتمدت رؤية منذ نشأتها أن تكون منارة علمية رائدة للمعرفة والثقافة وخدمة الإنسانية لإحداث نهضة مجتمعية شاملة، وهذه الرؤية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً في تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع الفلسطيني والمجتمع الدولي.
ونوه الأستاذ الدكتور فرحات إلى أن المجتمع الدولي ترجم اهتمامه بتحقيق التنمية المستدامة عام 2015 بإطلاق خطة عام 2030م التي عملت على تناول كل القضايا التي تمس الحياة على كوكب الأرض، ووضع هذه القضايا على شكل أهداف عددها سبعة عشر هدفاً متكاملة (sustainable development goals- SDGs) والتي تُعرف أيضًا باسم الأهداف العالمية، باعتبارها دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030م، مع التركيز على أن التنمية يجب أن توازن بين ثلاثة محاور أساسية هي: النمو الاقتصادي، التقدم الاجتماعي، وحفظ وحماية البيئة.
إنجازات الجامعة والتنمية المستدامة
وفيما يخص إنجازات الجامعة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، أكد الأستاذ الدكتور فرحات أن للجامعة الإسلامية مساهمات كبيرة في تحقيق مختلف أهداف التنمية المستدامة؛ عبر اعتمادها لمعيار التنمية المستدامة في عملياتها التشغيلية وبرامجها الأكاديمية ونتاجها البحثي وأنشطتها الموجهة لخدمة المجتمع، وتابع حديثه قائلًا: “أخص بالذكر الهدف الثالث الذي ينص على “تعزيز الصحة الجيدة والرفاه للجميع”، حيث تعمل الجامعة ببرامجها الصحية المختلفة عبر كلية الطب وكلية التمريض وكلية العلوم الصحية على رفد المجتمع بالكوادر الطبية المؤهلة والمدربة، كما تعمل على نشر الثقافة، وإنجاز البحوث العلمية الرصينة، وتقديم برامج الدبلوم في ذات السياق، وقد أثبتت جائحة كورونا أهمية دور الجامعات في تعزيز صمود المجتمع في مواجهة مختلف التحديات وخاصة الصحية منها”.
وأضاف الأستاذ الدكتور فرحات “أما عن مساهمات الجامعة في الهدف رقم (4) من أهداف التنمية المستدامة الذي ينص على “ضمان تعليم جيد شامل ومنصف وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”، فقد عملت الجامعة عبر برامجها في مختلف الكليات لإعداد المعلمين وتأهيلهم، علاوة على اعتماد الجامعة في تصميم مبانيها وبرامجها لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة إيماناً بحق الجميع للوصول للتعليم الجيد، وفي ذات السياق فإن الجامعة تعمل سنوياً لخدمة الطلبة وتوفير التمويل المالي لدعم الطلبة المحتاجين خاصة في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وعلى صعيد الهدف الخامس الذي ينص على “تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات”، أفاد الأستاذ الدكتور فرحات أن الجامعة تولي اهتماماً خاصاً في تعزيز المرأة الذي يظهر جلياً في نسبة التحاق الطالبات في الجامعة التي تصل إلى 59% من إجمالي عدد الطلبة في الجامعة، كما تعمل الجامعة جاهدة لتعزيز مفاهيم حقوق المرأة في المجتمع عبر المساقات الأكاديمية، وتعمل الجامعة على توظيف النساء في الجامعة حسب قوانين العمل الفلسطيني بما يضمن التعامل على نفس سلم الرواتب وإجازات الأمومة ومختلف الحيثيات التي تراعي الأدوار المختلفة للمرأة.
وقال الأستاذ الدكتور فرحات : “تولي الجامعة اهتماماً بالغاً بالحفاظ على البيئة والتي يعالجها كلاً من الهدفين السادس والسابع من أهداف التنمية المستدامة عبر استحداث برامج ومساقات تركز على آليات الحفاظ على البيئية وإدارة مكوناتها، حيث تركز البرامج الأكاديمية في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في كليتي الهندسة والعلوم على مواضيع متعلقة بالطاقة النظيفة، مثل: الطاقة الشمسية وطاقة الأمواج، وإدارة مصادر المياه، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة، كما تركز الجامعة في عملياتها التشغيلية على استخدام البدائل المراعية للبيئة، فالجامعة الإسلامية استطاعت أن تعتمد في عملياتها التشغيلية على الطاقة الشمسية، وتطمح الجامعة للوصول إلى ما نسبته 70% من إجمالي استهلاكها للطاقة من الطاقة الشمسية.
وأوضح الأستاذ الدكتور فرحات أن الجامعة لم تغفل عن أهمية الحفاظ على الهوية الفلسطينية عبر المساهمة في تحقيق الهدف الحادي عشر والذي يعنى بـ “جعل المدن والمستوطنات الإنسانية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة” عبر اهتمامها في حفظ التراث المعماري والشفوي في غزة والمساهمة في ترميم المباني الأثرية وتشغيلها عبر مركز إيوان، إضافة إلى تقديم المساهمات المجتمعية في المجال.
ونوه الأستاذ الدكتور فرحات إلى أن الشراكات الأكاديمية المحلية والإقليمية والدولية كانت دوماً وسيلة أساسية لتفعيل دور الجامعة، وطرق مناطق تنموية جديدة عبر نقل الخبرات والمعرفة، وتعزيز التبادل الثقافي لتناول قضايا مجتمعية عالمية من منظور فلسطيني، وإبراز دور الجامعة كشريك أساسي للمؤسسات حول العالم لتحقيق التنمية وتعزيز الهوية والوجود الفلسطيني بالرغم من ظروف الحصار الذي يحد من مشاركاتنا الدولية وانخراطنا في دوائر خلق المعرفة، إلا أن الجامعة بتوفيق الله واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة قد استطاعت كسر الفجوة، واليوم الجامعة الإسلامية تحتفل بشراكات مع أكثر من (350) مؤسسة تعليم عالي وبحث علمي ومؤسسات مجتمعية عبر تنفيذ أكثر من (150) مشروعًا لتعزيز القدرات الأكاديمية والبحثية، وإجراء البحوث المشتركة وبرامج خدمة المجتمع، وبهذا الإنجاز تلتقي الجامعة مع الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، الذي يركز على أهمية “عقد الشراكات المحلية والإقليمية والدولية كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة”.
نظرة مستقبلية
وختم الأستاذ الدكتور فرحات كلمته قائلًا :”إيماناً من الجامعة بقيمة وأهمية دور الجامعة في المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر جميع أنشطتها وعملياتها، ولضمان الالتزام بتطبيق هذه الأهداف فقد اعتمدت الخطة الإستراتيجية للفترة القادمة 2024 أهداف التنمية المستدامة كمحور أساسي ومظلة عامة بحيث تم تضمينها في كافة مفاصل وغايات الخطة الإستراتيجية للفترة 2020-2024. وقد أطلقنا صفحة إلكترونية تعنى بالتنمية المستدامة في الجامعة، وحالياً في إطار تنفيذ سلسلة من الأنشطة التوعوية داخل الحرم الجامعي، وعلى صفحة الجامعة ووسائل التواصل الاجتماعي، هذا وسيتم مراقبة تنفيذ هذه الإستراتيجية عبر التقارير الدورية ولجان المتابعة مع الكليات والعمادات المختلفة في الجامعة، وتطمح الجامعة في نهاية هذا العام أن يكون لها مساهمات ملموسة في كافة الأهداف السبعة عشر للاستدامة وإصدار تقارير الاستدامة الخاصة بكل هدف.
ومن هذا المنبر أدعو جميع الطلبة والمدرسين بوضع رؤية التنمية المستدامة نصب أعينهم من خلال تنفيذ الأنشطة في إطار تنموي شامل.