
تحدث أ. د. أحمد علي الإمام-مستشار الرئيس السوداني لشئون التأصيل الشرعي عبر الهاتف من الجمهورية السودانية إلى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي عن التشريع الإسلامي ومتطلبات الواقع معتبراً أن موضوع المؤتمر يمثل هدفاً سامياً وعظيماً، وذكر أ.د. الإمام أن العلماء يتحملون العبء الأكبر في ترشيد وتبصير الأمة بحقيقة الشريعة الإسلامية، وسماحتها، ويسرها وعدها، وأثنى أ.د. الإمام على الأهداف والمحاور التي يطرحها المؤتمر من حيث النظر في الكثير من الفروع التشريعية المستجدة، والتجديد في العمل الاجتهادي بما يؤدي إلى ضبطه، وتجديد وسائله.
الدكتور/ أحمد شويدح
أما د. أحمد شويدح – عميد كلية الشريعة, ورئيس المؤتمر, فتحدث عن انعقاد المؤتمر الدولي المعنون: “التشريع الإسلامي ومتطلبات الواقع” تعاطياً مع المستجدات التي طرأت على أحوال الأمة الإسلامية, مشيراً إلى الضوابط الشرعية التي يستند إليها, والمنسجمة مع احتياجات الناس, ومتطلباتهم المتجددة, وشدد د. شويدح على السعة والمرونة, والتطور والثبات الذي يتمتع به التشريع الإسلامي, وذكر د. شويدح أن وجود فقه نظري وعملي لكل مرحلة زمنية, يصاحبه وسائل وأساليب, إضافة إلى الأدوار المنهجية, وآليتها. وبين د. شويدح وجود مساحة واسعة تختص بأمور الدين, وبالوسائل والطرق التي بإمكانها خدمته, وحث د. شويدح على ضرورة إعمال الفكر والرأي والاجتهاد في تلك المساحة, متناولاً عدداً من الأوجه التي تنال خطاً من هذه الحركة الشرعية.
الدكتور/ مازن هنية
وشدد د. مازن هنية – عميد الدراسات العليا, ورئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر التشريع الإسلامي ومتطلبات الواقع – على كون الرحمة سمة أساسية من سمات التشريع الإسلامي, ترعاها النصوص والأصول والفروع, وأشار إلى ظهورها من بين العديد من السمات الأساسية للتشريع الإسلامي, ومنها: عدالة الشريعة الإسلامية, ورعايتها لحقوق الإنسان, وصون كرامته, علاوة على التيسير ورفع الحرج عن الناس.
وبخصوص سمات الشريعة الإسلامية فقد لخص د. هنية كونها سمات حقيقية وصادقة, لا تصادم الإنسان, ولا تعارض مصالحه, مستعرضاً رعاية الشريعة لمصلحة الإنسان, ودفع الفساد عنه, اعتماداً على الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها, والتي توجهه إلى درب الصلاح والخير.
وعرض د. هنية قدرة الشريعة الإسلامية على مواجهة الوقائع والمستجدات الفقهية الخاصة بجوانب الحياة المختلفة, متحدثاً عن تشجيع الشريعة الإنسان على البذل والعطاء, والحركة الدؤوبة في الحياة لإعمارها.
واقع الاجتهاد وسبل النهوض به
وفيما يتعلق بالجلسة الأولى للمؤتمر فقد ترأسها د. حسين أبو عجوة, وقدمت إليها مجموعة من الأبحاث العلمية, وفي هذه الجلسة عرض د. ماهر الحولي بحثاً بعنوان: “مناهج النظر والاجتهاد في القضايا والمستجدات المعاصرة”, ويناقش البحث مناهج النظر والاجتهاد في الوقائع والمستجدات المعاصرة, متناولاً ثلاثة اتجاهات, وهي: منهج التضييق والتشديد, ومنهج المبالغة في التساهل والتيسير, ومنهج الوسط والاعتدال, وأكد البحث على اعتماد المنهج الوسطي المعتدل في النظر والاجتهاد, وأرجع ذلك لكون هذا المنهج منهج أهل العلم والورع والاعتدال, وحث البحث على مراعاة فقه النصوص, ومقاصد الشارع, وعلل الأحكام, وسماحة الشريعة الإسلامية.
وقد قدم د. مازن هنية إلى الجلسة الأولى بحثاً بعنوان: “النظر في اختلاف العلماء في دلالة العام”, ويتناول موضوع البحث موضوعاً من موضوعات علم أصول الفقه, تقوم على إعادة التفكير في علم أصول الفقه كإطار عام, وتضمن المقترح أفكاراً للثوابت والمتغيرات داخل الهيكل المطروح.
واستعرض د. عبد الرحمن قصاص في بحثه المعنون: “الاجتهاد الإسلامي واقعه, وعوامل النهوض به”.
التشريع الإسلامي ومتطلبات الواقع
وقد ترأس الجلسة الثانية د. نسيم ياسين, وقدمت إلى الجلسة مجموعة من الأبحاث العلمية المندرجة تحت إطار التشريع الإسلامي ومتطلبات الواقع, وتناول د. حسين الترتوري من خلال بحثه بيع المرابحة للأمر بالشراء ونوه البحث إلى أن هذا العقد يختلف عن مطلق البيع في أنه قائم على الإلزام بالوعد, وأن فيه رغبة من شخص لا يملك مالاً بشراء سلعة, فيعد من يشتريها له بشرائها منه بربح معلوم نظير التأجيل في دفع الثمن, إضافة إلى أن المأمور يبيع مالا يملك.
أما أ. خالد تربان, أ. محمود عجور فقدما بحثاً بعنوان: “البيع بالتقسيط مع الاحتفاظ بالملكية حتى استيفاء الثمن, وأظهر البحث يسر الشريعة الإسلامية, وسماحتها, وصلاحيتها لكل زمان ومكان, وأشار البحث إلى فتح الشريعة الإسلامية باب المعاملات للناس شريطة عدم ارتكاب العاقدان في عقدهما ما يخالف الشريعة
واستعرض أ. بسام العف من خلال بحثه موضوع الزيادة مقابل الصنعة عند مبادلة الذهب بالذهب, أو الفضة بالفضة, ويهدف البحث إلى تعميق الدراسة في مسألة خلافية في باب المعاملات المالية تكثير الاستفسار عن حكم الإسلام فيها, وهي: حكم أخذ الزيادة مقابل الصنعة في بيع حلي الذهب والفضة بجنسه, ويقوم البحث على استقراء الآراء والنصوص الفقهية العامة والخاصة المتعلقة بهذا الحكم, استناداً إلى ما كتبه الفقهاء.
وطرح د. محمد البيومي رؤية نقدية من خلال بحثه الخاص بالممارسات الواقعية للعمل المصرفي, وتناول البحث معنى العمل المصرفي الإسلامي, ومفهومه, ونشأته, وتطوره, والأهداف التي حددها لنفسه, وعرض البحث نماذجاً من ممارسات العمل الاستثماري في المصارف الإسلامية, مثل: المرابحة, والمضاربة, والاستصناع, والإجازة, وأظهرت الرؤية النقدية كيفية تعامل المصارف الإسلامية من خلال هذه الأوعية الاستثمارية, وتفعيلها في واقع الحياة.