عقد مركز الأبحاث والتطوير بمستشفى الصداقة التركي الفلسطيني اليوم العلمي الأول من نوعه في مجال السرطان، الذي جاء بعنوان: “أولويات أبحاث السرطان في قطاع غزة”، وذلك في قاعة المؤتمرات العامة في المستشفى، وبدعم كريم من شركة بيرزيت لصناعة الأدوية.
واستعرض الباحثون -خلال ثلاث جلسات علمية- آخر مستجدات أبحاث السرطان في القطاع، وناقشوا أولوياتها وسبل تطويرها بناءً على نظريات الطب المسند بالبراهين والأدلة.
وحضر اليوم العلمي كل من: الدكتور عبد اللطيف الحاج- بالنيابة عن وكيلَ وزارة الصحة الفلسطينية، والدكتور كمال الشرافي- وزير الصحة الأسبق في قطاع غزة، والدكتور محمد العكلوك- نائب رئيس مجلس أمناء مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، والدكتور فضل نعيم- عميد كلية الطب بالجامعة الإسلامية، والدكتور صبحي سكيك- مدير عام مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، والأستاذ الدكتور يوسف الجيش- مدير مركز الأبحاث والتطوير في مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، والأستاذ خالد شراب- ممثل شركة بيرزيت لصناعة الأدوية، إلى جانب ثلة كبيرة من القامات العلمية العاملة في المجال الطبي في قطاع غزة، وأكاديميين ورؤساء أقسام من مختلف الجامعات الفلسطينية، بالإضافة إلى أخصائيين وباحثين في مجال الأورام، وجمع من طلبة كلية الطب في الجامعة الإسلامية.
وترأس اللجنة العلمية لليوم العلمي الأستاذ الدكتور صائب العويني-عضو الهيئة التدريسية بقسم الأحياء والتكنولوجيا الحيوية في الجامعة الإسلامية، فيما ترأس اللجنة التحضيرية الدكتور صهيب الهمص-استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة العلمية لليوم العلمي، شدد الدكتور الحاج على أن وزارة الصحة تسعى إلى تطوير ودعم كافة مكونات العمل الصحي في مؤسسات القطاع بشكل متوازي، بدءًا من الموارد البشرية، والحوكمة، والبنية التحتية، والأبحاث، وذلك من أجل تحقيق غاية سامية وهي تقديم خدمة أفضل للمريض وإيجاد علاجات ناجعة تساهم في علاج وتخفيف الألم.
بدوره، أثنى الدكتور العكلوك على الجهود العلمية الكبيرة المبذولة لخدمة شريحة مهمة وضعيفة في القطاع، وأكد على أن الجامعة ستكرّس جميع وسائل الدعم لدفع عجلة التطوير في مركز البحث بالمستشفى. وقال: “سنضع بين أيديكم كافة المقدرات التي تسهم في تطوير الرؤى العلمية وتحقيق قفزة نوعية في مجال البحث العلمي من أجل خدمة أمراض الأورام في القطاع، فهي أحد أكبر مسببات الوفاة بعد أمراض القلب وفقًا لمنظمة الصحة العالمية”.
من جانبه، أفاد الدكتور نعيم أن هذا اليوم العلمي هو باكورة أعمال المستشفى وثمرة تعاونه مع كلية الطب، مشيرًا إلى أن الكلية قد كانت أول من أحدث تغيير واضح في تطوير البحث الطبي في فلسطين من خلال المؤتمرات والأيام العلمية التي كانت تعقدها مع جامعات أجنبية خبيرة استطاعت أن تنقل ثقافة الطب التلطيفي والسريري والمراجعة الطبية السريعة إلى القطاع، موضحًا أن الكلية قد عقدت (9) مؤتمرات عملية، اثنان منها متخصصة في البحث العلمي المسند بالبراهين.
من ناحيته، رحب الأستاذ الدكتور الجيش بالحضور والمشاركين، وقدم نبذة تعريفية عن مركز الأبحاث والتطوير في المستشفى، وعرض الأقسام التي يقوم عليها عمل المركز متمثلةً بقسم البحث العلمي، وقسم التدريب، وقسم تعزيز الوعي المجتمعي، وقسم سجل السرطان.
وأوضح الأستاذ الدكتور الجيش أن المركز يعتبر الأول من نوعه في فلسطين كونه يربط بين الجانب البحثي الأكاديمي والجانب الصحي التطبيقي، مضيفًا بأن المركز يحرص على تشجيع الأبحاث الرائدة، ودعم الخبراء والباحثين؛ لإجراء الأبحاث العلمية التي تسهم في الحصول على نتائج مستندة إلى الدليل العلمي.
وأفاد الأستاذ الدكتور الجيش أن المرضى الذين يتلقون العلاج في مستشفيات تدعم البحث العلمي يحصلون على نتائج علاجية أفضل وأسرع.
وأشاد الدكتور سكيك بأنشطة مركز البحث والتطوير، وأضاف بأن هذا اليوم العلمي يأتي تنفيذًا لرؤية المستشفى بإنشاء مركزًا صحيًا وطنيًا يكون مرجعًا أساسيًا لمجال أبحاث السرطان داخل فلسطين، ويقدم خدمة متكاملة وفي مكان واحد تجتمع فيه كافة الخبرات، مما ينعكس إيجابًا على سرعة الاستجابة للعلاج، منوّهًا إلى أن المستشفى يحرص على دعم الأداء الطبي، الذي ينبني على سياسات وبروتوكولات علمية تدعم الممارسة الطبية المبنية على البراهين، وبمستوى أكاديمي وبحثي عالمي، يحاكي أوضاع القطاع.
وقال الدكتور سكيك: “نحن سعداء باستكمال المرحلة الأولى من استراتيجيات عمل المستشفى المتمثلة بنقل كافة مرضى الدم والأورام من مستشفيات القطاع إلينا، وقد شرعنا بتنفيذ فعلي للمراحل الأخرى المتمثلة بتقديم الخدمات المساندة للأورام خاصة الجراحة والعناية المركزة”، واختتم الدكتور سكيك كلمته بشكر القائمين على المؤتمر، والممولين والداعمين، وكل من احتضن ودعم المستشفى.
الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بالجلسات العلمية لليوم العلمي، يتضمن ثلاث جلسات علمية وبحثية، حيث تستعرض الجلسة الأولى ثلاث أوراق علمية، فيما تناقش الجلسة الثانية أربع أوراق علمية، وتخُصص الورشة الثالثة للنقاش والخروج بالتوصيات.
وعرضت الجلسة العلمية الأولى ثلاث أوراق علمية ناقشت أولويات وتحديات سجلات السرطان، وترأس الجلسة العلمية الأولى الأستاذ الدكتور يحيى عابد، وتحدث عن الأدوار والمسؤوليات والمهام الخاصة بسجل السرطان الفلسطيني، ملقيًا الضوء على تاريخ العمل بسجل السرطان في فلسطين والمراحل التي مر بها وكذلك آلية توحيد المفاهيم المتبعة.
وفي ورقته العلمية، تحدث الدكتور أحمد الشرفا عن السرطان في محافظات فلسطين الجنوبية خلال (2015-2019)، مشيرًا إلى أن أعداد الإصابات بالسرطان كانت ضمن النطاق الطبيعي في هذه الفترة، وتحدث الدكتور خالد ثابت في ورقته العلمية عن آخر مستجدات علاج سرطان الرئة المتنقل، منوهًا إلى أن العلاج الحقيقي يكمن في اتباع تقنية العلاج المستهدف لخلية السرطان، واختتم الدكتور حسام حمادة الجلسة الأولى بعرض ورقة علمية تضمنت الحديث عن هدف وآلية علاج السرطان من منظور جزيئي.
الجلسة الثانية
وترأس الدكتور محمد أبو ندى الجلسة العلمية الثانية، واشتملت على أربع أوراق علمية، حيث تحدث الأستاذ الدكتور ناصر أبو النور في ورقته العلمية عن طرق توعية الفلسطينيين بأعراض سرطان الرئة، وجاءت النتائج بناء على دراسة وطنية مستعرضة، وعرضت الدكتورة آمال أبو جامع ورقة علمية ناقشت الآثار السريرية لأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وجاءت ورقة الدكتور مازن الزهارنة بعنوان: “الكشف عن أورام القولون والمستقيم من خلال تحليل متعدد الجينات من الحمض النووي للأورام المتداولة”، واختتمت الدكتورة حنان أبو كميل الجلسة الثانية باستعراض ورقة علمية حول مدى معرفة المرأة الفلسطينية بعلامات الإنذار التي تشي بوجود سرطان عنق الرحم.
الورشة الختامية
وترأس الورشة الختامية الأستاذ الدكتور صائب العويني، وشارك فيها ما يزيد عن (70) أكاديميًا وباحثًا، تعاونوا جميعًا للخروج بتوصيات قيّمة وذلك بالإجابة عن تساؤلات مهمة تخص مجال السرطان، وتم توزيع المشاركين على أربع مجموعات: مجموعة أطباء الأورام، مجموعة الجراحين، مجموعة علم الأمراض، ومجموعة العلوم الطبية والأساسية.